موفاز في واشنطن غداً يجسّ نبض الاتصال مع دمشق
دعا وزير النقل والمواصلات الإسرائيلي شاؤول موفاز أمس إلى إقامة قناة سرية للاتصال مع سورية، للوقوف على مدى جدية دمشق في إجراء مفاوضات سلمية مع إسرائيل.ونقلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية عن موفاز قوله إنه يترتب على إسرائيل باعتبارها دولة تتحدث بصورة واضحة عن ضرورة إحلال السلام في المنطقة، النظر إلى قضية التفاوض مع سورية بالسبل السياسية، إضافة إلى استقاء المعلومات الاستخباراتية.وأضاف «سيكون من المبالغ فيه القول إن حربا مع سورية ستندلع حتما إذا لم نشرع في مفاوضات س لمية مع دمشق، ولكن الأجواء في فترة ما بعد حرب لبنان الثانية أصبحت مشحونة، الأمر الذي يجد تعبيرا له في الاستعدادات التي تتخذها القوات المسلحة السورية لزيادة تأهبها، إضافة إلى النشاطات التي يقوم بها «حزب الله»
في لبنان لتجديد عتاده»، وسيسافر إلى الولايات المتحدة هذا الأسبوع لمناقشة امكانية استئناف محادثات السلام مع سوريا.وتأتي تصريحات موفاز قبل يومين من بدء زيارة له الى واشنطن، حيث من المتوقع أن يناقش خلال اجتماعات مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ومسؤولين أميركيين آخرين «الحاجة لدراسة النوايا السورية»، خصوصا بعد فشل إسرائيل في حربها في يونيو الفائت ضد «حزب الله»حليف دمشق، وفي وقت اشارت مصادر للـ «جريدة» إلى خشية ان تطيح التحضيرات لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الى واشطن نهاية الشهر الجاري بلقاء الاخير مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي كان اولمرت اشار اليه مؤخرا. و يقلق الشأن السوري اسرائيل، ويؤدي ببعض قياداتها الى الحديث علنا عن ضرورة فتح قناة سرية للتفاوض، وفحص النوايا مع القيادة السورية، فموفاز يطالب حكومته بعد ان تلقى معلومات من الاجهزة الامنية المختلفة، بفتح قناة مع السوريين، ويؤكد ان ذلك في مصلحة اسرائيل، مع علمه بالثمن الذي يجب ان تدفعه تل أبيب، في حال نجاح المفاوضات، وهو الانسحاب من هضبة الجولان، إلا أن موفاز يقول : واستنادا لأقوال رئيس الموساد الاسرائيلي مئير دغان ان فشل المفاوضات مع سورية معناه خيار واحد فقط، وهو الحرب.الى ذلك فالأوضاع على الحدود الاسرائيلية السورية والإسرائيلية اللبنانية «مكهربة» جدا وعلى شفا الانفجار، فكل طرف يهتم بأن يطمئن الآخر أن ليس في نيته الهجوم، إنما يجري مناورات فقط للدفاع. فإسرائيل تجري المناورات المتتالية في الجولان، وعززت العديد من قواتها هناك بشكل لم يسبق له مثيل، مما اضطر الجانب السوري إلى تقصير جدول التمرينات العسكرية، وتعبئة الجبهة بشكل ملحوظ. كذلك فرئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت، بعث برسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مؤخرا، مفادها ان اسرائيل غير معنية بالتصعيد وانها تتمرن لاستخلاص العبر من حرب الصيف الماضي، وليس لمهاجمة سورية . وقال اولمرت في احاديث مغلقة ان الوضع خطر وكل تصرف اسرائيلي عسكري في الجولان يمكن ان يفسر كاعلان حرب، لذلك اوعز بإلغاء مناورات كانت مقررة في الجولان في الايام الاخيرة.يذكر ان رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجديد غابي اشكنازي قال في احدى الجلسات الامنية المغلقة ان الجيش الاسرائيلي، سيعرف كيف ينتصر في حرب مع سورية، حتى وان تدخل «حزب الله» ولكن اشكنازي قال انه يجب منع حدوث حرب كهذه بكل ثمن، مؤكدا على جاهزية جيشه من الناحية الاخرى .إلى ذلك فالمؤسسة العسكرية تفضل استنفاد المفاوضات قبل الوصول الى حل الحرب، والقيادة الاسرائيلية تتردد في اتخاذ قرارها بالنسبة لأي حديث مع النظام السوري، فسورية حسب اولمرت، بقيادتها الحالية تريد المفاوضات للخروج من ازمتها السياسية في المجتمع الدولي ولا تريد السلام حقا . من جهة اخرى قال ايلي يشاي نائب رئيس حكومة اسرائيل، ورئيس حزب شاس المتدين للـ «جريدة» انه في الآونة الاخيرة بعث برسائل للرئيس السوري بشار الاسد عن طريق طرف ثالث، أوروبي، الا ان الاسد لم يجب عليها حتى الان، ويضيف يشاي انه وحزبه مستعدون للموافقة على انسحاب من الجولان، شريطة ان تتخلى سورية عن حلفها مع ايران وحزب الله وحماس .اسرائيل لم تقرر المضي قدما على المسار السوري، واستقدمت رجل اعمال اميركي من اصل سوري للبرلمان، واستمع منه اعضاء لجنة الامن والخارجية في البرلمان الاسرائيلي عن نوايا الاسد الجادة في السلام علما أن الرجل، ويدعى ابراهيم سليمان، كان شريكا في مفاوضات سرية مع الاسرائيليين بموافقة الرئيس بشار الاسد نفسه، ولكن اسرائيل لم تكتف بذلك ودعت رجلاً اميركي من اصل سوري آخر، ويدعى فريد الغادري، وهو يترأس مجموعة معارضة للنظام السوري، دعته للحضور أمام نفس اللجنة للاستماع منه عن إصرار المعارضة السورية على عدم إجراء تل أبيب مفاوضات مع نظام الاسد، وانتظار زوال هذا النظام، بل والمساعدة على الإطاحه به.من جهة أخرى يريد اولمرت التقدم على المسار الفلسطيني وهو يؤكد انه سيفاجئ الجميع قريبا، كما يتردد في دعوة الاسد للتفاوض مع الحكومة الاسرائيلية في اسرائيل او سورية، او في اي مكان محايد، والاسد يزأر من عرين الشام، ولكنه يرسل اشبالا لجس نبض الحكومة الاسرائيلية تجاه السلام، ولا يخطو ولو خطوة واحدة، فاسرائيل وسورية تريدان ولكن تخشيان كالعروس ليلة «الدخلة» متلهفة للقاء الزوج، لكنها خائفة مما تجهله في اللقاء والاجتماع والتواصل.