وجهة نظر : جوائز هذا العام عادلة!

نشر في 19-04-2008
آخر تحديث 19-04-2008 | 00:00
 محمد بدر الدين يهتم عدد من الجهات والمؤسسات الثقافية بتقييم المواسم السينمائية في مصر، وتشكيل لجان تحكيم تمنح الجوائز لأحسن هذه الأفلام، من أبرزها: مهرجان «جمعية الفيلم»، مسابقة جمعية «نقاد السينما المصريين»، مهرجان «المركز الكاثوليكي»، إلى جانب «المهرجان القومي للسينما المصرية» الذي تشرف عليه وزارة الثقافة المصرية، وستشهد القاهرة فاعلياته قريباً، بينما أقيمت المسابقات الأخرى وأعلنت نتائجها، ووزّعت جوائزها تباعاً، خلال الأسابيع والأيام الأخيرة.

اتسمت، هذا العام، النتائج التي توصلت إليها لجان التحكيم بقدر ملحوظ من الموضوعية.

كان القاسم المشترك بينها التصفية الأولى للأفلام، التي تحدد مجموعة أفلام في المقدمة، يُختار أحسن فيلم من بينها، قد تتجاوز الخمسة وقاربت في هذا العام العشرة.

يخرج عن هذا التصنيف مهرجان «الفيلم الكاثوليكي» لتوجّسه من أي معالجة سينمائية، يمكن أن تمس الطابع أو المعيار الأخلاقي الذي يحكم اختيارات المهرجان بالدرجة الأولى والجوائز التي يمنحها أيضا، ولذلك رأى أن يستبعد، من التصفية الأولى، فيلمي «هي فوضى؟» و{حين ميسرة» (ربما لوجود اغتصاب في كليهما وإشارات أو أمور أخرى وجدها أصحاب الفيلمين ضرورية درامياً). في حين منح جائزته الكبرى لفيلم «قص ولزق»، الذي منحته «جمعية النقاد» جائزتها أيضا بفارق صوت واحد على منافسه الأول «في شقة مصر الجديدة»، وبفارق ثلاثة أصوات على منافسه الثاني «حين ميسرة».

أما مهرجان «جمعية الفيلم» فأعطى جائزة «أحسن فيلم» التي تمنحها لجنة التحكيم لـ «في شقة مصر الجديدة»، وجائزة الجمهور لأحسن فيلم منحها أعضاء الجمعية لـ «حين ميسرة».

وهكذا توزعت الجوائز بين ثلاثة أفلام، هي الأحسن والأنضج بحق، ضمن الأفلام الأربعين التي عرضت في موسم 2007 السينمائي المصري وهي:

· قص ولزق ـ إخراج وتأليف هالة خليل.

· حين ميسرة ـ إخراج خالد يوسف وتأليف ناصر عبد الرحمن.

· في شقة مصر الجديدة ـ إخراج محمد خان وتأليف وسام سليمان.

وفي حين تكتفي جمعية «نقاد السينما المصريين» بمنح جائزة واحدة لأحسن فيلم مصري، وفقاً لقواعد الاتحاد الدولي للنقاد «فيبريسي» باعتبار الجمعية عضواً فيه، فإن المسابقتين الأخريين تمنحان جوائز أخرى في الفروع المختلفة.

التقى مهرجان «جمعية الفيلم» ومهرجان «المركز الكاثوليكي» في منح جائزة أحسن ممثلة لغادة عادل عن دورها في فيلم «في شقة مصر الجديدة»، بينما منح الأول جائزة أحسن ممثل لخالد صالح عن دوره في «هي فوضى» ومنح الثاني الجائزة نفسها لأحمد حلمي عن دوره في «كده رضا».

منح كذلك مهرجان «جمعية الفيلم» جائزة لجنة التحكيم الخاصة لـ «هي فوضى؟» (إخراج يوسف شاهين)، وشهادة تقدير في الإخراج للمخرج محمد علي عن «الأولة في الغرام».

وهذه الأفلام المذكورة هي أفلام التصفية الأولى، التي التقت عليها لجان التحكيم المختلفة، إلى جانب «الجزيرة» إخراج شريف عرفة، الذي منحه مهرجان «جمعية الفيلم» جائزة أحسن موسيقى للفنان عمر خيرت.

كان موسم 2007 السينمائي المصري، من المواسم الواضحة التي شجعت النقاد والمتذوقين على الالتقاء، وكان جلياً لكل توجه موضوعي أن الجائزة الرئيسة لا تخرج عن الأفلام الثلاثة الأكثر توفيقاً من الوجوه كلها (حين ميسرة، قص ولزق، في شقة مصر الجديدة)، لما تتمتع به من جمال فني وتماسك درامي وعناية تقنية، فضلاً عن التعبير عن رؤيتها لقضايا حقيقية تمس جوهراً إنسانياً، فهي أفلام يؤرقها الشوق إلى حياة إنسانية واجتماعية أجمل بكثير وأكثر عدلا مما نعيش ونعاني..

back to top