انقسام الشعبي مرة أخرى!!
![حسن مصطفى الموسوي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/231_1688321617.jpg)
لكن من سوء حظ التكتل هو أن اختلاف تصويتهم جاء على موضوع حساس ومن السهل دغدغة مشاعر المواطنين فيه، ألا وهو موضوع القروض، ولم يقم أعضاء التكتل إلى الآن باحتواء الضجة وردة الفعل التي فاجأتهم حيال هذا الموضوع، فهناك الكثير من الحقائق الغائبة عن المواطنين إلى الآن عن ذلك التصويت الشهير، منها أن «الشعبي» أسقط قانون القروض مع أن القانون مازال على جدول الأعمال، إنما تم إرجاعه إلى اللجنة المالية لمزيد من الدراسة، وذلك بعد مبادرة الحكومة بإنشاء صندوق المعسرين، وأيضا لوجود ثغرات كثيرة في القانون نتيجة لكثرة التعديلات عليه إلى يوم جلسة التصويت. فمن الثغرات أن القانون يختص بالقروض المقسطة فقط، أما القروض الاستهلاكية «تحت 15 ألف دينار» فهي غير مشمولة، كما أن القانون ينطبق على القروض التي أخذت قبل شهر إبريل الماضي، فماذا عن القروض التي أخذت وستؤخذ بعد هذا التاريخ؟ إضافة إلى ذلك، لم يكن اختلاف تصويت أعضاء التكتل خرقاً لاتفاق ملزم لأنهم اتفقوا على هذا الاختلاف قبل التصويت، ثم ما الفائدة من الموافقة على قانون سترده الحكومة، مما يعني تأجيل القضية إلى ما يعد سنة من الآن من دون وجود ضمان لموافقة أكثر من نصف الأعضاء عليه؟ ففي مثل هذه الأوضاع، يكون الحل الوسط هو الأفضل حتى نبدأ بالتطبيق الآن لحل مشاكل الناس.لكن ما إن هدأت هذه الزوبعة حتى أتى استجواب وزيرة التربية ليتم تضخيم موضوع الانقسام مرة أخرى، ومع هذا فلا أريد أن أعيش في عالم وردي، فعلى أعضاء التكتل الشعبي أن يكونوا حذرين عند اختلافهم وأسلوب احتواء هذا الاختلاف حتى لا يستغله البعض لمآربه الخاصة لأن هناك الكثيرين ممن يتربصون بهذه التجربة -خصوصاً بعض الصحف وملاكها- من الذين يريدون تكسير هذا النموذج بأي طريقة لأنهم يريدون مجتمعا منقسما ومتصارعا حتى يحلو لهم فعل ما يشاؤون.