لم يعد اقتناء الماركات العالمية حكراً على فئة معينة في المجتمع. لذا نجد أن معظم شباب اليوم تستهويهم الأزياء والأكسسوارات التي تحمل أسماء أرقى الماركات العالمية. حيث أن شراءها أصبح ضرورة لدى الغالبية وإحدى أولوياتها الحياتية. وذلك يعود الى ارتفاع مستوى المعيشة والرفاهية التي يتمتع بها معظم أبناء الجيل الحالي، ليصبح شغفهم في ذلك العالم المسمى بـ»عالم الموضة» هوساً، يحول دون قدرتهم على التمييز بين الأناقة والجمال والبذخ المرفوض. «الجريدة» أثارت الموضوع وحاورت مجموعة من الشباب حول رأيهم في هذه الظاهرة.
جودتها عالية ريم طالبة (20 عاماً) تهتم كثيراً بمظهرها الخارجي ومتابعة جيدة لعالم الموضة، وكل ما هو جديد في دور العرض المشهورة سواء كانت داخل الكويت أو خارجها.تقول: أفضّل شراء «الماركات العالمية» لأني بصراحة أجد كل ما أريده دونما حاجة الى عناء التسوق بحثاً عن الأناقة. فالماركات العالمية راقية بطبيعة الحال، وتهتمّ بأدق تفاصيل المرأة واحتياجاتها من أزياء وإكسسوارات.تضيف ريم: أنا متابعة دائمة لدور العرض عن طريق الإنترنت والقنوات الفضائية، كما اني حريصة على ابتياع ما احتاجه من الخارج، لأني أثق أنها سلع غير مقلّدة وجودتها عالية. وتؤكّد ختاماً على أن الماركات العالمية لا تزيد من قيمة الإنسان بل تعزز ثقته بنفسه.الأصلي والتقليدعائشة (25 عاماً): نادراً ما أقوم بشراء منتج يحمل اسم ماركة عالمية مشهورة. والسبب يعود إلى ارتفاع ثمنها المبالغ فيه والذي يحول دون قدرتي على شرائها، بسبب إمكاناتي المادية البسيطة. لذلك أفضل شراء النسخة المقلّدة. فهي متوافرة وبأسعار زهيدة، يمكنني الحصول عليها متى شئت. والجميل في الموضوع أن معظم صديقاتي لا يستطعن التمييز بين الماركات الأصلية والمقلدة مما يجعلني جديرة باحترامهن.وتضيف عائشة: قديماً كان الأشخاص يُقَّدرون بأخلاقهم ومكانتهم الاجتماعية. أما اليوم فأصبحوا يُقَّدرون بمظهرهم الخارجي وما يرتدون من ماركات. لذلك، نجد أنَّ معظم الشباب أصبحت الماركات العالمية بالنسبة اليهم جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية.انطباع موقتنواف (19 عاماً): أنا شخصياً أحبّ اقتناء الملابس والأحذية التي تحمل أسماء ماركات عالمية مشهورة مثل «غوتشي، ودولتشي آند غبانا، وأرماني» وغيرها. كما أني احرص دائماً على مواكبة كل ما هو جديد. عن طريق الإنترنت والمجلات الأجنبية. معظم الشباب يظنون أن الماركات العالمية تعطي قيمة لمن يرتديها. أما أنا فأرى أن ارتداءها يعطي ثقة في النفس ليس إلاّ، حيث أن قيمة الإنسان تكمن في احترامه للآخرين وطريقة تعامله معهم. ليبقى المظهر الخارجي مجرد انطباع أولي موقت، وبوابة عبور يتقبلنا الطرف الآخر من خلالها.شباب الجامعةسارة (20 عاماً)، وهي فتاة جامعية مهووسة باقتناء الماركات العالمية. تقول: أحب الماركات بطبيعة الحال وأعشق ماركة « ديور» تحديداً، حتى أنّ طلبة الجامعة لقبوني بـ» مس ديور»، فتصميماته تعجبني ولا أستطيع التخلي عنها. ولا أنكر أنّي مهووسة بها، فملابسي والأكسسوارات كلّها تحمل اسم هذه الماركة. وعن سبب هوسها أكدت: إنّ اقتنائي تلك الماركات العالمية يضاعف من ثقتي في نفسي أينما كنت، ويعطي الآخرين انطباعاً مميزاً عني، فالأناقة أصبحت جزءاً من حياتي اليومية.