اختير كأفضل قارئ في العالم المقرئ محمد جبريل لـ الجريدة: أمة بلا قرآن أمة بلا هوية

نشر في 23-09-2007 | 00:00
آخر تحديث 23-09-2007 | 00:00

الشيخ محمد محمد جبريل، من مواليد قرية طحوريا إحدى قرى محافظة القليوبية (شمال القاهرة) حفظ القرآن الكريم وعمره لا يتعدى تسع سنوات، وحصل على ليسانس الشريعة والقانون من جامعة الأزهر وكان الأول في جميع المسابقات القرآنية المحلية والدولية. وهو من أشهر الأئمة الذين يؤمون المصلين في قيام رمضان، ويجتمع خلفهم الآلاف كل ليلة، خصوصا ليلة الختام.

التقته «الجريدة» وحاورته في السطور التالية:

• متى كانت أول مرة تؤم فيها الناس؟

- بدأت رحلتي مع إمامة المصلين في مسجد القرية، ثم انتقلت بعد ذلك إلى مساجد القرى المجاورة، والذي مكنني من كل هذا وساعدني عليه، هو حفظي للقرآن الكريم، لقد قدمني القرآن ورفعني منذ الصغر، إن القرآن يرفع بحق حافظه، وصدق الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حينما قال: «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين».

• ما الحدث الأهم الذي جعل من الشيخ جبريل نجماً في مجال قراءة القرآن؟

- عشقي وحبي للقرآن منذ الصغر، هو صاحب الفضل في إجادتي لتلاوة القرآن، ثم القبول من المولى ـ عز وجل ـ وفضل أبي وأمي عليّ كبير ومراعاتهم لي، ثم الدراسة التي ساهمت بشكل كبير في تنمية موهبتي الصوتية، التي وهبني الله إياها، أيضاً الدراسة في جامعة الأزهر أضافت لي كثيراً وجعلتني أعي ما أقول، وأفهم كتاب الله أكثر وأكثر. أيضاً من الأشياء التي أضافت لي دخولي المسابقات المحلية والعالمية والتي فزت بها جميعاً، لكل هذه الأسباب وغيرها أصبحت نجماً في مجال تلاوة القرآن الكريم.

• ما الأدوات التي تتطلبها تلاوة القرآن الكريم؟

- الأدوات التي يشترط تواجدها مع كل من يعمل عملي بتلاوة القرآن الكريم، هو الحفظ المتمكن للقرآن، وأن يكون حافظا جيدا للقرآن بحيث يكون القرآن في قلبه وعقله، مثل الدم في العروق، أيضاً يجب أن يحسن تلاوة القرآن بأن يكون عالماً بالأحكام المتفاوتة والأحكام المتعارف عليها تجويداً وترتيلاً، ومن أهم هذه الأدوات الصوت الحسن لمن يقدم على تلاوة القرآن الكريم، أيضاً لابد أن يكون في تلاوة كتاب الله إخلاص لله وهو ثمرة كل عمل ناجح.

• من أول من رأى في صوتك الموهبة؟

- أول من رأى في صوتي إيقاعاً خاصاً، وأسلوباً متميزاً هو والدي شفاه الله وعافاه، ثم الجمهور الذي رأى ذلك، وتفوقت بفضل من الله في كل المحافل المحلية والعالمية، وتم اختياري أخيراً من قبل دولة البحرين الشقيقة كأفضل قارئ في العالم وأفضل شخصية عالمية في مجال القرآن الكريم.

• مَن من المقرئين الكبار تأثرت بهم؟

- الرعيل الأول للقراء كلهم تأثرت بهم، بداية من الشيخ محمد رفعت ـ رحمه الله ـ وكان قبله الشيخ محمود الفشني وغيرهما كثيرون لكنني أتأثر جداً بالصوت العذب والبراق الذي يأخذني من عالم إلى عالم، وهو صوت الشيخ محمد رفعت، وكل صوت مستقل لا يعلمه أحد يلفت انتباهي وأتأثر به، لأنه صنف جديد يضاف إلى عالم تلاوة القرآن الكريم، وقد نشأت على أصوات الشيوخ رفعت ومصطفى إسماعيل والشعشاعي، فنهلت من الجميع القديم والحديث وأكرمني الله ـ عز وجل ـ بصوت مستقل وأداء مستقل، أحاول جاهداً تقديم الجديد كل عام، ومازلت أتعلم حتى الآن، وسأظل أتعلم وأنهل من علم القرآن حتى ألقى الله، ولن أشبع منه مطلقاً، لأن القرآن لا تنقضي عجائبه، وتزداد بازدياد القراءة فيه والتدبر في أمره.

