بريطانيا تنشغل بحادثة النرويجية... وصحافتها تلاحق الصديق اليمني المحامي لـ الجريدة: فاروق غير فار... ولا يوجد أي طلب رسمي من لندن

نشر في 26-03-2008 | 00:00
آخر تحديث 26-03-2008 | 00:00
No Image Caption
لاتزال قضية نجل رجل الأعمال اليمني الشهير شاهر عبد الحق، المطلوب في قضية مقتل شابة نرويجية في لندن، تتصدر الصفحات الأولى في الصحف البريطانية، مما يزيد الضغط على أسرة الشاب فاروق عبد الحق وأصدقائه، وكذلك أصدقاء الأسرة من كبار الشخصيات في الدولة اليمنية.

وكان فاروق عبد الحق أعرب، على لسان محاميه اليمني محمد البكولي، عن قلقه من التصعيد الإعلامي المستمر في الصحافة البريطانية والنرويجية بشأن شخصيته واحتمال تورطه في مقتل الطالبة مارتيني فيك ماغينسين (23 سنة).

وتشير تقارير الشرطة البريطانية، إلى أن فاروق وماغينسين قضيا الليلة التي قتلت فيها معاً، في ناد ٍليلي يرتاده الأثرياء وسط لندن.

وقلبت القضية حياة الأسرة، رأسا على عقب، وأربكت جميع أفرادها، وكانت سبباً لعقد سلسلة طويلة من اللقاءات الأسرية ضمت أيضاً عدداً كبيراً من الأصدقاء والمحامين وكبار الشخصيات في الدولة، لبحث الأمر ورسم «خطة مواجهة» ضد التصعيد الإعلامي.

وكان عبد الحق - الأب - قد نقل جميع أفراد أسرته على متن طائرته الخاصة إلى خارج اليمن، لإبعادهم عن وسائل الإعلام.

الجريمة لاقت صدى إعلامياً واسعاً في الصحافة البريطانية، التي بدورها أرسلت موفديها إلى صنعاء، أملا في لقاء الشاب الذي فر من العاصمة البريطانية الصباح التالي لمقتل ماغينسين، منتصف الشهر الجاري.

ومنذ أكثر من أسبوع، يحاول عدد من الصحافيين البريطانيين الترصد عند منافذ البيت الواسع لأسرة فاروق، لعلهم يجدون فرصة اللقاء به أو التقاط صورة له وهو في طريق خروجه أو دخوله إلى منزل والده الكائن في أحد الأحياء الشمالية في العاصمة اليمنية صنعاء.

كما اشتكى عدد منهم من تحفظ الأسرة على فاروق وعدم الادلاء بأي تصريح في القضية.

وقال محمد البكولي، المحامي الذي زاره فاروق عبد الحق الأربعاء الماضي في مكتبه بصنعاء، وطلب منه حماية كل حقوقه وسمعته، في تصريح لـ «الجريدة»، إن موكله متضايق مما تنشره الصحافة البريطانية ضده، وما تنسب إليه من تهم في تورطه بمقتل الطالبة النرويجية ماغينسين.

وأشار البكولي الى أن «فاروق عبد الحق غير فار وموجود في اليمن وعنوانه مكتبي، ولمن يريد الوصول إليه عليه الاتصال بمكتبي».

وذكر المحامي أن «أسرة عبد الحق قدمت تعازيها لأسرة الفقيدة في كل الظروف، وأكدت أنها لن تقبل أن يكون واحد من أفرادها خارجاً على القانون».

وأضاف «لا يوجد أي طلب رسمي ولا غير رسمي يخص موكلي، وبالتالي لا يوجد ما ينبغي علي فاروق القلق منه».

وحتى مساء أمس، لم تتقدم السلطات البريطانية بطلب رسمي من السلطات اليمنية لتسليم فاروق عبد الحق. ويتوقع أصدقاء الأسرة أن يتم التحقيق في اليمن، وإذا ثبت تورطه فسيحاكم في محكمة يمنية، لذلك لا يوجد أي موقف رسمي واضح للحكومة اليمنية بهذا الخصوص.

وكانت تقارير صحافية أشارت إلى أن عبد الحق - الأب - أبدى استعداده لتسليم ابنه للسلطات البريطانية إذا ما أدين في الحادثة، الأمر الذي نفاه المحامي، الذي يعتبر صديقا قديما للأسرة الثرية.

فاروق شاب في أوائل العشرينات من العمر، من أم سورية، لا يجيد العربية، بل استعان بأحد أصدقائه عندما التقى بالمحامي في صنعاء. وحسب الصحف البريطانية، فإن فاروق كان على علاقة وطيدة بالقتيلة من قبل.

واستبعد متابعون أن تحدث هذه القضية أزمة دبلوماسية بين اليمن وبريطانيا من أي نوع، خصوصاً أنه لا يوجد أي اتفاقية تبادل مطلوبين بين البلدين، بالإضافة إلى أن الدستور اليمني يحرم تسليم أي من المواطنين اليمنيين لأي دولة أو جهة أجنبية، مهما كانت الظروف.

وكان اليمن رفض طلبات أميركية سابقة بتسليم مطلوبين لها من تنظيم «القاعدة».

وفي تفاصيل الجريمة التي وقعت يوم الجمعة الماضي، وتم اكتشافها الأحد، أن طالبة الاقتصاد النروجية ماغينسين غادرت نادي مادوكس كلوب (Mayfair>s Maddox Club)، مع فاروق عبد الحق عند الساعة الثالثة فجراً متوجهة الى «حفلة خاصة»، لكن ماغينسين لم تعد إلى منزلها في ويستمنستر في اليوم التالي، ما دفع أصدقاءها إلى الاتصال بالشرطة والإبلاغ عن اختفائها والشروع بحملة بحث عنها عبر الانترنت.

واختفى عبد الحق ولم يجب على أي من الاتصالات، وقامت الشرطة باكتشاف جثة ماغنيسين الأحد مدفونة بشكل جزئي في قبو الشقة.

وأشارت المعلومات الأولية إلى أنها قتلت خنقا، مرجحة تورط طرف ثالث، وقد أصدرت الشرطة البريطانية صورا لعدد من المقتنيات التي تعود إلى مارتيني التي لم يتم العثور عليها في شقة عبد الحق، والتي ترجح أن يكون القاتل قد اخذها معه وهي عبارة عن حذاء وبنطال جنيز وساعة وأقراط وخاتم وحقيبة يد، ويعتقد المحققون أن القاتل قام بنزعها عن الضحية بعد قتلها.

back to top