المغنيات حين يتحولن إلى نجمات إعلان

نشر في 18-11-2007 | 00:00
آخر تحديث 18-11-2007 | 00:00
No Image Caption

أطلقت الفنانة اللبنانية إليسا قبل أيام عطرها الذي يحمل اسم Elle d’Elissa في فندق «أبراج الإمارات» في دبي لتكون بذلك الفنانة الأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تطرح عطراً باسمها يحمل توقيع شركة عالمية. فمن يعلن لمن ومَن يجمّل مَن؟ وكيف تتحول المغنيات إلى نجمات إعلان؟

لا شك في أن أصحاب الماركات العالمية يدركون ما يفعلون، ويعلمون وقع النجمات الايجابي على معادلة العرض والطلب بالنسبة للسلعة أو الخدمة. والنجمات كثيرات والسلع أيضاً، ولكن أية نجمة لأية سلعة؟ كما يجوز أن يعكس السؤال في معظم الأحيان!

وبالعودة إلى إليسا نقول إنه ورغم تفوق بعض زميلاتها في الوسط الفني اللبناني والعربي عليها في الجمال مثلاً، إلا أنه لم يحدث أن ضاهتها إحداهن بوفرة الإعلانات وكأن إليسا تحترف هذا النوع من الفن ولم يعد يهمّها كثيراً تقديم الحفلات، وهي وان خسرت إعلان البيبسي فقد أصبحت سفيرة ساعات «كوروم» ونظّارات «فوغ»، وحديثاً صورت اعلانا لمجوهرات «لازوردي» التابع لمجلس الذهب العالمي، وحملت شعار «من دون الذهب أشعر بعدم الاكتمال». كأن كل شيء يحلو مع اليسا، بدءاً من المنظّفات وانتهاء بالمجوهرات.

أمّا هيفاء وهبي التي أطلقت أغنية «بوس الواوا» الشهيرة فقد اختيرت لتكون نجمة مجوهرات شركة «شوبار» في مهرجان «كان» السينمائي. وقيل إن هيفا سعت للحصول على هذا اللقب لا لشيء سوى تأكيد أنها الأحق والأجدر بكل الألقاب وإثارة حفيظة إليسا في الوقت عينه. واستفادت أيضاً شركة «بيبسي» من هيفاء للترويج لمشروبها. والغريب أننا رأينا هيفاء في إعلانات متباينة تماماً فهي تارة تروّج لمصففي الشعر وأدوات التجميل وأخرى «تتفانى» في توعية الشباب اللبناني من حوادث السير فتحثّه على وضع حزام الأمان من خلال إعلان لوزارة الداخلية اللبنانية وتارة أخرى تدعم الثقافة و«حوار الحضارات» في إعلان يروّج للغة الإنكليزية. هكذا الجسد الجميل يوظّف في كل شيء، من الإغراء الى الثقافة.

أمّا نانسي عجرم «حبيبة الصغار والكبار» فقد صوّرت إعلان مشروب «كوكا كولا» في أحد أسواق بيروت وظهرت قبالة محال للخضار حاملة محفظة وكأنها تلميذة مدرسة ولكن هنا تتحول الكتب إلى قارورات من «مشروب الانتعاش والفرح». وكانت نانسي وقّعت عقداً لتكون سفيرة لمجوهرات «داماس» لعامين. كما صوّرت إعلاناً لخبير التجميل اللبناني فادي قطايا. ولا تزال المحطات الفضائية تبث إعلانها لأكسسورات «فرفشة». من ناحيتها استطاعت المغنية اللبنانية يارا التي يقتصر رصيدها الفني على بضع أغان، كسب ثقة بعض الشركات فروّجت لساعات «بونجا» وعطر «صدفة» الذي يحمل اسم أغنيتها وشامبو بانتين. والسؤال هنا ما معيار اختيار الشركة لفنانة دون غيرها للترويج لها؟ هل هو الحضور الشعبي للفنان أم «شطارة» مدير الأعمال ونفوذه؟

أرباح 

لم يعد من داعٍ لكثرة الحفلات اليوم. فإعلان واحد يتكفل بتقديم الأرباح للطرفين أي النجم والشركة المعلنة فيدرّ أرباحاً أكثر من التي توفرها مئات الحفلات في العواصم العربية. ورغم التكلفة الكبيرة التي يتطلبها تعاقد علامة تجارية ما مع أحد المشاهير، إلا أن هذه التكلفة تأتي بأكملها في أغلب الأحيان، خصوصاً عندما يرتبط المنتج باسم النجم الذي قدم إعلانه.

من بين الفنانات اللواتي أفصحن عن المبالغ التي حصلن عليها مقابل الترويج لإحدى ماركات الأدوات الكهربائية المغنية اللبنانية أمل حجازي، إذ ذكرت أكثر من مرة أنها تقاضت عداً ونقداً مليون دولار. الى ذلك أعلنت المغنية ميريام فارس أنها تلقت عرضاً بمليون دولار لترويج أحد أصناف المشروبات الغازية، لكنها رفضت العرض لأنها تطمح الى الأفضل. ثم فاجأتنا في إعلان لإحدى شركات العطور المصرية، ثم في إعلان لشركة الاتصالات المصرية «فودافون». واللافت أن معظم المغنيات يوظفن أغانيهنّ الرائجة في الإعلانات. فميريام وظفت اغنية «أنا والشوق»، وهيفاء قدمت أغنية «بوس الواوا» لشركة «بيبسي»، واليسا وظفت «كرمالك» في إعلان مجوهرات «لازوردي» أيضاً.

إزاء هذا، أصبح المشاهير «قدوة» الشباب الصاعد. فمن أجل عيون نانسي عجرم على شاشة التلفزيون، جميع محبيها على استعداد لتجرّع هذا المشروب الغازي حتى لو كان علقماً، والاتصال الهاتفي يحلو مع ميريام فارس، والسائق سيكون بأمان لانه يضع الحزام مثل هيفا.

back to top