جعل العرب اليوم يبدأ من غروب الشمس، ومن ثم عُرف التقويم العربي باسم التقويم الغروبي، وقد قسم العرب يومهم إلى اثنتي عشرة ساعة لليل ومثلها للنهار، وتم تقسيم الساعة إلى خمس عشرة درجة، وقسّموا الدرجة إلى أربع دقائق تقريبا؛ وعلى ذلك فإن التوقيت الغروبي يختلف من مدينة إلى أخرى، كذلك فإن المدة الفعلية للساعة تختلف مع الأيام بين الشتاء والصيف، وعلى ذلك فإن القيمة الحقيقية للدرجة تتراوح بين ثلاث دقائق وثلث، وأربع دقائق وسدس دقيقة من دقائقنا، وهذا النظام يصنع توازناً في ساعات العمل صيفا وشتاء، ولكن فروق التوقيت بين المدن قد تسبب ارتباكاً للأعمال.
ومن المعروف أن عرف العرب السنة القمرية وكانوا يتخذون من الأحداث المهمة بداية لتواريخهم منها بناء الكعبة المشرفة (في حدود سنة 1871 ق.م)، وسيل العَرِم (في حدود سنة 120 ق.م)، وعام الفيل سنة 571م.أما هيئة التقويم العربي وأسماء الأشهر فقد أخذت هيئتها عام 412م، وقد بدأ التقويم الهجري في عهد عمر بن الخطاب، واتخذ من الهجرة بداية لهذا التقويم وبدأ العمل بالتقويم الهجري في يوم الأربعاء 20 من جمادى الآخرة عام 17 هجرية، وعلى ذلك يكون أول المحرم سنة 1 للهجرة هو يوم الجمعة 16 يوليو سنة 622 ميلادية وسنة 338 قبطية. وقد انتشر التقويم الهجري في العالم مع الفتوحات الإسلامية، وعلى أساسه تم ضبط العبادات الإسلامية من زكاة وصيام وحج.أما التقويم العبري فهو تقويم شديد التعقيد والغموض لا يحسن حسابه إلا الاحاد من أحبارهم، وهم يقولون إنه يبدأ من عام 3760 ق.م وهي سنة الخلق في زعمهم، والسنة في جملتها تتوافق مع السنة الشمسية ولكن بدايات الشهور عندهم قمرية، وهي تبدأ في النظام المدني بشهر «تشرين»، وأولها محرّم العمل فيه، ولكن السنة الدينية تبدأ بشهر «نيسان» الذي غيّروا اسمه إلى «أبيب»، وعدد أيام السنة يتراوح بين 353-354-383-384-385 يوما، وفي الحالات الثلاث الأخيرة يضيفون شهرا كاملاً إلى سنتهم يسمونه آذار.وعن التقويم الرومانى فتذكر المراجع ان الرومان اقتبسوا تقويمهم من جيرانهم الألبان، وجعلوا العام عشرة أشهر فقط في البداية، وجعلوا بدايته عام 753 وهو عام تأسيس روما.وفي سنة 452، قام أحد الأباطرة الرومان بجعل شهر فبراير بين يناير ومارس أي في مكانه الحالي، ولكن الكهنة تلاعبوا بهذا التقويم حتى جاء يولويس قيصر وأدخل تعديلاته بأن جعل مبدأ التاريخ الروماني أول يناير 709 تبعا للروماني.وفي عام 44 ق.م تم إطلاق اسم يوليوس قيصر على الشهر السابع فصار اسمه «يوليو»، وفي عام 31 ق.م أطلق اسم الإمبراطور اكتافيوس الملقب بأغسطس (أي المهيب) على الشهر الثامن فصار اسمه أغسطس، وحتى لا يكون في عدد أيامه أقل من سلفة زِيد في أيامه يوم أُخذ من شهر فبراير، ثم حدث تعديل لعدد أيام كل من سبتمبر ونوفمبر وهي أشهر فردية وجعلها 30 يوما فقط، وبذلك انتهى وضع الشهور على ما عليه الآن، واستقر الأمر بهذا التعديل المعروف باسم التقويم اليولياني أن جعل بداية السنة الميلادية في 25 مارس، وجرى الناس على ذلك فترة ثم وقع الاختيار على الأسبوع الذي يلي تاريخ الميلاد ليكون بداية السنة الجديدة وهو المستقر حتى الآن. أما التعديل الأخير فقد عرف باسم التقويم الجريجوري. وقد طبقت فرنسا النظام الجريجورى بعد حدوث تعديلات عليه ثم أخذت به إنكلترا عام 1752، واليابان 1872م، وأخذت به مصر في عام 1875م، وفي الصين عام 1912م واليونان سنة 1913م، وقد تم تطبيقه في سورية ولبنان وفلسطين والأردن والعراق في أيام الاحتلال الإنكليزي والفرنسي، وتم تطبيقه في الاتحاد السوفيتي عام 1923م، وفي تركيا عام 1923.
توابل
قصة التقاويم ونشأتها عند الأمم والشعوب
10-10-2007