• لماذا اندثرت أغلبية مقارئ القرآن واقتصرت على شهر رمضان فقط؟

- هذا الأمر يعود إلى اختفاء الكتاتيب، فهى المصنع والمورد الذي كان يمول المجتمع الإسلامي بالمقرئين، هذه الكتاتيب اندثرت بالفعل، لكن لا نريد أن نتشاءم فمازال الخير موجوداً، لقد قمت بتأسيس دار لتحفيظ القرآن وتعليم تلاوته تسمى «دار أبي بن كعب لعلوم القرآن» في المنيرة بحى السيدة زينب في محافظة القاهرة، أحاول جاهداً من خلال هذه الدار، تعويض الفارق الذي صنعه اندثار الكتاتيب، وأتمنى من الله أن يعمم هذا المشروع في أنحاء مصر، ودائماً أقول: أمة بلا قرآن أمة بلا هوية، ولا سبيل أمامنا سوى أن نتكاتف سوياً لتعليم القرآن في كل ربوع الأرض.

• ما السور التي يحب الشيخ جبريل قراءتها في الصلاة؟

- سورة الإسراء من السور التي أقرأها كثيرا في صلاتي، لأنها تذكرني بالمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

• وبماذا تنصح كل مسلم ومسلمة حتى يتقبل الله صيامهم؟

- أنصح كل مسلم ومسلمة بالابتعاد عن المعاصي، كل المعاصي التي تغضب الله عز وجل، كما أنصحهم بالتقرب إلى الله بالطاعات، والإخلاص فيها «قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين». فالتقرب إلى الله يجعل الله سبحانه يقترب منك «من تقرب إليّ شبرًا تقربت إليه ذراعًا ...»، وارتكاب المعاصي يمحو الحسنات.

• ما برنامجك الروحاني في رمضان؟ وما دلالات استقبالك للشهر الكريم؟

- أستقبل شهر رمضان مثلي كمثل أي مسلم يبتغي رضوان الله، ويبدأ برنامجي الروحاني بمراجعة القرآن الكريم، استعدادًا للحمل الثقيل وهو «الإمامة» بالمصلين طوال الشهر، في أنحاء العالم المختلفة، الإسلامي وغير الإسلامي، أسأل الله أن يعينني على هذا العبء الثقيل.

فهذه الدلالات الأولى التي أسعى بها إلى التقرب من الله، ثم أتابع بما فتح الله علي من عبادات أخرى تجعل ما بيني وبين الله قريبًا، وتصلني إلى الرحمة الإلهية؛ فألجأ إلى الدعاء والصدقة، وقيام الليل، وقراءة القرآن، وغيرها من العبادات التي تقرب بيني وبين الله عز وجل.

• هل هناك ذكريات عالقة في ذاكرتك عن شهر رمضان منذ الطفولة؟ وهل اختلف رمضان عن اليوم ؟

- لا بد أن يختلف الأمر؛ فالطفولة كانت مليئة بالحب والرحمة والمودة، وحب القرآن والاجتماع حوله، والتنافس الشريف بين الشباب والأطفال في القرية، كنت أتنافس مع أخوي «سيد» و»نصر»، والحمد لله كان شهر رمضان يجمعنا وجميع أهل القرية كلها؛ كي يصلوا معنا في جامع القرية، لكن الآن يقع علي عبء إيصال ما حفظت إلى الناس، وتعليمه لهم، والدعوة إلى الله في جميع أرجاء الكون بالقرآن.

• ما الدعاء الذي يرى الشيخ محمد جبريل أهميته، ويقدمه لجمهور المسلمين في شهر رمضان يدعون به ربهم في قيام ليلهم؟

- أنا شخصيًا حريص جدًا عند قيام الليل أن أدعو بقضاء حاجتي، وأدعو بنصرة إخواننا المجاهدين المستضعفين في فلسطين أرض الرباط وفي العراق، وكل أرجاء الأرض؛ فهذا ما أتمنى من جمهور المسلمين أن يدعوا به ربهم عند قيام ليلهم، عسى الله أن يتقبل منهم، وينصرهم، وهذا إيمانًا بقوله صلى الله عليه وسلم: «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم».

• ما شعورك وخلفك حوالي مليون مصل في ليلة السابع والعشرين من رمضان في جامع عمرو بن العاص؟

- الحقيقة أن هذا أمر بيني وبين ربي؛ فلا يشعر به إلا من وقف فيه، وأسأل الله أن يعينني على هذا الموقف.

back to top