بعد سبع سنوات عجاف على قادة جيش النخبة لم يتمكن هؤلاء المدعومون من أعتى إمبراطورية عرفها التاريخ الحديث، بل من أطراف المجتمع الدولي «الأعمى» كله، ليس فقط من أن ينتقموا لـ «شرفهم» العسكري، بل إنهم كرروا الحكاية نفسها وهذه المرة بطريقة كوميدية أثارت سخرية الرأي العام الإسرائيلي نفسه.أن تكون في «بنت جبيل»، وفي هذه الأيام بالذات، يعني أنك في خيمة صانعي حكاية «بيت العنكبوت» ورعايتهم وحماية قبضتهم الفولاذية التي لا تقهر! فأنت إذ ترى لا تراهم لأنهم أحرص الناس على التخفي ولا يملكون أي قدر من شهوة حب الظهور التي يعشقها بعض المدعين حتى الهيام!
لكن الناس، كل الناس، مسكونون بعشق صانعي حكاية «بيت العنكبوت» بلا حدود، فهم من وجهة نظر العامة والخواص من الناس أقرب ما يكونون إلى رجال الله الذين يأتمرون بأوامره ولا يرجون سوى رضاه، والذين كلما قيل لهم إن «الناس»- أي المجتمع الدولي-!» قد جمعوا لكم»، كان جوابهم أنهم «لا يخشون إلا الله»، وأن لسان حالهم يلهج دوماً «حسبنا الله ونعم الوكيل»!
وحكاية «بيت العنكبوت» بدأت في الواقع يوم الرابع والعشرين من مايو عام 2000 عندما أذعن عدو فلسطين ولبنان والعرب وعدو الحرية في العالم أجمع، أن عليه الرحيل من أرض أدهم خنجر، وصادق حمزة، وعبد الحسين شرف الدين، وموسى الصدر، وعباس الموسوي، وبسرعة البرق، قبل أن يتحول جيشه الأسطوري المزعوم إلى أشلاء متناثرة في وديان جبل عامل وعلى تلاله بفضل تعاظم ضربات المقاومة وتسارع عملياتها الاستنزافية.
ويومها أعلن اللبنانيون اليوم الذي يليه عيداً وطنياً للمقاومة والتحرير، وكان الخطاب الشهير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في بنت جبيل حيث وصف ذلك الجيش الذي لا يقهر بأنه «أوهن من بيت العنكبوت»! وهو الخطاب الذي كان وقعه على قادة ألوية النخبة من ذلك الجيش المنسحب كوقع الصدمة، لكنه قرر يومها أن «يبلعها» إلى حين!
وفي مأمورية حرب يوليو من العام الفائت التي أنيطت بهم من قبل المنهكين من المحافظين الجدد في العراق، لاحظ أولئك القادة الذين «لعقوا» علقم خطاب السيد الذي لا يقهر في العام 2000، أن حكاية «بيت العنكبوت» راحت تتكرر معهم هذه المرة، بوقع أشد! كما فوجئوا بأن الدعم والإسناد الذي هيئ لهم هذه المرة وبإجماع ما يسمى بـ «المجتمع الدولي» ليس بإمكانه إنقاذهم من وحشة السير في وادي الحجير، ولن يحمي دبابات «الميركافا» التي صنعت خصوصاً لحماية النخبة! ففشلوا في الانتقام الذي حضّروا وخطّطوا من أجله على مدى 33 يوماً! وهو الفشل الذي احتفل به أهالي «بنت جبيل» المحررة هذا العام من جديد في المكان نفسه الذي خطب فيه السيد الذي لا يقهر في العام 2000، وكان خطاباً جديداً له أكد فيه للناس، كل الناس، أن جيش النخبة الذي لا يقهر لايزال أوهن من بيت العنكبوت! وأنه لو حاول مجدداً الاعتداء على بيوت الناس سيلقى المصير نفسه الذي لقيه في صيف العام الماضي، إن لم يكن أشد وأصلب!
لا شك أنها حكاية معبرة وطريفة في الوقت ذاته! فبعد سبع سنوات عجاف على قادة جيش النخبة لم يتمكن هؤلاء المدعومون من أعتى إمبراطورية عرفها التاريخ الحديث، بل ومن أطراف المجتمع الدولي «الأعمى» كله، كما وصفه السيد الذي لايقهر، ليس فقط من أن ينتقموا لـ «شرفهم» العسكري الذي «مرمغه بالتراب» ثلة من المجاهدين الصابرين والمحتسبين في العام 2000، بل إنهم كرروا الحكاية نفسها، وهذه المرة بطريقة كوميدية أثارت سخرية الرأي العام الإسرائيلي نفسه، والذي لايزال يتندر بهذه الحكاية التي تحولت بالمناسبة في الجانب المقابل إلى أسطورة «السيد الذي لا يقهر» ! كما أخذت تتردد على ألسنة الناس عامة، إنها أسطورة سيد المقاومة ونصر العرب والمسلمين فضلا عن اللبنانيين وسائر أحرار العالم المنصفين!
أمين عام منتدى الحوار العربي - الإيراني