ندوة الجريدة تضيء أنوار الثقافة الكويتية في ليل الجهل والتخلف

نشر في 04-03-2008 | 00:00
آخر تحديث 04-03-2008 | 00:00

• فؤاد الشطي: الواقع الثقافي سيئ جداً... وأربعة أطراف مسؤولة عن ذلك

• ليلى العثمان: فرت عصافير النهار عن بلادنا... واحتلت الظلماء فجر دارنا

• فجر السعيد: مسؤولونا يرون الفن عيباً... وفي الباطن يطلبون الأشرطة الفنية

• سليمان البسام: الإنتاج الانساني من أساسيات الوجود الاستراتيجي والأمن القومي

اكدت الكاتبة ليلى العثمان ان ثمة حربا تشن ضد الابداع، مشيرة الى ان المبدع بات مطاردا وصار تهريب الكتب في معرض الكتاب كتهريب المخدرات، ومن جانبه اكد مدير الجلسة د. علي عاشور وجود ظروف خاصة حالت دون مشاركة الكاتب والفنان المسرحي سعد الفرج، والفنانة القديرة سعاد العبدالله الندوة.

أكد المخرج سليمان البسام ضرورة التخلص من القيود المفروضة على الفنون، وافساح المجال للمبدعين للتعبير عن رؤاهم الفنية الرصينة، مركزاً على البعد الاستراتيجي للخيارات الثقافية الكويتية، متسائلا عن كيفية التعامل مع تحديات العصر ومظاهر العولمة، والصراع القائم بين الأصالة والحداثة في الفكر العربي، وبين الآنا والآخر في المفهوم النفسي.

وأوضح في ندوة «الجريدة» المقامة في فنق الشيرتون تحت عنوان «مستقبل الكويت... اسئلة مشروعة واجوبة مستحقة» ان المشهد الثقافي نتاج انساني، لافتا الى ان الثقافة بما تحمله من هوية وطنية وتراث شعبي امر في غاية الاهمية يربطنا بالأمس ويحيينا اليوم ويعد لأجيال الغد، مؤكداً ان الانتاج الانساني من أساسيات الوجود الاستراتيجي والأمن القومي، مشيرا الى ترسيخ هذه المفاهيم من قبل جيل المؤسسين للحركة الثقافية الكويتية «وتكريسا لهذا المفهوم صدرت مجلة العربي في عام 1958، محققة حضورا جميلا في جميع مكتبات وأزقة العالم العربي، ممتدة الى العواصم الأوروبية».

وبين المكانة التي حققتها مجلة العربي محتلة مكانة مرموقة كسفير للثقافة الكويتية عالميا، مشيرا الى تفعيل الفكر الاستراتيجي في الخطة الثقافية الكويتية مع صدور اصدارات المسرح العالمي في عام 1969، ومجلة عالم الفكر 1973، وعالم المعرفة 1978 وسواها من الاصدارات.

كما أشار الى اهمية دور المسرح في المشهد الثقافي، ودوره الاستراتيجي الذي يعتمد على الحوار بين الرأي والرأي الآخر وبين الموضوع ونقيضه وبين الفعل ورد الفعل، مؤكداً ممارسته النشاط الديالكتيكي في ذهن ووعي ووجدان المتلقي محليا هذا الصراع الفكري بجميع أدواته الجمالية الاخرى، ومجسدا الفضاء الديموقراطي المبني على الرأي والرأي الآخر.

وأوضح ان هذا التعريف للمسرح مرتبط بمنهج اصلاحي يقع في قلب الفعل المسرحي، حيث انه يستدرج المشاهد في مناظرة فكرية مع ذاته يتحدى الأفكار المسبقة، ويتطلب من المشاهد اعادة النظر فيها، وإعادة صياغتها متحديا كل ما هو ثابت متسائلا هل كل ما نعتقده صحيح، هل فعلا رأي الأغلبية هو صحيح ومن الأغلبية؟

وذكر ان «الانفتاح الفكري يعتمد على تعدد المصادر الفنية والمصادر الثقافية لديه تداعيات في مجال التنفيذ وممارسة انتاج العمل الفني، بحيث يخلق العمل الفني بين مؤسسات دولية مختلفة مع مساهمة انتاجية لعدة اطراف (قطاع عام وخاص).

