وجهة نظر :الفيلم الغنائي... هل يعود؟

نشر في 10-03-2008
آخر تحديث 10-03-2008 | 00:00
 محمد بدر الدين في الماضي ازدهر الفيلم المصري الغنائي وفي الحاضر تعثر، هل يكون له مستقبل؟

بالتأكيد، له مستقبل وسيعود إلى ازدهاره ومجده، لأن ما يحدث اليوم من تراجع وتعثر هو موقت، فالغناء ليس «موضة» أو ظاهرة عابرة وعلاقته بالسينما ليست وليدة مصادفة أو مرحلة.

يعود سبب هذا التراجع ببساطة إلى إحجام أفضل المطربين والمطربات، عن خوض تجربة الفيلم الغنائي مثل عفاف راضي، ميادة، ماجدة الرومي، هاني شاكر، أصالة، أنغام، كاظم الساهر، علي الحجار، محمد منير وإيمان البحر درويش وغيرهم.

الغناء الجيد موجود، المطربون حاضرون ولهم جمهور حقيقي يطرب لهم، لكنهم لا يقدمون على تجربة الفيلم الغنائي، إما لأنهم غير واثقين من قدراتهم في هذا المجال، أو لأن «المناخ» الفني والثقافي العام لا يشجع، أو لأن نجوم الغناء سابقا كانوا أكثر شجاعة وإقداماً، ليس الكبار منهم أمثال أم كلثوم وعبد الوهاب وفريد الأطرش واسمهان وليلى مراد وشادية وصباح وعبد الحليم فحسب، إنما عبد العزيز محمود وكارم محمود والكحلاوي ومحرم فؤاد أيضاً وغيرهم ممن تأتي مكانتهم على الخريطة الغنائية في مرتبة تالية لمكانة العمالقة.

نسأل: لماذا لم تقدِّم ماجدة الرومي مثلاً أفلاماً أخرى بعد «عودة الابن الضال» للمخرج يوسف شاهين، كذلك الحال بالنسبة الى عفاف راضي بعد «مولد يا دنيا» إخراج حسين كمال؟

ولماذا لم يتحمس كاظم الساهر أو أصالة أو سميرة سعيد للتجربة، هل اكتفوا جميعاً بتصوير الأغاني ووجدوا فيه مجالاً مأمون العاقبة أكثر.

هل كان عبد الوهاب أو أم كلثوم أو فريد الأطرش أو اسمهان ممثلين أفذاذاً؟ ابداً، قلة منهم اتقنت التمثيل مثل شادية.

بل ان هؤلاء أنفسهم أدركوا، كذلك الجمهور، بأنهم كانوا يقدمون حداً أدنى من مستوى الأداء المعقول أو الذي يمكن تقبله، يقابله غناء جميل شجي امتلكوا أسراره وناصيته من خلال قالب درامي بسيط يستعرض أفكاراً إنسانية نبيلة عامة ومشاعر وعواطف عذبة ورقيقة، فأبدعوا وأسمعوا من خلاله غناءهم الراقي وتألقوا بما حباهم الله من إمكانات الصوت وجمال النبرة ورهافة الإحساس. هذا الجيل أدرك قيمة الفن السابع كوسيلة هائلة للتواصل و»تخليد» فنهم الغنائي أيضاً وهو ما نرجو أن تدركه وتتداركه الأجيال المعاصرة في الأغنية العربية وتصبح أكثر تقديراً أو أقل خشية من خوض تجربة الفيلم الغنائي.

لا بد في هذا المجال من أن نرصد ونحيي دأب البعض القليل وإصراره محاولة تلو أخرى مثل محمد فؤاد ومصطفى قمر وحديثا حمادة هلال.

بدأت السينما في بلادنا مقرونة بالغناء ولا يوجد إبداعان اقترنا وتعانقا وتبادلا العطاء وجنيا الثمار مثل السينما والغناء!

ولا بد من أن يجتمعا مجدداً يوماً ما. 

back to top