من ملامح عام 2008
انقضى عام 2007 بآلامه وأفراحه، مسدلاً الستار على هواجس اقتصادية وسياسية وبيئية، وتسلم عام 2008 هذه الهواجس من انتخابات في الدول الكبرى، إلى الفرصة الأخيرة في عملية السلام كما يسميها البعض، إلى الاستقرار المتوقع في الخليج.
أسدل عام 2007 الستار على هواجس عديدة... اقتصادية تمثلت في تغيير أسعار النفط بنسب عالية سادها جو من الغموض... وسياسية باستمرار المنازعات الإقليمية، والحادث المأساوي لبوتو، وتبقى محاولات التوصل إلى معادلة توازن بين التوسع في النمو ومراعاة الهواجس البيئية... وإليكم بعض ملامح عام 2008:* انتخابات «للكبار فقط»: من كان يتوقع أن تجري الانتخابات الأميركية والروسية في عام واحد؟ ففي شهر مارس من هذا العام ستجري انتخابات روسية، على الرغم من الغموض الذي يلف مستقبل الرئيس بوتين السياسي، حيث لا يحق، حسب الدستور، له الترشيح لولاية رئاسية جديدة... ولكن قد يستطيع بترؤسه حزب روسيا المتحدة في الانتخابات القادمة، أن يعود إلى السلطة. أما انتخابات الرئاسة الأميركية، فستجري في نوفمبر من هذا العام، ومن المتوقع أن تتأرجح مواضيعها بين الهموم الدولية، كالوضع في العراق، والداخلية كإصلاح الخدمات الصحية. ومن يدري، فقد تكون مفاجأة هذا العام بفوز «امرأة». * من سيحمل راية «الأسرى» هذا العام؟: شهد العام الماضي فقدان اثنين من أعمدة ورعاة حقوق الأسرى والمرتهنين عالميا: الأول، وهو المغفور له بإذن الله الشيخ سالم الصباح، والثاني وهو الخبير الروسي بقضية الأسرى لدى الأمم المتحدة «فورنتسوف». لم يبخل المرحوم «أبي باسل» يوماً، في احتضان قضايا الشباب بشكل عام، والأسرى والمفقودين بشكل خاص، والسعي إلى العثور عليهم أو رفاتهم، وتثبيت حقوق ذويهم دولياً... رحم الله أبا باسل، فرحيله ترك حزنا عميقاً... وحان الوقت لقيام مسؤولي الأمم المتحدة، بتوثيق دورالشيخ سالم المتميز. * من أنابوليس إلى «بيت لحم» قد يكون هذا العام، عام الفرصة الأخيرة لعملية السلام، كما يحلو للبعض أن يطلق عليه، فبعد «أنابوليس» في العام الماضي، و«مؤتمر المانحين بباريس»، يقال إن هذا العام سيشهد مؤتمراً عالمياً «ببيت لحم»، ولو كان الخبر صحيحاً، والحضور عربياً، فسيحمل عمرو موسى «صداعاً جديداً»، وهو محاولة التنسيق بين دول الاتصال، والدول الرافضة للتطبيع... ومازال البحث مستمراً عن سماسرة للسلام.* «المواطنة الاقتصادية» و«القمة الاقتصادية»: حالة من الهدوء السياسي ستسود منطقة الخليج هذا العام، يلفها مزاج تعاوني خليجي، حيث ستسعى دول التعاون قبل انعقاد قمة «سلطنة عمان» هذا العام، لتفعيل الدور الاقتصادي وتحقيق «المواطنة الاقتصادية»، وتفعيل السوق الخليجية المشتركة... وستساهم الكويت كونها صاحبة فكرة القمة الاقتصادية العربية، بحمل «هموم» الاقتصاد العربي.* قيادة أوروبا بين «الشابة» و«العجوز»: ستتولى الدولة الشابة «سلوفينيا»، وللمرة الأولى رئاسة الاتحاد الأوروبي بعد عدة أيام، وسلوفينيا دولة يوغوسلافية وشيوعية سابقة حديثة العهد بالاتحاد الأوروبي، أما النصف الآخر فستستلمه العجوز، بالمعنى الدبلوماسي، أي الخبيرة، فرنسا، والهم الأوروبي هذا العام يدور حول، من سيدفع نفقة الوعود البيئية الباهظة الثمن.* كلمة أخيرة: شهد العام الماضي ترؤس أول امرأة عربية مسلمة لجلسة مجلس الأمن وهي البحرينية الشيخة هيا الخليفة، وقد يشهد هذا العام صعود أول وزيرة كويتية... ولكن «على منصة الاستجواب» في مجلس الأمة الكويتي، وبذلك يصبح المجتمع الدولي أكثر حرصاً على المرأة، من نواب الأمة. و«اللهم ... لا اعتراض».