وأكد ان المسرح قادر على تقديم صورة ناصعة للثقافة العربية، مشيراً الى ان الحوار مع الآخر يعد وسيلة لإعادة معرفة الذات، ونموذجا انتاجيا لتوسعة قاعدة الانتاج «ويهمنا ان نشير الى جانب ثالث من نتائج هذا الحوار مع الآخر، على الصعيد الاعلامي، حيث يستطيع هذا المشروع الفني إيصال صورة مغايرة عن ثقافة العرب والثقافة الاسلامية وبالإخص ثقافة دولة الكويت الى جمهور عالمي واسع النطاق.

فؤاد الشطي

ومن جهته شكر الفنان والمخرج المسرحي فؤاد الشطي القائمين على جريدة «الجريدة» ومنظمي الملتقى، متمنيا في مستهل حديثه ولو اجتمعت محاور الندوة على طاولة واحدة، قائلا: لا نستطيع ان نجزئ وقائع المحاور ونفصلها عن بعضها البعض كلها ابتداء وانتهاء، لأنها مرتبطة بالمحور السياسي.

وأضاف الشطي: للحديث عن المستقبل ومحاوره واستشراف الواقع الثقافي لعلنا لا نغفل الماضي والواقع المعاش حتى نبني عليه المستقبل، جملة واحدة لتشخيص واقع المشهد الثقافي الحالي الذي لا نفصله عن انعكسات الواقع السياسي والاقتصادي والانشطة في الوطن.

وذكر ان الواقع الثقافي «مع الأسف سيئ جدا جدا، وهذا السوء بالدرجة الأولى مسؤولية أربعة أطراف رئيسية، كل بدرجة متفاوتة:

1- مسؤولية حكومية، لأن الحكومة هي الجهة الراعية لكل مجالات الحياة في الكويت.

2- مسؤولية مجلس الأمة، فنحن نفاخر بحرية الرأي والتعبير، والقول و الفعل لعموم الناس.

3- السواد الأعظم من العاملين والمشتغلين في الوسطين الفني والثقافي الذين لا يتصدون إلا فرادى بلا منظومة تجمعهم، هم قوة فاعلة لكنها مجهودات فردية متناثرة هنا وهناك، لكن مع الأسف الشديد كلما أردنا ان نتحد يتم تفتيتنا بفعل فاعل.

4- السلطة الرابعة الصحافة والمجلات المتخصصة، حيث يسترخص معظم القائمين على الصحافة الفنية باستقطاب المستكتبين، بينما كان للنقاد في الماضي دور في ارتقاء الحركة النقدية أبان عصر التحديث والتنوير.

عندما نستحضر الماضي سأذكر بعض الأسماء التي توفيت ومنهم: عبدالعزيز حسين وأحمد مشاري العدواني وحمد الرجيب هذه القيادات الجميلة التي أدارت دفة الثقافة والفن، حيث تولوا الرعاية والمسؤولية، كما كانت المدارس أيام الشيخ عبدالله الجابر زاخرة بالأنشطة المدرسية».

واشار الشطي الى ان هذا التردي في العديد من قطاعات الحياة مرجعه تلك المناحي الأربعة ويجب ان نركز عليها».

ومضى الشطي بالقول: لقد عاصرت بدء الحياة الديموقراطية منذ الستينيات، في افتتاح كل دورة برلمانية هناك فقرة طويلة عريضة تتحدث عن الحركة الثقافية والفنية وبالفحص الدقيق تبين الى اين هي ذاهبة؟!، لقد اختفت من أحاديث القياديين وأتحدى على الأقل 50 عضوا في المجلس جاءوا بذكر الثقافة في خطاباتهم بالمجلس، هذا يدل على اهمال كامل متعمد عن ذكر مفردة الثقافة.

وطالب الشطي الصحافة الفنية بان تلتفت الى من يكتب بها النقد الرصين، لأن معظم من يشتغلون في هذا الحقل هم موظفون بالباطن في المؤسسات الفنية او يعملون ببرامج في الإذاعة والتلفزيون.

