الفحيحيل مرتع صباي لعبدالرزاق الرفاعي الفحيحيل القديمة... تعليم بدائي وربيع منعش ولا أحد نجا من جحيشاء الشيخ المطوع

نشر في 07-10-2007 | 00:00
آخر تحديث 07-10-2007 | 00:00

كتاب «الفحيحيل مرتع صباي» لمؤلفه عبد الرزاق السيد يوسف الرفاعي يرصد حقبة مهمة في تاريخ قرى الكويت القديمة، ويعرض الزمن الجميل، ويرصد فيه الكاتب لجذورنا حقبة ما قبل ظهور النفط وتأثيره في معيشتنا.

الجريدة تنشر مقتطفات من الكتاب وبتصرف. وفي هذه الحلقة يتناول المؤلف أشهر العائلات التي استوطنت الفحيحيل بشطريها الشمالي والجنوبي، والأعمال والمهن التي كان يعمل بها سكان القرية، وأشهر الأماكن بها، والنظام التعليمي في ذاك الوقت، وخوف الأهالي على أبنائهم لو اندلعت الحرب العالمية الثانية.

لا يوجد أحد من سكان الفحيحيل الأصليين، الذين ولدوا وترعرعوا فيها لا يعرف هذه المعالم أو هذه الأماكن وأين تقع وفي أي جانب من الفحيحيل، وقد كان وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الأسبق السيد خالد المضف ذكيا عندما استغل تلك المعالم أو الأماكن ليستدل على سكان الفحيحيل الأصليين، عندما أراد توزيع بيوت ذوي الدخل المحدود عليهم من غيرهم ممن ليسوا بسكان الفحيحيل الأصليين لأحقيتهم في هذه البيوت.

وهذه المعالم هي:

الربادية

الربادية سدرتان ضخمتان ترجع مليكتهما إلى عائلة العجيل العريقة والمعروفة في الفحيحيل ويغطي ظلالها ما مساحته 2000متر مربع، وبفضل ذلك الظل الوافر تبرد الرمال المتجمعة تحت تلك السدرتين الضخمتين، مما يجعل المار لا يقاوم الجلوس أو الأضطجاع تحتهما، فكان يتجمع تحتهما كل من ليس له عمل أو كل متقاعس عنه، وهذا النوع من الناس نسميه بلهجتنا الفحيحيلية «بالربادة» ولذلك سمي هذا المعلم أو المكان «بالربادية» نسبة إلى هؤلاء الناس الكسالى والمسمين «الربادية».

طعس الخبلان

طعس الخبلان هو نقا كبير أي طعس، والطعس هو كثبان من الرمل تجمعت في مكان معين على مر السنين بتأثير الرياح الموسمية، وهذا الطعس يقع على الطريق المؤدي إلى البحر وكنا نجتازه بصعوبة ونحن ذاهبون إلى السباحة في البحر وذلك لشدة حرارة رمله، ولا أعرف كيف سمي بهذا الاسم (طعس الخبلان). والمقصود بكلمة الخبلان المهابيل (أي ضعاف العقول) ولكني لا أذكر أنه يوجد عندنا في الفحيحيل مهابيل وأعتقد أنه يقصد بالخبلان الصبية أو الشبان الذين تتعدى شقاوتهم الحد المعتاد، وهذا الطعس وقف على هؤلاء الصبية يلعبون فوق رماله ويعدون الكمائن لمن يجتازه ذاهبا إلى البحر أو عائدا منه. كحفر الحفر وتغطيتها بالقش ليتعثر فيها كبار السن وغيرهم.

أم خويسة

هي نخلة يقال إنها من ضمن أملاك سلطان الدبوس تقع في الشطر الشمالي من الفحيحيل مجاورة للمقبرة الشمالية كثيرة الفروخ التي تنبت حولها، كثيفة السعف، موحشة ليست كباقي النخيل، وكنا نحن الصغار نتجنب الاقتراب منها، يقال إنها مسكونة من قبل الجان.

