صرنا مملين... بشكل!
في عام 2030 سيجد الكويتيون أنفسهم يتحدثون عن مشاكل يتداولونها في عامنا الحالي 2007، لماذا؟ لسبب بسيط، وهو أن كل شيء معلّق!
الوقت أو الزمن، وكل ما يرتبط به من رزنامات وأجندات الجيب والمكتب والحائط و«السقف»، ليس لها أي أهمية عندنا حتى في أبسط الأمور... حتى أن من يتأخر عن موعد مسبق تجده يعلّق السبب على زحام السيارات وهو خبزنا الصباحي والمسائي! خداع الذات وإضاعة الوقت أصبحا عادة، وخذوا هذا المثل... وزراء «العمل» المتعاقبون منذ عام 1992 حتى 2007 يعدون بدراسة نظام الكفيل، وهو نظام «المتاجرة بالبشر» بالاصطلاح الدولي، إلا أن شيئاً لم يتغير بعد 16 عاما. انظروا في ساحة أخرى، إلى المسرحية السخيفة التي يديرها المجلس والحكومة بشأن العلاج في الخارج، وهو موضوع انتخابي بعلم النواب والوزراء يهدف إلى إيصال مرشحين من دون غيرهم إلى البرلمان، فكم من الوقت ضاع في هذا الملف؟ معظم ملفات الكويت الداخلية مصطنعة، قابلة للحل، ولكن لأن رائحة التخطيط والإدارة السليمة معدومة فإن مسرحيات كثيرة ستظل تعرض لسنوات وعلى طريقة المسرحيات الكوميدية المصرية الشهيرة... مع فارق الاستفادة طبعاً! الحكومة دفعت وزارة التخطيط التي تتخذ من امتداد شارع الخليج مكاناً لها إلى البحر وأغرقتها، وهي خطوة قاسية لكنها جريئة لأنها منسجمة مع جو المسرحيات السمجة! بات من المشكوك فيه أن تطبيق نظام الدوائر الانتخابية الخمس سيكون حلاً للمهازل الحكومية والبرلمانية، لأنه يبقى مجرّد نظام يحتاج إلى ممارسات جديدة، وهذا صعب التحقيق بسبب أن سلوك المواطن في التصويت -وهو الفيصل- سيبقى أسيراً لأمور لا علاقة لها في الأغلب بالعملية السياسية. وقد يبدو مقنعاً أن نتحدث مع بعضنا أن الإسلاميين هم سبب تخلفنا، أو أن الحكومة هي المتخلفة، أو أن الليبراليين تخاذلوا في ملف الحريات... لكن العالم الخارجي، وأقصد العالم المتحضّر الذي نملك بطاقة عضويته من خلال منظمة الأمم المتحدة، لايعنيه كل هذا، فهم لا يرون الإسلاميين والليبراليين والسنّة والشيعة والحضر والبدو... فكل ذلك تفاصيل لا تهمهم، هم يرون الأمور من منظور: من يدير هذا البلد الغني؟ أعلق أهمية كبيرة على مضابط مجلس الأمة، وأدعو دوماً إلى أن تكون في متناول الجميع، لأنها ببساطة تفصح عمّن نكون؟ وما هويتنا؟ وحين ذكرت من باب المثال عام 2030، كان القصد أن الاطلاع على تلك المضابط سيكشف صحة القول: إن مشاكلنا ومواضيعنا أصبحت معتقة... «ومملة بشكل»! فقط تصفّحوا المضابط لتروا ماذا كنا نقول في السبعينيات!