وأشار الشطي الى دور المسرح في السابق، حينما عرضت مسرحية «الكويت سنة 2000» التي قدمت أجرأ مما يقدمه مجلس الأمة. ثم عاد ليطالب الصحافة الفنية بعمل التوازن ما بين الرصين وغير الرصين.

وثمن دور الممثلات رائدات العصر الذهبي، في المقابل انتقد الوضع الحالي، حيث اصبح كل من لا مهنة له فنانا وكاتبا ومنتجا ومخرجا، تلمعه الصحافة ليصبح مؤسسة ثقافية.

وعاد بالذاكرة الى الوراء مستذكرا الحركة المسرحية قديما «التي كانت ترضع من «3 ديود» الشؤون الاجتماعية ووزارة الاعلام ولاحقا المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بعد التسعينيات وبانتقال التبعية الى المجلس الوطني صار الثدي واحدا لكنه ناشف! الوضع بالفعل مزرٍ».

وقدم الشطي مثالا على قيام صفوة من رجالات الكويت في مجلس الامة باقرارهم خلال يوم وليلة التفرغ الفني عندما سقط الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا، اثناء قيامه بدوره في احدى المسرحيات مصابا بجلطة قلبية، لأنه يعمل في الوزارة ويمارس الفن في آن واحد.

وخاطب الشطي الحضور عن الحريات قائلا «هل تعلمون ان ما كان مسموحا به في الستينيات والسبعينيات في التلفزيون يجتزأ منه».

واردف: لا يمكن للكويت في ظل واقع ثقافي، والفن عماد الثقافة، ان تسترجع دورها الطليعي الذي كنا نصدر فيه المسرحيات الممنوعة في اوطانها، من غير مناخ حر حقيقي لن نسترجع الدور الطليعي.

واضاف الشطي: لدي كتب لرفض عروض مسرحية لاسباب واهية، نحن ضد تجاوز الخطوط الحمراء، لكن في ظل تضييق الحريات لا يمكن للفن ان يتطور.

ليلى العثمان

من جانبها، اكدت الكاتبة ليلى العثمان ان ثمة حربا تشن ضد الابداع، مشيرة الى ان «المبدع بات مطاردا وصار تهريب الكتب في معرض الكتاب كتهريب المخدرات، متسائلة: هل اصرخ بملء صوتي يائسة واقول قد انتهى الامس... واسدلت اعراسها عن بابنا الشمس؟ هل اقول بأسى: فرت عصافير النهار عن بلادنا... واحتلت الظلماء فجر دارنا... تحلم ان تشلنا... تقتل في ارواحنا توثب الشباب؟ ام اجرؤ ان اكون متفائلة حد اليقين واقول: ستبقى الكويت بلاد النور مهما حاول الذين يكرهون النور ان يسدلوا عليها الستائر السوداء.

ما الذي يجعلنا نثير السؤال عن مستقبل الكويت؟ هل لاحساسنا بخطورة الوضع الذي نعيشه اليوم؟ ام هو الخوف من الغد الذي قد يأتي بما لا تشتهيه سفننا؟

دعونا نعود بذاكرتنا الى فجر الستينيات الذي سطعت شمسه بسطوع الاستقلال، وولادة الدستور. فانتعشت الحياة وازدهرت. وصارت الكويت هذه البقعة الصغيرة بمساحتها... الكبيرة بعطاءاتها... نموذجا رائعا يحتذي به كل دول الجوار، فاستحقت بذلك ان تكون لؤلؤة الخليح ودرته المضيئة».

