طريق الكلمة الصادقة الحرة لا نهاية له.. ولا حدود تحكمه ولا محطات تستوقفه، إنه الطريق الذي به تبدأ ديمومة الحياة وسلامتها ومن دونه تنتهي كرامة الإنسان..

.. طريق الكلمة الحرة الصادقة لا يقف عند صحيفة أو عشر، إنه درب من دروب الحياة لا نهاية له، تحميه الضمائر الحية، وتصونه إرادة الحق والإصرار والمثابرة، إنه درب الحياة الكريمة التي جبل الإنسان على الدفاع عنها، بالدفاع عن حريته وحقوقه وبالتزامه بواجباته، وخلق معادلة ليست موجودة عند المخلوقات مثله، معادلة التوازن بين الحق والواجب. 

Ad

جريدة «الجريدة» يجب أن تكون إضاءة في هذا الدرب الطويل وقاطرة تحمل مشاعله لتبقي حياة الإنسان مُشعّة بكرامته وإنسانيته وحقه في العيش الكريم.

نحن لا نحتكر الوطنية ولا ندعي التميز عن الآخرين بغير التزامنا الحقيقة والصدق مع من يلتزم بهما، ولا نزايد بالتفرد بغير المضي بالوطن والمواطن إلى طريق الحياة الأفضل مع الشرفاء الذين يلتزمون بذلك، ويدافعون عن ثوابت الأمة في حق التعبير، وحق الاختلاف، ومع من يعملون لحماية آلية المشاركة السياسية والحفاظ عليها، ديموقراطية تتجدد وتتسع هوامشها، ديموقراطية تتجذر وتتأصل، تحميها ضمائر الأمة لتنتقل من جيل إلى جيل آخر، ولا يبخس فيها جيل حق غيره.

نأمل أن تجسد «الجريدة» معنى الولاء للثوابت التي ارتضيناها حكاماً ومحكومين، وسنعمل جاهدين على حفظها والارتقاء بها، لا تهميشها، ولا تفريغها من خلال سوء استعمال الكلمة والانحراف عن صدقها، قد تقسو، فالحق في معايير من لا يرتضيه قسوة، وقد تؤلم لأن الصدق مؤلم لمن لم يعتد عليه. وسنختلف لأن الاختلاف حق مثلما هو أصل في الارتقاء، واتفاقنا حقيقة ثابتة في أن للناس ضمائر حيّة، بها يقابلون خالقهم جل وعلا وبها يعيشون مع أنفسهم.

حق الوطن علينا أن نعطيه بحماية مكتسباته وصيانة ثوابته وحفظ كرامة أبنائه. وندعو الله سبحانه وتعالى السداد والتوفيق.