محطات للحزن
* محطة حزن... لرحيل «أبو قتيبة»... فالموت غيّب رجل الثقافة والعلم... وصاحب مبادرات «الهرم المقلوب» و«الاستماع للرأي والرأي الآخر»... استقل الدكتور قاطرة الحزن ورحل، وجر وراءه عربات عديدة مليئة بهمومه... ولا يكفي إطلاق اسمه على طريق، إنما الواجب توثيق جميع مساهماته الإعلامية ومقالاته ودراساته... والخروج بعمل وثائقي متكامل عنه، فالتوثيق الإعلامي أبسط حق من حقوق رجالات الدولة... وعلى الأخص المبدعون منهم.* محطة حزن... لدخول المرأة الكويتية العاملة في القطاع العام، عصر «وأد» الكفاءات، وذلك عن طريق إطلاق «رصاصة الرحمة» على الكفاءات النسائية باسم التقاعد المبكر، وتجاهل الدولة مرض «الاختناق الوظيفي» الذي نعانيه، وفتح طرق الترقية لفئة «من دون كفاءة»، فيصبح التقاعد المبكر ذريعة للاستقالة، ألم يحن الوقت لنتدارس الأسباب التي أصبحت بيئة العمل بسببها طاردة للكفاءات... هل استبدلت معايير الكفاءة بمدى فاعلية ضغوط النواب؟ وهل صحيح أن لكل نائب «كوتا وظيفية» يرهب بها المسؤول؟ ولمَ لا وأغلبهم يفسر تمكين المرأة ببقائها في المنزل؟! وفي هذا السياق، أذكر اقتراحي الخاص بحصر الكفاءات العاملة... واليوم، اسمحوا لي أن أستبدل اقتراحي باقتراح آخر، وهو حصر الكفاءات الخارجة من سوق العمل.
* محطة حزن... بسبب الأطفال الذين أصبحت حدائقهم بلا أسوار، وهشمتها الجرافات باسم التعدي على الملكية العامة، ولم يرتفع صوت مطالب بحق الطفل بحديقة لها أسوار تحميه... إنما ارتفعت أصوات الرجال الذين فقدوا «الديوانية»... وإن كان القانون سيحدد حديقة واحدة فقط لكل منطقة سكنية، فالأجدى أن يحدد ديوانية واحدة فقط أيضا لكل منطقة.*محطة حزن... لتجاهل منظمة العمل الإسلامي أخيراً دور المرأة في التنمية، فأين ذهبت شعارات ووعود مؤتمر إسطنبول التي تمثلت بدعوة الدول الإسلامية إلى بذل الجهود لمساعدة المرأة على تحقيق ذاتها، والتعرف على حقوقها في تحسين أوضاع النساء في شتى المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية، وحمايتها من كل أشكال التمييز والعنف؟! فهل سيكون للمرأة دور في الميثاق الجديد المعدل الذي سيناقش في قمة السنغال بعد غد؟ أم أنها ستغرق في طوفان القمم، وتصيبها عدوى صعود الأجندة السياسية على حساب التنموية، وتتأرجح كالقمة العربية على حبال مشدودة؟!* كلمة أخيرة بعيدة عن الحزن: باقة ورد لقسم التوجيه العام للتربية البدنية بوزارة التربية وللمخرج الكويتي المبدع يعرب بورحمة... وللجنود المجهولين العاملين خلف الكواليس في وزارة الإعلام، ومركز العمل التطوعي، لإنجاز الأوبريت الرائع «صباح الوطن».