السُّني للشيعة... الحضري للبدو!
تداخل الشرائح الاجتماعية المختلفة وتلاحمها في النظام الحالي للدوائر سيؤتي أكله مع الوقت، وسيضطر المرشح السنّي إذا ما فاز أن يتعامل مع مطالب الناخبين الشيعة، في المقابل هناك مرشحون حضر سيضطرون إذا ما فازوا في الانتخابات أيضاً أن يتعاملوا مع مطالب شرائح قبلية.
أول العمود: ملاحظة ستلتقطونها إذا راقبتم القنوات الفضائية التي تأتينا مع مواسم الانتخابات عادة... لا أحد يحرص على الابتسامة رغم أن برميل النفط فاق الـ105 دولارات. ***لم أسمع انتقاداً جدياً لنظام الدوائر الخمس، وليسمح لنا بعض من قالوا إنها لم تستطع أن تقضي على الانتخابات الفرعية، أو شراء الأصوات أن نرد بكلمة، وهي أن هذه الظواهر لا يمحوها قانون، فشراء الأصوات مسألة أخلاق، والانتخابات الفرعية ذات صلة بالحمية والفزعة القبلية، ولكن بتوظيف سلبي، وهذه وتلك نتيجتان لضعف مفهوم المواطنة. وقد أعجبتني كلمة قالها النائب المحترم العم عبدالعزيز العدساني في جلسة إقرار قانون تجريم الفرعيات، فهو وافق على التجريم، لكنه قال يجب أن نتأكد من قدرتنا على تطبيقه. أجدني مع تقليص الدوائر على طول الخط، وأطمح إلى الواحدة، فتداخل الشرائح الاجتماعية المختلفة وتلاحمها في النظام الحالي للدوائر سيؤتي أكله مع الوقت، وسيضطر المرشح السنّي في الدائرة الأولى إذا ما فاز أن يتعامل مع مطالب الناخبين الشيعة الذين يبلغ تعدادهم 44%، فالشخصيات السياسية والاجتماعية الشيعية تطرح بين حين وآخر تسهيل بناء مساجد في بعض المناطق الجديدة والقديمة، وهناك أيضاً مطلب التوظيف في بعض أجهزة الدولة، ومطالب أخرى.في المقابل هناك مرشحون حضر سيضطرون إذا ما فازوا في الانتخابات أن يتعاملوا مع مطالب شرائح قبلية أصبحت اليوم بفضل نظام الدوائر في رحم أغلبية حضرية. فالدائرة الثانية تضم ما نسبته 20% من أبناء القبائل، بينما تعداد الناخبين الحضر يصل إلى 57%، وهم بذلك أغلبية ستواجه مطالب الـ20%.الدائرتان الرابعة والخامسة مغلقتان على الشرائح القبلية، لكنهما تضمان نسبة معتبرة انتخابيا من الحضر، ففي الدائرة الرابعة 14%، والخامسه 15%.هذه الخلطة الاجتماعية التي جاء بها تقليص الدوائر ستخفف من الاحتقان الاجتماعي الذي صنعته الحكومة بداية الثمانينيات عندما جاءت بالدوائر الـ25 وكأننا في الهند!سيكون أملنا أن نرى يوماً اقتراحاً من نائب سني يطلب فيه بناء مسجد لإخواننا المواطنين الشيعة، وأن يطالب نائب حضري ببناء صالة أفراح، أو استكمال خدمات مهملة لمنطقة ذات أغلبية قبلية، فهذا هو مفهوم المواطنة... وتعريفه الشعبي: أن يكون عندك «شوية دم» وإحساس بغيرك.