واضافت: انه لم يقتصر انتعاش الحياة بجانبيه الاقتصادي والاجتماعي، بل واكبه ازدهار الثقافة والفنون والآداب فالامم لا ترقى الا برقي فنونها، فانتعش المسرح وانتعشت الاغنية والفنون الشعبية والرقصات التعبيرية والتمثيليات الاذاعية والتلفزيونية والسينما التي قدمت فيلم «بس يا بحر»، ونال نجاحا عربيا واسعا وحصد الجوائز، كما انتعش الشعر، والقصة والرواية. وساهمت الصحافة الحرة في احتضان تلك الابداعات، حتى المرأة لم تقف الصحافة ولا الدولة من ابداعها موقفا معاديا فكتبنا في فضاءات رحبة، فلا سوط رقيب يصادر كتاباتنا، ولا جماعات تتهمنا بالفسق والفجور، حتى جاء قانون المطبوعات والنشر ليسن القيود المجحفة بحق الادباء والمفكرين، ولاحقتنا الرقابة بسيوفها لتمنع كتبنا، ولم يسلم من ذلك جيل الشباب، ان اللجان التي تقوم بمراقبة الكتب بالكاد نجد بينها اديبا او شاعرا، اما البقية وهم الاغلب فليسوا من المتخصصين في الادب، لذلك هم يقرأون حسب اهوائهم وثقافاتهم المحدودة فيمنعون ويصادرون. ولا يكتفون بهذا وتعرفون كم سيق من الكتاب والكاتبات الى اروقة المحاكم، لقد كفل لنا الدستور حرية الابداع والتعبير فلماذا يأتي من يصادر حريتنا ويقمع افكارنا ويصادر كتبنا بحجة الحفاظ على الاخلاق والعادات والتقاليد، بينما الفضائيات تدخل كل بيت اسرع من دخول الكتاب والناس لا تقرأ بقدر ما تشاهد».

وأشارت الى ان الازدهار في فترة الستينيات والسبعينيات «جاء نتيجة لاجواء الحرية السائدة آنذاك، ولاهتمام الدولة وتشجيعها المادي والمعنوي للفنون كافة، دون ان تترك الحبل على غاربه لسلطة الجماعات المتشددة... فماذا عن اليوم؟

لسنا هنا لنفرش بساط التشاؤم، لكنه الواقع الاليم الذي نعيشه ويفرض علينا المقارنة بين امس الثقافة المشرق، وبين ما آلت اليه اليوم، قارنوا بين مناهج تدريس اللغة العربية بالامس، حين كان الادب يأخذ حيزه الكبير في المناهج وكانت المكتبة المدرسية واحدة من اهم الروافد التي خرجت جيلا قارئا واعيا مثقفا ملما بكل الثقافات، ماذا عن مناهجنا اليوم التي اقصيت عنها ينابيع الثقافة والادب وهمش دور المكتبة المدرسية فنشأت اجيال لا تقرأ، وان قرأوا فلا تكون الثقافة والادب من اولويات قراءاتهم، ذلك ومع الاسف نتيجة تصرفات من يقومون على وضع هذه المناهج وتترك لهم سلطة الاختيار والقرار».

واضافت «ماذا عن المسرح المدرسي الذي افرز اكبر مجموعة من الفنانين الكبار رجالا ونساء حظين بالتشجيع من الاهل ومن المجتمع الذي لم يحرم الفن ويحارب الفنانين. لقد قامت النهضة الفنية على اكتاف هؤلاء الفنانين والفنانات، فأين هو مسرحنا اليوم الذي كانت تلتهب له اكف الجماهير بالتصفيق في كل المهرجانات المسرحية في الوطن العربي، وكان يحصد الجوائز الاولى، انظروا اليوم الى حال البأس بعد ان طالته عصا الرقابات المتشددة حتى مباني المسارح تثير الاسف والشفقة وليس حال مبنى رابطة الادباء بأفضل منها، انه مبنى آيل للسقوط على رؤوس اعضائه، وحين نزور بلدان الخليج ونرى المراكز الثقافية الكبيرة والمسارح الحديثة نتحسر على الكويت التي كانت الرائدة فأصبحت في آخر الصفوف.

ماذا عن معرض الكتاب الذي كان من اهم المعارض العربية؟ لقد تخلف سنة بعد أخرى بسبب هذه السلطات التي تتعدى على سلطة الدولة، فتنهش في لحوم الكتب التي لا تتفق مع افكارهم، لقد حاصروا كتب الابداع والعلم والثقافة وفرشوا البساط لكتب التراث، والطبخ، والسحر، والجن، ولهذا امتنعت دور النشر الكبيرة عن المشاركة في معرض الكويت الدولي، وصار تهريب الكتب الممنوعة كتهريب الخمور والمخدرات.