أثلة العجيل

هي أثلة عملاقة تناطح السحاب بارتفاعها، وضخمة جدا تقع قرب المسجد الوحيد في ذلك الحين في الشطر الشمالي من الفحيحيل، وهي من ضمن أملاك عائلة العجيل، ويغطي ظلها ما يقارب مساحته 1000 متر مربع، يقضي المصلون قيلولتهم تحت ظلها بعد خروجهم من المسجد كما تتبارك النسوة بهديها (أوراقها) بعد حرقه ليبخرن أطفالهن المصابين بالرمد، كما تحيط بها مساحة كبيرة من الفضاء.

الدراويز

والدراويز هي جمع دروازة، والدروازة هي بوابة كل سور كبير.

فقد كان في الشطر الجنوبي للفحيحيل سور كبير بنته عائلة الدبوس الكريمة بالتعاون مع أهل الفحيحيل بإيعاز من شيخ الكويت آنذاك المرحوم ـ بإذن الله تعالى ـ الشيخ سالم المبارك للاحتماء به والدفاع عن أنفسهم من شرور بعض القبائل التي كانت تغير عليهم، وذلك حسب ما سمعته من كبار السن في الفحيحيل، ولو أنني لم أدرك ذلك السور فقد تهدم قبل وعيي وادراكي، ولكنني أدركت بعضا من قوله (أي بواباته) وهي البوابة الشرقية والغربية منه، فقد كانتا بوابتين ضخمتين تتسع الواحدة منهما لولوج الجمل فيها بما حمل، وفي أعلى تلك البوابة بنيت غرفة لتكون مرقبا يطل منها المكلف بالمراقبة والحراسة، وكان شكل تلك القول يتسم بالجمال والذوق الفني، وكنا نحن الصغار نلعب ونلهو تحتها، وليت الحظ أسعف عائلة الدبوس الكريمة بالاحتفاظ ولو بواحدة من تلك الدراويز (البوابات) ـ وهنا ألقي الملامة عليهم ـ لتكون رمزا لحب أهل الفحيحيل لقريتهم ووفائهم لها.

عدد السكان وأهم العائلات المعروفة فيها بشطريها الشمالي والجنوبي

بلغ عدد سكان الفحيحيل حتى عام 1956 ما يقارب الألف نسمة، ويزيدون أو ينقصون قليلا عن ذلك ومن أشهر العائلات التي استوطنت الفحيحيل:

أولا الشطر الشمالي

• عائلة سيد يوسف سيد عبدالله الرفاعي

• عائلة العجيل

• عائلة العدواني

• عائلة الغانم

• عائلة الشيخ أحمد المبارك المطوع

• عائلة الحربان

• عائلة البداح

• عائلة خالد السعيد

• عائلة المياس

• عائلة الزوير

• عائلة الخضير

• عائلة مزيد العتيبي

• عائلة الهليوي

• عائلة أضوبان

• عائلة محمد الرومي (النويعير)

• عائلة معلي

• عائلة الحري

• عائلة النبوا

• عائلة سرور

• عائلة الفويه

• عائلة الموينيع

• عائلة عبدالوهاب بن حسين الرومي

• عائلة خالد الوريثان

• عائلة ابن مغيصب وأخيه

• عائلة المطر

• عائلة القصاب

• عائلة الهملان

• عائلة العدس الخميس

ثانيا الشطر الجنوبي

• عائلة الدبوس

• عائلة الجلاهمة

• عائلة الخزام

• عائلة سعد الفالح

• عائلة الحسين

• عائلة البحريني

• عائلة حمود الخدا

• عائلة الرسام

• عائلة المهري

• عائلة طلب العنزي

• عائلة مبارك العقالا

• عائلة السفيح

• عائلة سليمان الحشان

• عائلة السنان

• عائلة المنصر

• عائلة عيد العجمي

• عائلة خورين

• عائلة سيمون

• عائلة الطاحوس

• عائلة الهملان

• عائلة العويهان

• عائلة المصلح

• عائلة النما

وأرجو المعذرة لمن فاتني ذكر اسم عائلته أو سقط ذكرها سهوا في هذه العجالة.

