Ad

أطلقت الإشارة للهجوم الكاسح ومن دون أي رحمة على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، رغم الخدمات الجليلة كلها التي قدمها منذ توليه هذا المنصب لمن نصَّب نفسه بمنزلة «الوالي المطلق» على الشؤون الدولية بكل تجبر وصلف!

«يستحيل أن يكون الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جاهلاً أثر وعواقب تقويضه القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن... كي يتجلى هو في المنطقة الرمادية... التي اختارها لنفسه»، كانت هذه أخف عبارة هوجم بها بان كي مون قبل أيام على خلفية فاجعة اغتيال النائب اللبناني، لمجرد أنه لم يستشر من يعتبرون أنفسهم الأوصياء الدوليين الوحيدين المطلقي الصلاحية على الشأن اللبناني من دون سواهم قبل أن يصدر بيانه الاستنكاري لجريمة اغتيال النائب أنطوان غانم ولأنه «تأخر سبع ساعات» على الوقت المرسوم له من قبل الأوصياء حتى يصدر بيانه المطلوب!

ولأنه «لم يذكر القرار 1559 فيه»، وبالتالي لأنه لم يطالب عملياً -حسب قول مهاجميه- «بتجريد (حزب الله) من السلاح ولم يصمه بالميليشيا كما يستحق ولم يتهم سورية ولا أحزاب المعارضة ولا الرئيس نبيه بري»، صاحب «جريمة» الرئيس التوافقي! فقد أطلقت الإشارة للهجوم الكاسح ومن دون أي رحمة على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، رغم الخدمات الجليلة كلها التي قدمها منذ توليه هذا المنصب لمن نصَّب نفسه بمنزلة «الوالي المطلق» على الشؤون الدولية بكل تجبر وصلف!

فحسب المقال الشديد اللهجة الذي تبنته إحدى الجهات الغاضبة على ما يبدو وحرر في إحدى صحف المهجر العربية بتاريخ 21 سبتمبر الجاري، فإن الأمين العام «لا يحق له أن يتجلى في المنطقة الرمادية التي يفضلها، وهو يستعد لمصافحة كبار القادة والابتسام أمام عدسات التلفاز، كما أن عليه أن يتقبل عدم الانحناء أمامه طأطأة للرؤوس لمجرد أنه في هذا المنصب الرفيع»!

ولم يكتف المقال بهذه الإهانة، بل ذهب إلى أبعد من ذلك عندما وجه سيلاً من الاتهامات التي لا تنقطع على الرجل منها:

«ان تغييب القرار 1559 في هذا المنعطف في بيانات، وعلى لسان بان كي مون يعني عمليا مؤازرة (حزب الله) وحلفائه في جهودهم المصرة على إجهاض القرار.. بكلام آخر لقد دخل بان كي مون طرفاً في النزاع اللبناني-اللبناني...!

إن ما فعله بان كي مون يوم الثلاثاء الماضي كان عبارة عن هدية مميزة وثمينة قدمها الى كل من سورية وحلفائها في لبنان وبينهم رئيس البرلمان نبيه بري...!

إنه من المدهش حقا أن يوافق الامين العام للامم المتحدة وأن يدعم استراتيجية الفريق الذي يصطف مع الميليشيات ضد الدولة...!

«مدهش» قد لا يكون تعبيراً كافياً إذ إن مواقف بان... خطيرة على لبنان نفسه وعلى القرارات الدولية وعلى الأمم المتحدة وعلى المبعوث الخاص الذي أصدر عملياً قرار طرده أثناء مؤتمر صحفي، رافضا أن يمر ذكر القرار 1559 على شفتيه وكأنه مرض معد!»

والمقصود هنا بالمبعوث الخاص هو تيري رود لارسن الذي أساء إلى لبنان أي إساءة والمعروف في مواقفه المحابية لإسرائيل بلا حدود!

لكن المقال يذهب إلى بعد من ذلك:

«إن بان كي مون يبدو صبيانياً بمثل هذه التصرفات... وأثبت أنه خائف... فتصرف بما كشف ناحية مخيفة في شخصيته... وقد عرض حياة تيري رود لارسن للخطر وجعله عرضة للاغتيالات بتخليه عنه علناً... وهذا ما يجب على الأمين العام أن يعيه... وهو إما أنه لا يفهم معنى ما فعله وإما أنه عنيد لدرجة العمى... وهو إما جاهل لمعنى ما قام به وإما أنه يتخذ هذه المواقف تلبية لنصائح خطيرة من المحيطين به...» علماً أن لا أحد من المحيطين به، كما يقول المقال عاتباً، البتة من العرب أو ممن يدَّعون الاطلاع على أحوال المنطقة أو المعرفة بها!

ومع ذلك كله يختم المقال اتهاماته للامين العام بالقول: «إنه بذلك شريك في اغتيال بلد وفي اغتيالات سياسية أخرى آتية إلى لبنان، وعليه أن يتوقف عن التظاهر بأنه يتلقى النصيحة... فاذا رفض... وتصرف بالعناد المعروف عنه فمن واجب الدول أن ترفع في وجهه البطاقة الحمراء وتقول له كفى....!»

مرة ثانية أنقل الى القراء هذا الكلام بعد الهجوم والعدوان السافر على البرادعي إثر اتفاقية الشفافية مع إيران لأسأل أهل المهنة وأبناء العروبة والإسلام على حد سواء: لمصلحة من هذا التحريض على التقاتل بسيوف إسرائيلية ولأهداف أميركية باتت أكثر من واضحة؟!

* الأمين العام لمنتدى الحوار العربي-الإيراني