سأحتفي بكل ما يستحق الفرح
من حق الناس أياً كان دينهم وطائفتهم وعاداتهم وتقاليدهم أن يحتفلوا بالعيد الوطني، وعيد التحرير، وعيد الحب، وعيد الوناسة، وعيد الفرح، وعيد رأس السنة، وفي ذكرى ميلاد ذويهم وأقاربهم، وعيد استلام الراتب نهاية كل شهر، وعيد الزيادة (إذا أقرت)، وأي عيد آخر يجد الناس فيه مبرراً لممارسة الفرح.
![سعود راشد العنزي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/470_1678375944.jpg)
لكن في المقابل من حق الناس أياً كان دينهم وطائفتهم وعاداتهم وتقاليدهم أن يحتفلوا بالعيد الوطني وعيد التحرير وعيد الحب وعيد الوناسة وعيد الفرح وعيد رأس السنة وفي ذكرى ميلاد ذويهم وأقاربهم، وعيد استلام الراتب نهاية كل شهر، وعيد الزيادة (إذا أقرت)، وأي عيد آخر يجد الناس فيه مبرراً لممارسة الفرح. ما شأنكم أنتم إن فرح الآخرون؟ ولماذا هذا الإصرار كله على التدخل في خصوصيات الآخرين، وبأي حق تفعلون ذلك غير سكوت الناس عنكم رغم عدم رضاهم؟لقد قلت أكثر من مرة في مقالات عديدة إن هدفكم ليس هذه الجزئيات الصغيرة، إنه تحويل الكويت إلى دولة دينية تُحكم برؤيتكم وتفسيركم للنصوص الدينية فقط، أما استخدامكم لهذه الجزئيات (منع الاختلاط، تحريم الفرح...إلخ) فلمجرد تدجين الناس وتعويدهم على القبول بترهاتكم وتزمتكم وانتشائكم بالكآبة، حتى إذا ما استمرأوا وسكتوا على هذا كله سيجدون أنفسهم في يوم ما وإذا الكويت محكومة من قبلكم بعد أن تتمكنوا من السيطرة على كل صغيرة وكبيرة في حياتهم. عندها سيكون الفوت قد فات ولن ينفع الصوت. وستدخلونا آنئذ في صراعاتكم كأحزاب دينية لها رؤوس متآلفة وقلوب متخالفة، وسنكون قد أُكلنا عندما سكتنا على سلب حقوقنا.سنحتفل ونحتفل ونفرح في أي فرصة فرح وهذا حقنا كبشر... أما أنتم فأتمنى لكم يوماً حزيناً بناء على رغباتكم.