الكويت أمانة ومسؤولية... خلوها لنا!

نشر في 05-05-2008
آخر تحديث 05-05-2008 | 00:00
 إيمان علي البداح أعزائي مرشحي وقيادات «حدس» والتجمع الإسلامي السلفي والمستقلين المتأسلمين ومن تبعهم في الفكر والذمة والأخلاق:

سرّني شعار حملاتكم الانتخابية «الكويت مسؤولية» و«لأنها أمانة» فلأول مرة منذ السبعينيات عندما تصلبت أظفاركم نتفق معكم... نعم الكويت مسؤولية... ومسؤولية كبيرة وحساسة وحيوية... فهي بلدنا ووطننا الذي لا نملك غيره. وتحمّل هذه المسؤولية يتطلب رؤية وبعد نظر وفكرا شاملا واسع الأفق، والكويت أمانة مطلوب من حاملها صحوة الضمير وصفاء النية وبراءة الذمة.

وقد تحمّلتم هذه المسؤولية والأمانة طوال ثلاثين سنة الماضية، فتصدّرتم الحكومات واكتسحتم المجالس، فأين وصل بنا الأمر؟ تقدمت الدول الشقيقة والمجاورة كلها، وتصدر إخواننا في الخليج المحافل الدولية والأكاديمية، وتعولمت الكرة الأرضية، وأين نحن؟

نحن، وعلى أيديكم، تراجعنا خلال ثلاثين سنة الماضية أكثر من مئة عام، ومازلنا نناقش حقوق المرأة، وجواز ولايتها، والتعليم المشترك، وقانونية الفرعيات، وتهذيب الـ Facebook... مازلنا نصارع للحفاظ على حقوق خطها رواد الدولة منذ الستينيات. وتراجع ترتيبنا عالمياً في التقدم والشفافية وجودة التعليم وجودة الخدمات العامة. وارتفعت سمعتنا السيئة في انتهاكات حقوق الإنسان والتطرف والإرهاب.

وبعد الأيام التي عمل فيها الكويتيون جنباً إلى جنب في بناء الدولة المدنية الحديثة في الستينيات والسبعينيات، أصبحنا اليوم ببركتكم: إسلاميا وعلمانيا، وسنيا وشيعيا، ومجاهدا ومتخاذلا، وقبليا وحضريا. ولم يستفد من هذه التقسيمات إلا أنتم، فهاجمتم الطوائف والمذاهب الأخرى وتحالفتم مع متطرفيهم للوصول إلى مقاعد النقابات والمجالس والاتحادات، وموّلتم أعمال الأميركيين من ناحية، ودعمتم ودربتم الإرهابيين من ناحية أخرى، ودققتم إسفيناً بين القبائل وشاركتم في فرعياتها، حتى لم نعد نفهم لكم لوناً أو طعماً. والمجتمع الكويتي جُبل منذ بداياته على تعاليم الإسلام السمحاء التي تدعو إلى الحوار والأخلاق والالتزام والعفة وتقبل الآخر، ومعكم تشوه الإسلام وظهرت في مجتمعنا ظواهر لم نعتد عليها مثل العنف والإرهاب والتعصب والفساد الأخلاقي والإداري وأشكال الإدمان الناتج عن الضغط والتزمت والاكتئاب.

إخواني في الله... جزاكم الله على نياتكم وعلى محاولتكم حمل المسؤولية وأداء الأمانة... ولكنكم فشلتم؛ بأشخاصكم وبفكركم والدليل «تم بناء آخر مستشفى حكومي قبل 27 عاماً». لذا أما آن الأوان لإعادة الأمانة إلى أصحابها؟... «علشانهم» خلوها لأهلها!

back to top