أعمال السكان

لو رجعنا إلى الوراء وقارنا معيشتنا خصوصا نحن سكان القرى الواقعة جنوبي مدينة الكويت لوجدناها أفضل بكثير من سكان مدينة الكويت، فعندنا الزراعة، وعندنا المراعي الكثيرة، ونجاور البحر الذي قيل عنه قديما «لا جوع لمن جاور البحر» كما نتمتع بمهنة الغوص كبقية سكان الكويت، فأبواب الرزق عندنا متنوعة، إضافة إلى وجود شركة نفط الكويت بقربنا، بينما تقل هذه الميزات عند سكان الكويت فليس لهم عمل إلا البحر صيفا وشتاء، ففي فترة الصيف يكون موسم الغوص على اللؤلؤ، وفي فصل الشتاء تكون الرحلة المتعبة للتجارة إلى الهند أو شرق أفريقيا، حتى عند بدء شركة النفط أعمالها كانت فرص العمل فيها عندنا أفضل من غيرنا، وذلك لقرب الفحيحيل من مركز الشركة وورشها، فعند استخراجها النفط ركزت ثقلها جنوب الكويت، حيث منابع النفط وحقوله الموجودة في الأحمدي والمقوع، وبرقان والمناتيش ووارة.. وغيرها.

ويوجد بالقرب منا أهم وأكبر ميناء لتصدير النفط وهو ميناء الأحمدي والتي شحنت منه أول دفعة من إنتاج شركة نفط الكويت سنة 1946م.

ولكنني الآن لست بصدد هذه الحقبة من الزمن، أي حقبة ظهور النفط واستفحاله وتأثيره في معيشتنا، فنعمة ظهور النفط عمت جميع سكان الكويت من بدو وحضر بل بصدد ما قبل استخراج النفط بصورته الكثيفة والتجارية.

فقد عشت تلك الفترة مع أهلي سكان قريتي هذه فكانت مزارعهم كثيرة ومنتشرة بعرض القرية وطولها، تستوعب كثيرا من الناس المتخصصين في مهنة الزراعة وصيد الأسماك، وإذا ما لاحت منك التفاتة إلى البحر وجدت السفن الكبيرة متحفزة تنتظر موسم الغوص لتنطلق إلى عرضه، أما قوارب صيد الأسماك فحدث ولا حرج، فمنها ما هو عائم على سطح البحر ومنها ما هو مرفوع فوق ساحله للتصليح، فإذا عرجت على سوق السمك وجدته زاخرا بأجود أنواعه مثل: الهامور، الشعوم، السبيطي، الطلاح، الحمام، الجنعد، الشنينو، الميد، الشيم، وغيرها من أنواع الأسماك.

أسماء العائلات التي كانت تؤم «الفحيحيل» في فصل الربيع

كانت هناك بعض العائلات من سكان مدينة الكويت تحرص على قضاء فترة الربيع في قريتنا لما للربيع عندنا من بهجة وجمال تستشعر بها، وهواء منعش تستنشق رائحته وتتمتع بخضاره السندسي، وقد حالف الحظ بعضاً من تلك العائلات وقاموا بشراء البيوت والأراضي في قريتنا الفحيحيل فاستفادوا فائدة كبيرة عند تثمينها من قبل الحكومة عند تنظيم الفحيحيل ومن هذه العائلات:

• عائلة الوزان • عائلة الذكير

• عائلة المخيزيم • عائلة الدعيج

التعليم ودور المرحوم الشيخ أحمد المبارك المطوع

لقد تدرج التعليم في قريتنا في الفترة التي عاصرناها والذي كان بدائيا حتى وصل إلى أعلى مستوى له من التقدم، فقد أخذ الشيخ أحمد المبارك المطوع على عاتقه تعليم صغار الفحيحيل وكان التعليم عندنا كما قلت بدائيا ومتواضعا جدا لا يتعدى حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية والدينية وبعض تعاليم الفقه.