اين جامعتنا التي كان لها السبق في المنطقة، فاحتضنت غير ابنائها ابناء الخليج والعرب، كانت جامعة رائدة مفتوحة ابوابها للجنسين، كان الاختلاط فيها تحت نور الشمس ورعاية الدولة، ولم يأت من يحرم الاختلاط ويلوح بالويل والثبور، وقد ساهم ذلك الاختلاط الصحي في أكبر قدر من الزيجات الناجحة حتى اليوم، اين هذه الجامعة الآن؟ لقد طالها سيف المشككين في اخلاق ابنائنا وبناتنا وفي عدم الثقة بوعيهم وقدرتهم على التعارف والتعايش المشترك، لقد جاء قانون المنع الصارم ليفتح هوة الخوف والرهبة بين الجنسين، فنتج عن ذلك عزوف كثير من الشباب عن الزواج من بنات بلدهم الكويتيات الجميلات المتعلمات، واندفعوا الى الزواج من شتى الجنسيات حتى ضاعت هوية الوجوه واللغة وايضا هوية الدين.

لقد فرضت بعض تلك الجماعات المتشددة سطوتها وهيمنتها على وزارات الدولة، والجامعة، ومهرجانات الفرح لانها - ومع الاسف - وجدت تهاونا من الدولة، التي كانت في سنوات النور حاضنا وساندا للثقافة والعلوم والآداب والفنون».

وتساءلت ما المطلوب للخروج من هذا المأزق؟ «انني اقول... بصدق اقول... ليس بغير الحب لهذا الوطن، فللوطن رائحة عجيبة... تتخلق معك... تكبر... تتجذر في دمك، وعروقك، ان علاقتك بالوطن علاقة ام... رحم... حبل سرة... ودم... وانت لا تحتاج الى من يعلمك كيف تحب وطنك... لا اوامر الاهل... ولا الاناشيد المدرسية التي تحفظها ثم تنساها... ولا حماستك وانت تحيي العلم المرفرف فوق الصارية... ولا بتشريبك القوانين الموضوعة... ان فطرتك... احساسك بأن الوطن امك التي ولدتك... ربتك... اطعمتك... علمتك... وعالجتك. يجعلك تحبه... وتلتصق به... بأي شعور ينتابك حين ترى امك تهرم... تتبدل ملامحها... تكثر الندوب على بشرتها بعد ان كانت شابة وصافية؟ وترى الامراض الغريبة تهاجم جسدها القوي... والدود الاسود ينخر مناطق الجمال فيها... ماذا تفعل لامك المريضة؟ وطنك الذي يعز عليك؟ أليس من حقه عليك ان ترد له الدين فتدافع عن حريته التي تتحقق فيها حريتك... عن دستوره الذي حفظ لك حقوقك عن آدابه وفنونه وثقافته... وان تحميه... ليس من اعداء الخارج وحدهم... ولكن. وكما كانت تقول جداتنا «يطلع من بطنك دود ياكلك» نعم... ايها الحضور الكريم... فبقدر ما يحب الوطن كثير من ابنائه المخلصين فإن هناك بعضا ممن يسيئون اليه وبأشكال متعددة لا تخفى على احد... انهم لا يريدون للوطن ان يفرح، ان يتجمل، ان يطلق مراكبه واشرعته باتجاه المدارات المضيئة. صدقوني، ان الوطن المعافى يقلقهم... فيتبارون لحقنه بالداءات ليمرض... وينفخون عليه الريح الصرصر لتنطفئ كل شموعه».

وذكرت «نحن اليوم في مأزق... ونتساءل عن المطلوب للخروج منه. فكيف نتحرك؟ كيف نكشط هذا الصدأ الذي تراكم على وجه الوطن؟ وكيف نعالج هذه الامراض التي تفشت فيه، وتنذر بهبوب رياح يعلم الله الى اين تذرونا، كيف نعيد للكويت مكانتها. وبهاءها. وريادتها وسلامها النفسي؟ اسئلة ربما ستظل مشنوقة، لكننا ان اردنا باخلاص ان نخرج من هذا المأزق... فعلينا الا نكمن في الشقوق ونصمت، تاركين الساحة تعيث بها الافكار الظلامية، علينا ان نقاوم هذه الافكار خوفا على هذا الوطن... خوفا على دستوره... وعلى وحدته الوطنية... علينا ان نحب هذا الوطن اكثر من الروح ومن مصالحنا الشخصية... والا نسمح لاحد من الخارج او الداخل ان يصيب عافيته ويفقر دمه... ويحقنه بالامصال الغريبة».

