إن الفن والإبداع بشكل عام ليسا بالضرورة داعمين للثوابت الاجتماعية، إنهما أحيانا يتحركان ضدها إما عن قصد، أو لأنهما يعملان على تكوين أخلاقيات خاصة من دون الالتفات الى الخطوط الحمراء التي يضعها المجتمع، من المهم أن نعترف أنه ليس من مهام الفن والابداع الاساسية تكريس الواقع، بل قد يكون العكس هو الاكثر صحة، أي إنهما غالبا ما يحاولان تغييره والتمرد عليه من أجل الوصول الى الأجمل.

Ad

وللفن كما ذكرت سابقا منطقه الخاص ومعاييره الاخلاقية التي قد تختلف عن المعايير الاخلاقية المتعارف عليها في المجتمع بشكل عام، فعلى سبيل المثال يقال «أعذب الشعر... أكذبه»، والكذب سلوك مرفوض اجتماعيا ومعيب، إلا أنه يتم تمجيده في الشعر وتعظيمه ومنحه صفة العذوبة!

الوفاء أيضا قد لا يكون خصلة حميدة في الإبداع... فمثلا الوفاء للسائد عن طريق تقليده، مسألة ليس لها علاقة بالإبداع بل هي على النقيض منه!

لذا من المهم أن نرى العمل الإبداعي من خلال «العين الفنية» لا من خلال عيننا الاجتماعية، عندها فقط نستطيع ان نتماهى مع هذا العمل ونستشعر مواطن جماله وتجلياته.