إن عنوان أي عمل أدبي هو العتبة الأولى الموحية للدخول إليه، لذا فإن عنوان المجموعة القصصية الأولى للكاتبة إستبرق أحمد «عتمة الضوء»، يدلّ وينسجم تماماً مع روح المجموعة، إن من خلال الاستهلال الذي قدمت المؤلفة مجموعتها به، أو من خلال لوحة الغلاف، وليس بين قصص المجموعة قصة تحمل عنوان «عتمة الضوء» بما يجعل العنوان شاملاً المجموعة بأكملها. أكثر من قصة في المجموعة تستظل عتمة المعنى، مُنفتحة على ضوء التفسير بحسب وعي القارئ ونفسيته. القارئ.«عتمة الضوء» المجموعة الأولى والوحيدة للكاتبة الشابة إستبرق أحمد تُعدّ المدخل الأهم لدراسة عالمها الإبداعي على مستوى اللغة والمضمون. تضمّ ثلاث عشرة قصة، كتب معظمها بصيغة ضمير المتكلم مما خلق حميمية لدى القارئ وجعله مشاركاً في فعل القص بصفته المتتبع الوحيد لهذا الفعل. قصص المجموعة ذات لغة ومفردات مباشرة ومكثفة، حيث الجمل القصيرة الموحية والتقطيع والتنقيط. كما يحتلّ الحوار جزءاً أساسياً فيها.يمكن الوقوف عند مجموعة من الخصائص الفنية التي تميّز المجموعة :1 - قصص المجموعة كلّها تقريباً تستند إلى جذر واقعي بدرجة أو بأخرى. 2 - تصرّ المؤلفة على أن إبقاء قصتها مغطاة بالسر حتى الجملة الأخيرة التي غالباً ما تشكّل لحظة الذروة في القصة.3 - يُحسب للمؤلفة المنحى الإنساني الذي قدمت قصصها فيه مظهرة معاناة الوافدين العاملين في الكويت ومتعاطفة مع فئات من المجتمع الكويتي تعيش تحت وطأة وضع اجتماعي قاسٍ لحق بها. إن التعاطف مع النماذج البشرية المهمشة يشكّل سمةً واضحة لروح المجموعة بما يعطيها نفساً إنسانياً خاصاً. يؤكد على تعاطف المؤلفة مع الحالة الإنسانية فضلاً عن جنسها وجنسيتها، وهذا بدوره يترجم أحد أهم الأهداف النبيلة للفن والأدب.4- حظيت الطفولة باهتمام واضح لدى الكاتبة، التي تسجل لها قدرتها على التقاط واستنطاق لحظات خاصة كتلك التي تنشأ بين الأخوين التوأمين أو العلاقة بين الأجنة في رحم الأم.«عتمة الضوء» مجموعة الكاتبة إستبرق أحمد، واحدة من المجاميع الشبابية المبشرة والواعدة، نظراً إلى موهبة صاحبتها وحرصها الجميل على تحميل قصصها مضامين إنسانية، وقدرتها على التقاط قضايا اجتماعية حساسة ومهمة في المجتمع الكويتي. نالت المجموعة جائزة ليلى العثمان للقصة القصيرة للعام 2004. تكريم يضع على كاهل الكاتبة مزيداً من المسؤولية لإثبات موهبتها، وبالتالي تأكيد حضورها الفني على ساحة القصة القصيرة الخليجية والعربية.