فجر السعيد

واكدت الكاتبة فجر السعيد غياب الدور الحكومي، مما اضطر العاملين في الفن والثقافة الى القيام بهذا الدور منفردين.

وقالت: ما شدنا للحضور والمشاركة بالندوة هو الكتاب الذي وصلني من الاستاذ خالد هلال الذي احتوى على هذه الجملة «نمتلك كل المقومات لكننا نتراجع».

واضافت: اننا في هذه الندوة نتفق على رأي واحد، وهذا سر تفوق الثقافة الكويتية رغم كبت الحريات، كما قال الفنان فؤاد الشطي، كما اننا فخورون بانجازات البسام، وأسأله هل تم دعمك من الحكومة؟!

وتابعت: الكل يشتغل بطاقات فردية رغم غياب الدولة، ووزارة الاعلام «تناشبنا» ولا ترعانا، ويتفننون كخبراء في اصدار القرارات والقوانين التي تقول «اطلع من الديرة اذا عندك ابداع»، مرجعة سبب كل هذا التراجع الى الدولة «وعندما يأتي اي وزير للاعلام اول شيء يفكرون به في مجلس الامة كيفية استجوابه، فيحاول هو «تسكير» كل المنافذ».

وتابعت: «لقد كان الشيخ جابر العلي محبا للفن والشيخ سعود الناصر يحب الاخبار التي ازدهرت بشكل غير طبيعي ابان توليه حقيبة الاعلام، وظهرت جلسات الطرب الجميلة التي انتجها التلفزيون في عهده. اذن اذا كانت القيادة تحب الفن فسيزدهر، ونحن لا نقول ان اعضاء مجلس الامة يمنعون، بل ان مسؤولينا لا يحبون الثقافة ولا الفن ولا الابداع، فهم يرون ان الفن عيب في الظاهر، بينما في الباطن وخلف الكواليس يطلبون اشرطة الاعمال الفنية!

العبث بالتعليم بدأ منذ 30 عاماً

قال الزميل سعود راشد العنزي نائب مدير التحرير ان العبث في التعليم بدأ منذ أكثر من 30 سنة، مشيرا الى ان المؤسسات التعليمية تمنح شهادات «لكنها لا تعلِّم».

وأسف على ان «التربية تخرّج أجيالا تحمل شهادات، ولا تحمل شخوصها أي معرفة أو قيمة تعليمية».

وأضاف في الوقت الحالي قمنا بإعادة انتاج التخلف، وهذا النتاج بسبب العبث... فالمعلم نتاج العبث... فيعلم التخلف، لافتاً الى ان البعض اتجه «الى نيل الشهادات سعياً الى تأمين الوظيفة الحكومية وبدرجة راتب عالية».

الحرية لا تتجزأ

أكد الزميل رئيس التحرير خالد الهلال ان الحرية لا تتجزأ «وكل انسان يعاني من كبت الحريات وانتهاك الحقوق والحجر على رأيه، مسؤول تجاه وطنه عن العمل على مقاومة هذه التجاوزات». واضاف «يا ليت المتحدثين يتوجهون الى التعبير من خلال أعمالهم عن أن الحرية حزمة واحدة، وحق مكتسب يكفله القانون والدستور».

شكاوى الفنانين مستمرة منذ 40 عاماً

قالت الناقدة ليلى أحمد ان الشكوى مستمرة منذ 40 عاما من قبل الفنانين، «وأطالب بتحويل رابطة الأدباء وجمعية الفنانين الى نقابات، حتى يكون لها تكتل نيابي يدافع عن حريات الفنانين والمثقفين والأدباء».

قالوا في الندوة

فرت عصافير النهار عن بلادنا... واحتلت الظلماء فجر دارنا

ليلى العثمان

الانتاج الانساني من أساسيات الوجود الاستراتيجي والأمن القومي

سليمان البسام

مسؤولونا يرون الفن عيباً... ويطلبون أشرطة الاعمال الفنية

فجر السعيد

back to top