هل بإمكان بن لادن و«قاعدته» الإجابة عن سؤالين هما: لماذا لا تقوم «القاعدة» بعمليات داخل إسرائيل؟ ولماذا ترك الزرقاوي فلسطين ليذهب إلى العراق ويذبح الأبرياء؟! يدور سؤال في رأسي منذ أن بدأت «القاعدة» عملياتها الجهادية الانتحارية في الدول العربية، والعالم لابد من توجيهه إلى بن لادن و«قاعدته»: لماذا لا تجاهدون وتقومون بعمليات في إسرائيل عدوتكم؟!
الجماعات الإسلامية المتطرفة وعلى رأسها تنظيم «القاعدة» لديها مبرراتها، ومن المؤكد أننا لم نكن نحن وحدنا الذين نفكر ونطرح هذا السؤال، ولم تبادر قيادة «القاعدة» بالإجابة عن مثل هذا السؤال الذي قد يطرحه الإنسان العادي، ولم نسمع أو نقرأ إجابة عنه، لقد رفعت «القاعدة» شعار محاربة أميركا واعتبرتها سبب البلاء، وقامت ومازالت تقوم بعمليات في عدد من الدول العربية والإسلامية وغيرها على يد السلطات التي تكون فيها تابعة لأميركا أومتعاونة معها، وهم جميعاً يستهدفون الإسلام، الإسلام الذي تفهمه «القاعدة» وزعماؤها، وطوال سنوات «الجهاد» والعمليات الانتحارية في السنوات الأخيرة لـ«القاعدة» لم نرَ عملية واحدة لـ«القاعدة» داخل إسرائيل! لماذا؟! سنحاول هنا أن نطرح بعض الاحتمالات للإجابة عن السؤال الرئيسي لرسالتنا هذه، والتي لا نتوقع رداً عليها أو إجابة عن السؤال المحوري هذا.
الإجابة الأولى: قد تكون أن إسرائيل ذيل الأفعى و«القاعدة» تستهدف رأسها، وتدمير الرأس سيؤدي بالضرورة إلى تدمير الذيل، لكن هذا لم ولن يتحقق، فأميركا دولة عظمى وإمكاناتها كبيرة، ومقوماتها قوية، ولذلك ما تقوم به «القاعدة» يؤدي إلى ضرر محدود، ويضر بالمسلمين أكثر مما يضر بالأميركان.
ثانياً: إسرائيل محصنة أمنياً ضد هكذا عمليات، ولديها تجربة طويلة مع الفلسطينيين، فالشهداء الفلسطينيون يتساقطون يومياً بينما لا يقتل أحد من الإسرائيليين، والأوضاع في الدول العربية والإسلامية مخترقة، وأمنها هش، والمجال مفتوح وخصب للقيام بمثل تلك العمليات.
ثالثاً: إن العربي والمسلم بالإضافة إلى صيدهما السهل فإن حياتهما رخيصة، ولا أحد يطالبك بدمهما، ففي العراق يُذبح الإنسان ويُفصل رأسه عن جسده من دون ذنب مقابل مئتي دولار، ويُقتل في بيته وأمام أطفاله من دون أن يتحرك أحد، وإن العمليات الانتحارية في الأسواق والمطاعم أو في الحافلات وغيرها توقع عدداً كبيراً من الضحايا، بينما لو قامت مثل تلك العمليات في إسرائيل فإن إسرائيل دولة وشعباً لن تسكت عن مقتل أو جرح شخص واحد، كما أن حصيلة العمليات الانتحارية لن تكون كبيرة بسبب الاحتياطات الأمنية، ولذلك لن يكون لها صدى إعلامي كما لو حدثت في دولة عربية أو إسلامية!
إن أعداداً كبيرة من الناس قد قتلت أو أصبحت بعاهات من دون أن يكون لها ذنب، فقط لخلخلة الأمن وإزعاج السلطات، فأي جهاد هذا؟! وإلى متى يستمر هذا العبث؟! وهل بإمكان بن لادن و«قاعدته» الإجابة عن سؤالين هما: لماذا لا تقوم «القاعدة» بعمليات داخل إسرائيل؟ ولماذا ترك الزرقاوي فلسطين ليذهب إلى العراق ويذبح الأبرياء؟! سيبقى السؤالان قائمين إلى أن نسمع عن عمليات انتحارية لـ«القاعدة» في إسرائيل وهذا لن يحدث، أو تنتهي ظاهرة «البن لادينية».