هناك مثل عربي يقول «إن من يكبِّر حجره لا يضربْ»، وقبل أن يبدأ العد التنازلي لإزالة إسرائيل يجب أن يبدأ العد التنازلي لإيقاف حرب «الأخوة الأعداء» في غزة، ويجب إلزام الأشقاء الفلسطينيين بالاتفاق على وزير داخلية لحكومة الوحدة الوطنية، ويجب تحويل صواريخ القسَّام الدخانية الى صواريخ حقيقية، وتمكين إسماعيل هنية من الوصول الى رام الله التي هي المقر الرسمي لحكومته التي لم تصبح حكومة بعد.

لو أن الله سبحانه وتعالى يهدي محمود أحمدي نجَّاد فيبتلع هذه « العنتريات»، التي دأب على إطلاقها ، ويسكت ... فالذي يريد أن يزيل إسرائيل لا يهدد ولا يتوعد، والذي يريد أن يزيل إسرائيل لا يفتعل كل هذه العداوات وكل هذه الصراعات الجانبية ولا يواصل لعبة نثر جمر الفُرقة في كل الاتجاهات، ولا يدخل بلده في مآزق مع الأمم المتحدة ومع الولايات المتحدة ومع الغرب والشرق وحتى مع روسيا، التي من المفترض أنها دولة صديقة!

Ad

كان على الرئيس نجَّاد قبل إطلاق تهديداته أن يتذكر ذلك الحديث النبوي الشريف الذي يقول: «السعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه»، وكان عليه أن يتذكر كيف أن صدام حسين وقف ذات يوم بكل رعونة وجاهلية وقال، وهو يلوح بقطعة معدنية صغيرة كان يحملها في يده، إنه قادر على إزالة نصف دولة إسرائيل بكبسة زر واحدة، وكانت النتيجة هذا الذي وصل إليه العراق.

ربما كان فخامة الرئيس محمود أحمدي نجَّاد صغيراً أو لم تلده أمه بعد، عندما كان أحمد سعيد يتفجر تهديدات عبر إذاعة «صوت العرب» ويطالب أسماك البحر الأبيض المتوسط بأن تتجوع انتظاراً لوليمة دسمة عندما ستلقي جيوش الزحف الثوري الهادر اليهود «المساكين» في البحر، عندما سيتم القضاء على دويلة «شذاذ الآفاق»، الذين قدرهم ان يتجمعوا في فلسطين الطَّاهرة ليتم التخلص منهم بضربة واحدة والى الأبد.

هناك مثل عربي يقول: «إن من يكبِّر حجره لا يضربْ»، وقبل أن يبدأ العد التنازلي لإزالة إسرائيل يجب أن يبدأ العد التنازلي لإيقاف حرب «الأخوة الأعداء» في غزة، ويجب إلزام الأشقاء الفلسطينيين بالاتفاق على وزير داخلية لحكومة الوحدة الوطنية، ويجب تحويل صواريخ القسَّام الدخانية الى صواريخ حقيقية، وتمكين إسماعيل هنية من الوصول الى رام الله التي هي المقر الرسمي لحكومته التي لم تصبح حكومة بعد.

تفاءلوا بالخير تجدوه، فرئيس جمهورية إيران الإسلامية «الشقيقة» في تصريحاته يبدو كمن يدعو لأندلس وحلب محاصرة، فأبناء الشعبين اللبناني والفلسطيني الذين يرى محمود أحمدي نجَّاد أنهم بدأوا العد التنازلي لإزالة إسرائيل ينشغلون بهموم أخرى بعيدة عن هذا الهم، فهناك حرب «نهر البارد». ومناوشات مخيم عين الحلوة وهناك نيران غزة التي تزداد اشتعالاً كلما جرت محاولات لإطفائها، وهناك جيش حزب الله الذي بنعمة «النصر الإلهي» نقل خيامه من منطقة الخيام في الجنوب الى ساحة رياض الصلح ليحاصر فؤاد السنيورة ويسقط حكومته، مادام أنه لم يستطع إسقاط حكومة أيهود أولمرت.

المثل يقول «أرى جعجعة ولا أرى طحيناً» والذي يريد إزالة إسرائيل عليه ألاَّ يسلك المسلك الذي سلكه صدام حسين، وعليه أن يوقف المناوشات الجانبية كلها، وأن يتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، وأن يوقف لعبة تحويل العراق الى ساحة معركة مع الأميركيين، وأن يمنع جيش المهدي، الذي لا علاقة للمهدي به ولا علاقة له بالمهدي، من ذبح أهل السنة بسيوف المذهبية البغيضة، و«

يجب الذي يجب ...يدعو لأندلس إن حوصرت حلب»!

كاتب وسياسي أردني