لماذا تكون العقود الضخمة للتسلح هي وسيلة تعزيز حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة؟ لماذا لا تكون برامج التعليم المتطورة وتشجيع الديموقراطية وتوسيع الحريات العامة والدفاع عن حقوق الإنسان، وتشجيع التعايش السلمي بين شعوب المنطقة، هي وسائل تعزيز هذا التحالف بدلاً من القنابل الذكية؟!- اتحاد الجمعيات
«يتقدم رئيس وأعضاء مجلس إدارة اتحاد الجمعيات التعاونية الاستهلاكية ببالغ الشكر والتقدير إلى رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية كيفان التعاونية على حسن الاستقبال وكرم الضيافة أثناء زيارتنا إدارة الجمعية بصحبة كل من السيد شل كوان لي والسيد مهتا راجيف...».
رسالة الشكر والتقدير هذه عبارة عن إعلان مدفوع الثمن نشر في إحدى الصحف اليومية في الأسبوع الماضي (وقد يكون في كل الصحف). والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل تتطلب زيارة عمل يقوم بها رئيس الاتحاد إلى إحدى الجمعيات التابعة للاتحاد إعلاناً مدفوع الثمن الهدف منه شكر الجمعية على حسن الاستقبال وكرم الضيافة؟ ثم، هل هذا الإعلان لشكر وتقدير مجلس إدارة جمعية كيفان فقط، أم أن الأمر يتطلب مثل هذا الإعلان مدفوع الثمن في كل مرة يقوم رئيس الاتحاد بزيارة عمل للجمعيات التعاونية التي يقارب عددها الخمسين جمعية؟ وكم جمعية تعاونية يزور السيد الرئيس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد في الشهر لنعرف، كمساهمين، ما إذا كانوا يقومون «بحسن الاستقبال وكرم الضيافة» وبالتالي يستحقون إعلانات «الشكر والتقدير»؟ وهل تكلفة هذه الإعلانات و«كرم الضيافة» من الحسابات الشخصية للإخوة رئيس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد، أم من أموالنا، نحن المساهمين بالجمعيات التعاونية؟ أخيراً، هل زيادة الأسعار في الجمعيات التعاونية لها علاقة بإعلانات الشكر و«كرم الضيافة؟»
- البلدية- التربية:
قسيمة 400 م مربع في قطعة 2 بمنطقة العدان مقابل محطة الوقود الملاصقة لمخفر الشرطة وبالقرب من الجمعية التعاونية، وضع عليها «يافطة» تقول «افتتاح حضانة ثنائية اللغة». والسؤال هو: هل هذه الحضانة مرخص لها؟ إذا كان الجواب بنعم، فكيف يُرخص لسكن خاص لا تتوافر فيه الشروط الضرورية كاحتياطات الأمن والسلامة ومكافحة الحريق ومواقف السيارات بالتحول لحضانة أطفال؟ وهل يسمح بافتتاح محلات تجارية في مناطق السكن الخاص؟ وإذا كانت غير مرخصة، فكيف يتجرأ صاحب المنزل أن يعلن، في وضح النهار، افتتاح هذه الحضانة في منطقة سكن خاص؟
- الدولة-القبيلة والطائفة :
بعد إقرار الدوائر الخمس ومع ازدياد الحديث عن قرب حّل مجلس الأمة، كثرت في الآونة الأخيرة التحركات القبلية والطائفية والفئوية التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب. إنها محاولات لاغتيال الوطن، رغم الحديث المنمق عن «لمّ شمل العائلة أو القبيلة أو الطائفة»، ورغم الأعمال «الخيرية» التي يعلن «عَرَّابي» هذه التحركات أنهم سيقومون بها. والسؤال هو: ماذا عن لم شمل الوطن؟ هل الدولة في مجتمعاتنا في طريقها للزوال ليحل محلها الكانتونات والتشرذمات القبلية والطائفية والفئوية؟ لنأخذ لبنان والعراق كأمثلة.
- أسلحة أميركية:
عقود ضخمة للتسلح تصل إلى عشرين مليار دولار إلى دول الخليج، تهدف إلى «تعزيز حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة وتطويق نفوذ إيران» وتشمل الصفقات «صواريخ جو- جو وتجهيزات للقنابل الذكية (الموجهة )».
منذ ما يقارب الثلاثين عاما والمنطقة وشعوبها تعاني حروباً متصلة، أكلت الأخضر واليابس ودمرت البيئة البحرية والجوية والبرية ونشرت الأمراض المستعصية، وخلفت العاهات البدنية والأمراض النفسية، واستنزفت الميزانيات التي بدلاً من أن تُصرف على التعليم والصحة والكهرباء والماء والإسكان، ذهبت للتسلح. والأسئلة هي: أليس من حق شعوب المنطقة أن تنعم بالسلام وتحلم بغد خالٍ من القنابل الذكية والغبية أيضاً؟ أليس من حقنا أن نستنشق هواءً غير ملوث ونركز جهودنا، ونصرف أموالنا على التنمية، ومحاربة الأمية والأمراض بدلا من صرفها على أسلحة الدمار؟ ولماذا تكون العقود الضخمة للتسلح هي وسيلة تعزيز حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة؟ لماذا لا تكون برامج التعليم المتطورة وتشجيع الديموقراطية وتوسيع الحريات العامة والدفاع عن حقوق الإنسان، وتشجيع التعايش السلمي بين شعوب المنطقة، هي وسائل تعزيز هذا التحالف بدلاً من القنابل الذكية؟!
هل الدولة في مجتمعاتنا في طريقها للزوال ليحل محلها الكانتونات والتشرذمات القبلية والطائفية والفئوية؟ لنأخذ لبنان والعراق كأمثلة.