وبمناسبة ذكر الشيخ أحمد المبارك المطوع فمهما أشدنا بمناقب ذلك الرجل فلن نوفيه حقه من التبجيل والتكبير، فقد أبصرت أعيننا نحن الصغار فوجدنا ذلك الرجل المبجل أمامنا يلفنا بعطفه فهو الأب الحنون والمؤدب المخلص والمعلم المتفاني، وكنا نحن الصغار نحب التقرب منه لحلاوة حديثه وما ينشره حوله من حكايات خفيفة الظل فلا يستنكف عن ملاطفة الصغير والعطف على الكبير ناهيك عن تدينه وورعه المنقطع النظير، كما له فضل كبير على سكان الفحيحيل جميعا، فهو معلم ومؤدب أولادهم جميعا، وهو إمام وخطيب مسجدهم، وعاقد زواجهم، والحكم فيما يحدث بينهم من نزاعات أو صراعات.

كما أنه يتسم بالكرم الشديد، فله ديوان عامر طوال الليل والنهار، كما يؤمه الكثير من الناس من داخل القرية وخارجها لقراءة الرقية الشرعية عليهم من آيات الذكر الحكيم، فقد كان رجلاً مباركاً شفي على يديه كثير من الناس بإذن الله تعالى، وسآتي على ذكر سيرته العطرة فيما بعد، وكل ما كان يقوم به ذلك الشيخ الجليل هو من دون مقابل لا يريد به إلا وجه الله تعالى.

أسلوب التعليم الذي رسمه المطوع

نحضر نحن الصغار في الصباح الباكر ونجتمع في غرفة خصصها الشيخ أحمد في بيته الكبير، والملاحظ أنه في اجتماعنا عنده في غرفة التعليم يتحول شيخنا الجليل إلى شخصية مختلفة عما نعرفه، فتكون الصرامة والحزم سمته، فلا يتهاون مع المهملين لدراستهم ولا من لا يراعي الأدب في تصرفاته، فقد نصب في ركن من أركان تلك الغرفة ما نسميه (الجحيشاء) وهي عبارة عن حبل غليظ ربطت بطرفه عصا غليظة بجانبها عصيان الخيزران (ينخلع قلب كل من نظر إليها!!).

ولا أذكر أن أحدا يستحق العقاب قد نجا من هذه الجحيشاء مهما كان نفوذ والده في القرية، ولا أذكر أيضا أن أحدا منا قد حالفه الحظ ونجا من تلك الجحيشاء الملعونة، وكم مرة دخل علينا بعض الآباء ورمق ابنه بنظرة حادة وصرخ قائلا: «لك اللحم ولنا العظم أيها الشيخ».

وإنني لأعجب من الذين يعتقدون أن ضرب الأهل والمربين يجلب العقد النفسية للأولاد فلم أر واحدا منا ممن تلظى بلهب سلك تلك الجحيشاء أو بضرب شيخنا الجليل المبرح لنا أن تعقد أو حدثت له عاهة مزمنة، كما يقولون إلا إذا كان أولاد تلك الحقبة من الزمن ـ والعياذ بالله ـ من سلالة (الديناصورات) Super Children ويختلفون عن أقرانهم في عصرنا الحاضر؟

