«الجريدة»... إضافة جديدة
بصدور «الجريدة» اليوم السبت الثاني من يونيو 2007، يكون عدد الصحف اليومية الصادرة باللغة العربية في الكويت قد اصبح ثماني صحف، ومن المتوقع ان يصبح عددها بنهاية عام 2008 - 12 صحيفة. وكانت جريدة «عالم اليوم» قد صدرت منذ بضعة اشهر تبعتها جريدة «الوسط» الشهر الماضي، والحبل على الجرار، وحتى بداية الصدور الجديد للصحف، كان ممنوعا إصدار صحف يومية حيث كان آخر امتياز جديد قد منح لجريدة القبس عام 1972. بل ان التشدد والتعنت في هذا الامر كان بلغ مداه حين منع القانون المحكمة الادارية من النظر في التظلمات الخاصة بإصدار الصحف، وكان في ذلك تعسف ما بعده تعسف.ومع ان ذلك الحظر والمنع لم يمنع من تغير ملكيات وملاك الصحف الخمس باستثناء صحيفتين هما «السياسة» التي ظل يملكها ويصدرها احمد الجار الله منذ صدورها عام 1966 و«القبس» التي يمتلكها مجلس ادارة مكون من خمس عوائل هي: النصف والصقر والخرافي والشايع والبحر.
أما بالنسبة لبقية الصحف، فقد تنقلت «الوطن» من مالكها الأصلي احمد العامر الى مساعد الصالح واولاده عام 1974 ثم الشيخ علي الخليفة بعد الغزو العراقي وما زال حتى الآن، كذلك نجد جريدة «الانباء» كانت قد اشترت امتياز جريدة «اخبار الكويت» من صاحبها عبدالعزيز الفليج عام 1976 ويملكها خالد اليوسف المرزوق وما زال. أما «الرأي العام» فقد تشارك فيها جاسم بودي مع صاحبها الأصلي المرحوم عبدالعزيز المساعيد، وصدرت بحلة جديدة من خلال دار الجزيرة، وكان لها ان تتعرض لتداعيات بجدل قانوني حول الملكية، فما ان سمح بصدور الصحف حتى قام جاسم بودي بإصدار جديد باسم «الراي» ومن المتوقع ان يقوم أصحاب «الرأي العام» بإصدارها مجددا. وقد أثرت تلك الأوضاع والحراك التمليكي للصحف على معطيات كثيرة رفعت أسعار امتيازات الصحف بصورة مذهلة، كما قللت من البدائل في التعبير أمام الناس. اما الآن فقد بزغ فجر جديد ولربما يكون معيارا لانطلاقة جديدة للكويت.إن خطط السماح بإصدار صحف يومية جديدة تأخرت كثيرا، وسنرى كيف ستنعكس ايجابا على المجتمع الكويتي باقتصاده وسياسته، ومعيشته، إلا ان تساؤلات كثيرة ستظل مفتوحة ومطروحة حول قدرة وطاقة المجتمع على استيعاب هذا العدد من الصحف اليومية، وتأثير ذلك العدد على السوق الاعلاني، ومدى توافر الكوادر الصحفية، وكيف ستتميز هذه الصحيفة عن غيرها.ولربما ... ما يميز صحيفة عن غيرها هو قدرتها على استيعاب أو تحمل الاختلافات في الرأي والتوجهات داخلها، فقد عملت قرابة الـ 17 عاماً في جريدة الوطن وتعلمت فيها كيف نختلف مع ملاكها وننشر اختلافاتنا من دون تحسس مع رئيس التحرير آنذاك الأخ الكبير والطويل محمد مساعد الصالح، كما كانت لي تجربة أقصر مع الأخ جاسم بودي في «الرأي العام» سنة 1996 لم تختلف قواعدها أو تشذ عن ذاك، وهو ما أتصور أنه سيكون معياراً لـ«الجريدة».وعلى أي حال فإن طريق التحولات في الكويت قد بدأ وما الإعلام وإصدار الصحف إلا أحد مؤشراتها وربما يضاف إلى ذلك تحولات في النهج السياسي كإدماج المرأة في العملية الانتخابية وتغييرالدوائرإلى خمس. وهكذا تشهد البلاد وستظل تشهد خلال الفترة القادمة حالة مخاض قد تكون مزعجة، قد تخرجنا من حالة الجمود والممارسة السياسية الهشة ... لعل وعسى!