آخر وطن
هي نوارسٌ من بهجه تبحث عن وطن...
هو ساحل يحتضن مياه وحدته هي كلمات أغان ٍ عزفها الغجر عندما مروا صدفة من هنا... هو لحن سرقت الريح منه زنابق الكلام هي عطر وُلد بلا جسد... هو جسد قارورة يحلم بمواكب العبير هي طريق يتزين كل يوم بمكياج الشجر والحب في انتظار حبيب لم يأت ِبعد... هو خطوات تائهة أدمتها مسافات الترحال هي شفاه لم تكتس ِبدفء الحروف... هو صوت شارد لم ينعم بسكنى شفاه هي نظر كلما استقر بين جفنين «سقاها الحضن حزن»... هو عين استنـزفها الحلم بالبصر هي وهو.. استوطنا أرضاً محايدة.. . تسمى الشعر! سكنا نفس المدينة السحرية التي لا تغيب عنها شمس الدهشة على أمل أن مجرد وجودهما معا في ذات المكان كفيل بجمعهما معا إلا أن الشعر مدينة ليست كسائر المدن الأخرى... الشعر... مدينة لا تعترف بالتخطيط المدني والمعماري المتعارف عليه في أي مدينة أخرى لا تعترف باللوحات الإرشادية... ولا بالطرق المرصوفة... ولا بالطرقات التي تقودك إلى عنوان مقصود في مدينة الشعر... الشوارع تكاد لاتخلو من المفاجآت وكثيرا ما تنوي الذهاب الى عنوان ما وتمر بالقرب منه من دون أن تراه... وعندما تنوي الذهاب لعنوان غيره تجد نفسك أمامه وجها لوجه... لماذا اختارا هو وهي مدينة كهذه للالتقاء؟! وكيف ممكن أن يتحقق حلمهما بالتلاقي في مدينة ترصد نواياك وتقودك الى عكسها؟! وأين ممكن أن يلتقيا لو قُدّر لهما ذلك؟! هل يكون ذلك في مقهى محاصر بالأشجار الاستوائية وبحضور البحر؟! أم في شارع عام مكتظ بالعابرين؟! أم في مكان منـزو ٍلا تلتقطه الأعين الفضوليه؟! أم في قصيدة غير صالحة للنشر؟! أم على ضفة بحر ٍخليلي؟! متى وأين وكيف يلتقيان..؟! أليس غريبا أن الشعر وهو الأقرب الى وجع العشاق والأكثر تعاطفا معهم، يقف في لحظة ما ضد قلوبهم الشفيفة، ويمارس ضدهم كل نزقه وجنونه في الوقت الذي لم يعد لهم مكاناً آمناً سواه؟!!! هي المؤمنه بأن الشعر مدينة صالحة لإخفاء حبهما في إحدى زواياها وهو المؤمن بأن أي مكان يجمعهما سيكون مكانا صالحا لبناء عالم شعري يليق بأمنياتهما القزحيه..! متى وأين وكيف يلتقي عاشقان ؟!