خطر الاستنارة
![ضاري الجطيلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1487518658970718800/1487518666000/1280x960.jpg)
في المقابل، تحرص الأحزاب الدينية على تهميش القراءة والاطلاع والتفكير والإبداع في تنشئة قواعدها، وعندما أقول القراءة والاطلاع أقصد ما فيه تشغيل للعقل وتحد ٍلسكينة القلب، وليس ما يتم تلقينه من دون تحفيز غريزة الشك والمنطق، فعلاوة على استغلال الغيبيات في تخويف ناقصي العلم ومهزوزي الإيمان لتعزيز سطوة القادة، تجد مخيماتهم ورحلاتهم الشبابية تعج بأساليب الإرهاب الفكري والضبط والربط والتلقين، وهي أولى مراحل تدرج الفرد في مراتب الحزب حتى يصل إلى إعلان الولاء والطاعة لـ «أمير» الحزب، عندها يصبح مسلوب الإرادة ولا يسمح له أن يساوم في ما يأتيه من أوامر. سطوة الأنظمة الشمولية والأحزاب الدينية قائمة على أساس غفلة الفرد عن حقوقه أو خوفه من تبعات «الخروج عن الجماعة»، بينما الاستنارة تجر الفرد طبيعياً باتجاه إلمامه بحقوقه، ويترتب عليها تحرره وثورته على الموروث غير المنطقي وغير المتجدد، ما يؤدي إلى إيمانه بأحقيته في القيادة ورفض الانقياد، وذلك يهدم أساس قيام تلك الأحزاب والأنظمة، فالإبداع عدو التقليدية، والاطلاع عدو التخلف، والتفكير عدو التلقين، وتحرر الفرد ينقض سطوة الجماعة. Dessertللمزيد عن أساليب التخويف والإغفال و«أكل الجلي»، إقرأ «سلسلة الإخوان المسلمين» في مدونة أم صدة (http://om9edda.blogspot.com)