وداعا للبسمتي

نشر في 17-04-2008
آخر تحديث 17-04-2008 | 00:00
 إيمان علي البداح

إن لم نتخذ خطوات واضحة لتطوير عمليات إعادة تدوير المخلفات، وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية والطاقة، وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية والطاقة فإن خسارتنا لن تنحصر في الأرز البسمتي، بل ستحرقنا الشمس ويبتلعنا البحر.

منذ عام دار حديث بيني وبين صديقة هندية حول تدهور أوضاع عائلتها المالية رغم أنها من أقدم وأكبر العائلات الإقطاعية في الهند، فمنذ أكثر من 40 عاما قامت ثروة عائلتها على زراعة الأرز في أراض زراعية شاسعة، وهذا كما شرحت يتطلب توقيتا دقيقا لأوقات الزرع والحصد والري لحساسية النبتة للماء والحرارة والرياح، لذا فإن رزنامة الزراعة تتناغم بشكل دقيق مع المناخ والأمطار والرياح الموسمية.

ولكن خلال الأعوام القليلة الماضية تدهورت محاصيل الأرز من هذه الأرض بسبب التغير المفاجئ وغير الطبيعي في دورة المناخ، فلم يعد هطول المطر دوريا وموسميا كما كان، كما تغيرت الحرارة وشدة واتجاه الرياح الموسمية، مما أدى إلى تلف المحاصيل قبل حصادها.

ويتضح من الأخبار الآن أن عائلتها لم تكن وحيدة، فالمشكلة عالمية وتنذر بمجاعة جديدة خصوصا في البلدان الفقيرة التي تعتمد على الأرز في غذائها اليومي. ولا تنحصر المشكلة في الأرز بل تنطبق على القمح والذرة والشعير ونرى آثار ذلك في أسعار تلك المحاصيل ومنتجاتها في الأسواق.

والأهم والأخطر من دمار المحاصيل وارتفاع أسعارها هو أسباب التغير في دورة وطبيعة المناخ الذي نرى آثاره هنا في الكويت أيضا، ولعل السرايات هذا العام خير مثال على ذلك.

هذه التغيرات الغريبة هي نتيجة طبيعية ومتوقعة من الاحتباس الحراري الذي يحذر منه العلماء منذ أكثر من 20 عاما، والكويت كدولة مصدرة للنفط (الملوث الأول للبيئة) وكموقع جغرافي وسط هذه المعمعة المناخية عليها مسؤولية مضاعفة في الحد من التلوث بشكل عام وظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل خاص.

ولكننا للأسف نفتقد أبسط أشكال الاهتمام والوعي بخطورة هذه الظاهرة التي تهدد بقاءنا على وجه الأرض، وضعف الوعي الناتج عن التعتيم الإعلامي المقصود وغير المقصود أدى إلى غياب أي شكل من أشكال التشريعات والقوانين والضوابط باتجاه حماية البيئة والقضاء على التلوث والحد من الاحتباس الحراري.

إن لم نتخذ خطوات واضحة لتطوير عمليات إعادة تدوير المخلفات، وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية والطاقة، وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية والطاقة فإن خسارتنا لن تنحصر في الأرز البسمتي، بل ستحرقنا الشمس ويبتلعنا البحر.

back to top