إن كل ما نعانيه من أزمات ومشاكل هو بسبب الغضب الإلهي، لذا ما علينا سوى أن ننتظر زوال هذا الغضب لتعود الأمور إلى نصابها. ونسأل الله أن يعيننا على الغضب الإلهي الحقيقي الذي ابتلانا به ويلهمنا الصبر والقدرة على تحمل الأشكال الحقيقية لهذا الغضب.أخيرا توصلت إلى السبب الحقيقي وراء كل مآسينا ومشاكلنا وأزماتنا الكويتية، للأسف فإننا لم ننظر إلى الأمور بوضوح على مر السنين السابقة، ولم نكن نفكر بشكل موضوعي أو منطقي أبداً، فكان كل منا يلقي بلومه على الآخر، فأحدهم يلقيه على اللصوص وآخر يلقيه على صراع الأسرة وثالث يوقعه على التيارات السياسية من ليبرالية إلى علمانية إلى دينية وغيرها.
ولكن لو كنا قد نظرنا جيداً إلى الأمور لاتّضح لنا وبشكل قاطع وواضح سبب الأزمات والعثرات، فقد جلست أفكر وبهدوء تام وبعزلة عن الآخرين لمدة ساعة لا أكثر، ورحت أتساءل: ما سبب توقف التنمية في الكويت؟ ولماذا لم نعد نملك أي مقوماتها؟ وبعد التنمية قفزت إلى ذهني مشكلة الرياضة وبتّ أستغرب ما سبب هذا التخلف ومخالفة أندية رياضية ممولة من الحكومة قوانين الدولة أمام مرأى الجميع من دون حسيب أو رقيب، وفجأة زارني هاجس التعليم وسر اختزال إصلاحه لدى بعضهم بإنشاء جامعة للطلاب وأخرى للطالبات، ولم يكد التعليم يغيب عن عقلي حتى رأيت مطالبة النواب بعدم تطبيق القانون والتهديد باستجواب رئيس الوزراء إذا طبق القانون على الأراضي المتعدية على أملاك الدولة.
وما إن فكرت بأملاك الدولة حتى وجدتني مضطراً للتفكير بعدم محاسبة سراق المال العام واختيالهم فرحا بأموالنا التي نهبوها، وبزحمة هذه الأفكار طرأ على بالي الازدحام المروري التعيس وعدم قدرة الدولة على تعبيد طريق واحد فقط يخلو من الازدحام، ولم تفتني طبعاً أزمة مغنية التي لم يكن ينقصنا سواها لتأجيج السموم والفتن في البلد، ومن ثم غلاء الأسعار تلاها عدم قدرة الدولة على محاسبة تجار الإقامات الكويتيين وإلقاء اللوم فقط على العمالة التي لا تستطيع كسب قوتها بسبب جشع هؤلاء التجار غير المحاسبين، واختفاء الفرح والخجل من الاحتفال في الكويت وعدم منح الجنسية لأي ديانة أخرى غير الإسلام مهما كانت العطاءات، وفجاة ومن دون مقدمات علمت ما السبب في كل هذا، واكتشفت كم كان الأمر بسيطاً جداً ولا يحتاج سوى لذهن صاف لمدة وجيزة، إن كل ما نعانيه من أزمات ومشاكل هو بسبب الغضب الإلهي، لذا ما علينا سوى أن ننتظر زوال هذا الغضب لتعود الأمور إلى نصابها. ونسأل الله أن يعيننا على الغضب الإلهي الحقيقي الذي ابتلانا به ويلهمنا الصبر والقدرة على تحمل الأشكال الحقيقية لهذا الغضب.
خارج نطاق التغطية:
لا أستطيع أن أفهم علاقة الكويت بالعراق إلى الآن، فنحن نقدم لهم الدعم والمعونة على الصعيد السياسي ونرفض وجودهم في حفلات هلا فبراير بل نمنع أي مطرب من الغناء العراقي في الحفلات، ونستقبل فرقهم ونجعلها تلعب المباريات في الكويت، ونرفض احتراف لاعبيهم في الكويت!! فهل من تفسير؟