وجهة نظر بكر و حنان... بحثاً عن حياة أكثر طهراً

نشر في 03-05-2008 | 00:00
آخر تحديث 03-05-2008 | 00:00
 محمد بدر الدين في فيلم «ألوان السما السبعة»، يطير البطل بكر (فاروق الفيشاوي) طوال الوقت في عروضه، التي يقدم خلالها رقصة «التنورة» بثوب فضفاض جميل يحوي سبعة ألوان. ومنذ اللحظات الأولى، تنجذب إليه حنان (ليلى علوي) كرجل أولا، وتعجب برقصته كتعبير وحالة من التحليق ثانياً.

في وقت متأخِّر في السيناريو، تنكشف الحقيقة الأساسية لكلا البطلين (بكر وحنان). فحنان ليست مجرد مشاهِدة يروق لها ما تشاهد ومن تشاهد أو سيدة أرستقراطية أو امرأة راقية، كما يدل عليها مظهرها ومسكنها وحتى طريقة حديثها، وإنما هي مومس تائبة لتوها، اسمها الأصلي صباح، وتهفو إلى التخلص من الموبقات والآثام التي لوّثت جسدها وأثقلت روحها. تسعى حثيثاً إلى الهجرة من البلاد والبدء بحياة جديدة في مكان لا يعرفها فيه أحد، وحين ترى بكر ورقصته تتوسم فيهما صورة أخرى من صور الخلاص والتطهر.

أما بكر، حين يتعرف إليها ويسمع اعترافها، يعترف بدوره أن جسده هو الآخر كان منتهكاً من قبل مصريات وعربيات وأجنبيات لقاء المال، ما أشعره بأنه مدنس وملوث، ويريد مثلها أن ينقذ روحه ويتطهّر ويطير بعيداً.

الغريب في الفيلم، أن حنان وجدت في رقصته الجميلة تعبيراً بليغاً عن السمو إلى أعلى وتكثيفاً للمعاني الروحية والصوفية والشعرية، مع أن بكر، الذي كان يمارس تلك الرقصة على مدار العمر، تخلى عن كرامته واستنزف جسده تحت وطأة الموبقات والإثم.

أخرج الفيلم سعد هنداوي وكتبته زينب عزيز، وهما من الأسماء السينمائية المصرية المعاصرة التي تبشِّر بعطاء وإبداع متميز. التصوير لرمسيس مرزوق والديكور لصلاح مرعي، وهما من أعلام السينما المصرية والعربية كل في مجاله. كذلك تألقت فيه ليلى علوي بأدائها المتقن وفاروق الفيشاوي بخبرته الفنية، إلى جانب الراسخين سوسن بدر وأحمد راتب، والممثلين الواعدين منى هلا وشريف رمزي.

«ألوان السما السبعة» فيلم جاد ومهم، أياً كانت الملاحظات السلبية والمآخذ، خصوصا أنه يظهر في فترة تسود فيها الأعمال «الهابطة» فنياً وحرفياً، ما جعله ينضم الى أعمال جيدة عُرضت اخيراً على شاشة السينما المصرية أبرزها «جنينة الأسماك» ليسري نصر الله.

back to top