Ad

في أثناء حضوري مؤتمر دول الجوار الأسبوع الماضي، شعرت كأنني أراقب العالم، وأحاول من خلال النافذة الصغيرة وهي موقعي في الاجتماع، الاقتراب مما يدور حولنا من أحداث، فقد ازددت قناعة بإسهام الدور الكويتي في منع دفة الأحداث من التدحرج نحو التأزيم.

من منا لا يذكر برنامج نافذة على العالم الذي تابعناه من خلال الشاشة الفضية في الثمانينيات، واستطعنا وقتها رؤية ما يدور في هذا العالم من خلال نافذة؟! أقول ذلك بعد أن انتابني الشعور نفسه في أثناء حضوري مؤتمر دول الجوار الأسبوع الماضي، إذ شعرت كأنني أراقب العالم، وأحاول من خلال النافذة الصغيرة وهي موقعي في الاجتماع، الاقتراب مما يدور حولنا من أحداث.

المكان: فندق شيراتون. المناسبة: حضوري وزملائي من الأكاديميين الاجتماع الموسع الثالث لوزراء خارجية الدول المجاورة للعراق. استطعت من خلال حضوري المؤتمر، الاقتراب وعلى بعد خطوات، من المشهد السياسي الإقليمي، ومن خلال «كلمة الكويت»، التي افتتح بها سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الملتقى، وضع من خلالها النقاط فوق الحروف، وذلك بتعزيزه مبدأ عدم التدخل في شؤون العراق الداخلية، حيث أبرز ما جاء في كلمة سموه: «... نود التأكيد على أهمية الالتزام بمبدأ عدم التدخل في شؤون العراق الداخلية، ورغم الأواصر القومية والعرقية والدينية والتاريخية التي تربط دول الجوار بالشعب العراقي الشقيق، فإن فتح باب التدخل وتصدير الخلافات السياسية له يحيله إلى ميدان الصراع... ويهدد أمنه واستقراره...». بعدها قرأ المالكي «رسالة العراق» واستعرض جهود حكومته في تحقيق المبادرة الوطنية، واعتماد العراق الجديد في سياسته الخارجية على دستور لا يسمح باستخدام أراضيه ضد جيرانه، ولا يسمح بأن تستقوي مكونات الشعب العراقي بقوى خارجية، ودعا دول الجوار إلى بذل المزيد من الجهود لضبط الإجراءات الأمنية على الحدود، وطلب تخفيف فاتورة الديون والتعويضات، وأهمية تبادل التمثيل الدبلوماسي العربي، تلتها كلمة الأمين العام للأمم المتحدة الذي أناب لين باسكو، المسؤول السياسي في الأمم المتحدة، حيث تناول حديثه دور الأمم المتحدة الإنساني في العراق، ودعا إلى الاهتمام باللاجئين، وهنا قفزت إلى ذهني خواطر... لماذا يتحدث مندوب الأمم المتحدة عن قسوة الظروف الأمنية وضرورة توفير التمويل اللازم للاجئين رابطا عودتهم بتحسين الظروف الأمنية، بينما نتحدث نحن عن إرسال دبلوماسيين؟! سؤال لم أجد له إجابة.

وعودة إلى المؤتمر، فإن كلمة اليابان كانت من أكثر الكلمات اقترابا من الواقع، حيث تضمنت المشاريع التي أقامتها اليابان في العراق بحكم خبرتها في إعادة البناء بعد دمار الحروب، ومنها منحة مالية لبناء مستشفى للأم والطفل، وقرض بقيمة 350 مليون دولار لتطوير منظومة الصرف الصحي.

وبعد الجلسة الافتتاحية، وبعيداً عن أعين الصحافة، ابتدأ في إحدى القاعات اجتماع «أصدقاء لبنان»، وكان اجتماعا مناديا بوحدة لبنان واستقلاله وسيادته، فقد أثار اهتمام الصحافة الخليجية واللبنانية، وبعدها انطلق البيان الختامي الذي وضع الجميع في الصورة بشأن ما يجري من تطورات، وما يمكن أن تتركه من تداعيات على المنطقة، وتلاه المؤتمر الصحفي الذي جمع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح بوزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، مذكرين الحضور بتجديد الثقة بالدور الإقليمي المستقبلي الفاعل.

وأخيراً، أجدني بعد حضوري الاجتماع ازددت قناعة بإسهام الدور الكويتي في منع دفة الأحداث من التدحرج نحو التأزيم، وإعجابا بدور منظمي المؤتمر، وهم من خيرة الشباب الكويتي، الذين أبلوا بلاء حسنا في إدارة شؤون المؤتمر ورعاية الوفود المدعوة، وبناء الجسر الإعلامي بين المؤتمر والصحافة العالمية.