كما بنى الشيخ في الجهة المقابلة لنا دكة (والدكة: عبارة عن بناء من الطين والصخر لا يتعدى ارتفاعه الستين سنتيمترا) مخصصة لجلوس الضيوف أو أولياء الأمور الذين يأتون للاطمئنان على أولادهم، وهل هم منتظمون في الحضور إلى الشيخ أحمد؟ وبعد أن يستقر ضيوف شيخنا الجليل بجلوسهم على تلك الدكة يكلف الشيخ بعض الأولاد بإحضار القهوة ومشتقاتها، فإن كان ذلك الضيف من أعالي القوم أحضرت له الحلوى مع القهوة، وإن كان الضيف غير ذلك فيكتفي بإحضار التمر بدل الحلوى، فيكون ذلك الطالب المكلف بإحضار لوازم الضيافة محظوظا فهو يصيب بعضا من تلك الحلوى والتمر وارتشاف القهوة، وهو في طريقه إلى الضيوف، وبعد تناول الضيوف الحلوى أو التمر وارتشاف القهوة يومئ لنا شيخنا فنفز (نقف) واقفين ومن ثم نقوم بترديد بعض الآيات القرآنية التي تجلجل الغرفة، وتهتز من قوة صراخنا ويصاب الضيوف بالصداع، فلا يترددون بالانصراف فقد كان شيخنا ذكيا عندما يتبع هذا الأسلوب لصرف الضيوف.

خاطرالمياس

ويساعد شيخنا الفاضل أحمد المطوع في حال غيابه شاب معروف من عائلة المياس يدعى خاطر المياس وهو يقوم مقامه عند غيابه ليؤم المصلين في المسجد، وللأمانة كان خاطر هذا من المخلصين والمحبين لنا علاوة على ما يتمتع به من ذكاء منقطع النظير ولكن قضاء الله عز وجل وإرادته لا راد لهما وتشاء إرادة الله سبحانه وتعالى أن يخطفه الموت في سن مبكرة، ولو قدر له القدر أن يعيش لكان له شأن كبير في أمور الفقه والدين، وسنأتي على ذكر بعض من سيرته لاحقا.

خوف الأهل من الحرب

كان أهلنا يخافون علينا من أن نساق إلى أتون الحرب العالمية الثانية، فقدموا لنا بعض التعاليم التي أملوها علينا عند حدوث الحرب، فقد كانت تلك الفترة فترة نشوب الحرب العالمية الثانية في الفترة من 1940 ـ 1945 وقبل أن تضع الحرب أوزارها أي في سنة 1945م وبما أن الكويت كانت من ضمن المنظومة التي كانت تحت الحماية البريطانية في ذلك الوقت، كانت هناك مخاوف من أن نساق إلى أتون الحرب، فالتعليمات عندنا من قبل أهلنا أن نفر عند سماعنا أي حركة غريبة أو سماع صوت سيارة أو أزيز طائرة في قلب السماء حتى لا نجند لحرب لا دخل لنا فيها.

مفتشو دائرة المعارف

ماذا حل بمفتشي دائرة المعارف الحديثة العهد عند اعتقادنا أنهم جاؤوا ليسوقونا إلى أتون الحرب: فقد حدث في يوم من الأيام ونحن منهمكون في الدراسة أن دخل علينا ثلاثة أشخاص يرتدون البدل الإفرنجية من مفتشي دائرة التعليم الحديثة المنشأ، فما كان منا إلا أن دب الهلع بيننا وقفزنا من مقاعدنا وساد الهرج والمرج بيننا فتدافعنا على الباب تاركين المدرسة حتى كدنا نسحقهم تحت أقدامنا، كأننا العصافير المفزوعة عند تطايرها من الشجر فأصابهم الذهول ولك أن تتصور ما حل بشيخنا الجليل (أحمد المطوع) من الإحراج أمام ذلك المنظر، أما أهلنا فقد أيدوا ذلك التصرف منا كل التأييد وهرعوا إلى المدرسة للاستفسار عن هؤلاء الأغراب الذين حضروا فجأة إلى قريتنا فأقنعهم الشيخ أحمد بأن هؤلاء الأشخاص ليسوا إلا مفتشين أرسلتهم دائرة المعارف للوقوف على متطلبات مدرستنا، وهم بعثة من المدرسين المصريين ولم يوافق أهلنا على الرجوع إلى مدرستنا إلا بعد أسبوع وذلك لعدم تصديقهم لتلك الرواية وكأن نصر بريطانيا العظمى متوقف على حفنة من صبيان الفحيحيل.

back to top