باهضة الثمنيوسف (24 عاماً): كنت أقوم بابتياع ملابس تحمل أسماء ماركات عالمية، وفي الآونة الأخيرة لم اعد أرغب في شرائها. والسبب يعود الى النسخ المقلدة التي لم يعد في الإمكان التمييز بينها وبين الأصلية. وأضاف: بعض المحلات المشهورة محلياً تقوم موسمياً بعمل ما يسمى بـ» الكريزي سايل»، حيث تصل فيه سعر البضاعة من ثلاثمئة دينار إلى ثلاثين ديناراً ما يعادل 90% من قيمتها الأصلية مما يزعج من قاموا بشرائها بأسعارها الأصلية. خالد (22 عاماً): أرى أن هوس الشباب بالماركات العالمية أمر طبيعي، فللإعلانات التجارية دور كبير في شد انتباه الشباب إلى شرائها. هؤلاء الشباب عندما يشاهدون فنانيهم المفضلين على شاشات التلفزيون أو على صفحات المجلات يقومون بعرض ساعات أو نظارات شمسية تحمل اسم ماركة عالمية معينة، فإنهم يشجعونهم في ذلك على شرائها مهما بلغ ثمنها، وإن لم يستطيعوا يبقى فاقتناؤها يبقى هاجسهم.يضيف: فئة الشباب مستهدفة من المحطات التلفزيونية والوسائل الإعلامية الأخرى، لذا يجب على الأهل أن يحضّوا أبناءهم على انتقاء حاجاتهم وما هو مناسب لهم دونما حاجة الى تقليد الآخرين ومن الجميل ارتداء الماركات العالمية الأنيقة، لكن بنسبة مقبولة.جديرون بالاحترامنادية (25 عاماً): ثمّة فئة تستطيع شراء الماركات العالمية وأخرىلا تستطيع. يبقى الناس العاديون ذوو الدخل المحدود من جهة والميسورون من جهة ثانية في صراع دائم بين حلم الاقتناء وهاجس الأناقة والظهور.فتقديس الماركات لدى بعض فئات المجتمع أصبح موضة فينظرون الى الآخرين نظرة تقويمية، بربط شخصية الفرد بما يرتديه من ملابس، فإن كانت تحمل أسماء ماركات عالمية مشهورة فهي جديرة بالاحترام والتقدير، ما احدث أرتباكاً لدى فئة معينة من المجتمع، تريد أن تظهر في مظهر عصري فتسعى جاهدة إلى اقتناء الماركات العالمية حتى لو اضطرت إلى الاقتراض من المصارف إن اقتضى الأمر.عائلات معروفةالتقينا أحد البائعين في أحد المراكز التجارية الراقية في الكويت. قال: زبائننا معروفون وهم من طبقة اجتماعية معينة لها ميزتها في الظهور. يبدو للتو أن صاحب الشخصية ثري ومقتدر ماديا.هؤلاء بصراحة من عائلات كويتية معروفة ولهم مكانتهم في المجتمع . علاقتي بهم ليست علاقة بيع وشراء بل تكاد تكون عائلية، ثمّة ثقة في ما بيننا. نبلغهم عن الجديد ولا نبخل عليهم بتقديم النصائح بما يليق بهم وبمناسباتهم الخاصة.رأي علم الاجتماعيعتبر تركيز الشباب على شراء الماركات ومواكبة آخر صيحات الموضة أمراً طبيعياً. من الناحية النفسية، يشكل المظهر الخارجي أهمية كبيرة بالنسبة إليهم ومن ضمن أولوياتهم الحياتية لكن ذلك لا يعني أن اختياراتهم دوماً مناسبة، فاختيار المظهر الخارجي يعتمد بشكل كبير على تقليد الأقران والإعلانات التجارية التي تستهدف هذه الفئة. لذلك من المهم أن يحضّ الآباء أبناءهم على تقدير أنفسهم كأفراد بغض النظر عن نوعية الملابس التي يرتدونها. فمن الواجب تذكيرهم دائماً بأن لديهم تميزاً داخلياً يرتبط بشخصيتهم أكثر من مظهرهم الخارجي. أيضاً على الآباء تشجيعهم على أن يبدعوا في هواية ما، أو رياضة معينة، ألّا يكونوا متتبعين لكل صيحات الموضة من دون اعتبارات ملاءمتها لهم من ناحية القيم التي يحملها الأهل وقدراتهم المادية.فاطمة الرشيدمسؤولة مركز المعلومات الحيويةمكتب الإنماء الإجتماعياستبيان1) هل ترى نفسك مهووساً بارتداء الماركات العالمية؟نعم 11% لا 61% نوعاً ما 28%2) هل تقوم بتخصيص موازنة شهرية لاقتنائها ؟نعم 9% لا 38% أحياناً 43%3) هل تقوم بمتابعة جديد الماركات العالمية عن طريق الوسائل الإعلامية المتاحة؟ نعم 36% لا 24% أحياناً 40%4) هل ترى أن قيمة الشخص تكمن في ما يرتديه من ماركات سواء كانت ملابس أو أكسسوارات؟نعم 9% لا 58% أحياناً 33%
توابل - علاقات
هوس الماركات العالمية يغزو قلوب الشباب
02-06-2007