Ad

عندما زار سيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، كنيسة القيامة وحان وقت الصلاة، أبى أن يصلي فيها، حتى لا تصبح صلاته ذريعة لدى المسلمين لوضع أيديهم عليها. وعلى العكس من ذلك كان موقف إسرائيل عندما احتلت القدس الشرقية في عام 1967، أزالت القوات الإسرائيلية بعد أربعة أيام من الاحتلال مسجدين في حي المغاربة، ودنّست المقبرة الإسلامية.

هل تعلم؟

أن بطناً من بطون العرب الأوائل (اليبوسيين) هم الذين بنوا القدس، وقد نشأوا في صميم الجزيرة العربية، ونزحوا عنها مع مَن نزحَ من القبائل الكنعانية، واستوطنوا هذه الأماكن منذ أكثر من 3000 عام قبل الميلاد، وقد تعرضت مدينة القدس مثل غيرها من المدن والقرى لغارات وغزو العبرانيين، الذين كانوا كلما احتلوا مدينة أعملوا السيف والنار فيها وسكانها، واستطاع أهلها بعونٍ من فرعون مصر «تحتمس الأول» صد غاراتهم سنة (1550 ق.م).

وعندما وفد سيدنا عمر رضي الله عنه إلى القدس، بعد تحريرها من الرومان وجد منطقة الحرم القدسي في حالة خراب تام وقد تجمعت فيها الأقذار والنفايات، فقام عمر رضي الله عنه والصحابة بتنظيف المكان، وأعاد إقامة المسجد الأقصى في الحرم القدسي عام (17 هـ 736م).

انه عندما التقى عمر رضي الله عنه البطريرك والأساقفة والقسيسين والشمامسة والرهبان أعطاهم وثيقة الأمان أو ما يعرف بـ«العهدة العمرية»، التي أعطاهم فيها أمانا لنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وأنه لا تُسكن كنائسهم ولا تُهدم، ولا يُنتقص منها ولا من غيرها، ولا من صلبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرَهون على دينهم ولا يضار أحد منهم.

وعندما زار عمر بن الخطاب كنيسة القيامة وحان وقت الصلاة، أشار عليه البطريرك صفر ونيوس أن يصلي في داخل الكنيسة، ولكن عمر أبى وصلّى في مكان قريب منها، حتى لا تصبح صلاته ذريعة لدى المسلمين لوضع أيديهم عليها.

وعلى العكس من ذلك كان موقف إسرائيل عندما احتلت القدس الشرقية في عام 1967، فأزالت القوات الإسرائيلية بعد أربعة أيام من الاحتلال مسجدين في حي المغاربة، ودنّسوا المقبرة الإسلامية في عين كارم بنبشها واستخدامها مرحاضا، وأقام اليهود صلواتهم في باحة المسجد الأقصى وبالقرب منه، في استفزاز كامل لمشاعر المسلمين، وقاموا بإحراق المسجد الأقصى، وأطلق متطرف منهم وابلاً من الرصاص على المصلين في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل الفلسطينية، وهم في خشوعهم يؤدون صلاتهم.

وقد تعرضت مدينة القدس، بما فيها من مقدسات مسيحية وإسلامية لأعمال التخريب المتواصل منذ احتلال إسرائيل القدس الشرقية في عام 1967، حيث بدأت أعمال الهدم ونسف الأملاك العربية داخل سور المدينة وخارجه بعد الاحتلال بأربعة أيام فقط وذلك في 1967/6/11، وفي أقل من أسبوع كان قد أزيل من الوجود 25 داراً في حي المغاربة، وأكثر من 200 منزل في المناطق الحرام، وقامت القوات الإسرائيلية بنسف الدور العربية بحجة توسيع وكشف امتداد الحائط الغربي للحرم الشريف (البراق)، وهو ما يسمونه حائط المبكى، فضلا عن قيام الجيش الإسرائيلي بأعمال القتل والاعتقال والتشريد لمئات الأسر.

وكانت الغاية التي تتغياها إسرائيل من كل ذلك هو ما أفصح عنه الكنيست الاسرائيلي في يوم 27 يونيو 1967 عندما أصدر قانوناً يقضي بضم القدس إلى أرض إسرائيل، وتخويل وزير الداخلية صلاحية إعلان التوسيع في الحدود البلدية، وتطبيق السيادة القانونية والإدارية التي يسري مفعولها في إسرائيل على مناطق من القدس المحتلة، وقامت السلطات العسكرية بتنفيذ هذا القانون، وذلك بمصادرة ممتلكات وسجلات بلدية القدس ومجلس أمانة القدس، وسجل المجلس، وألغت جميع القوانين والأنظمة المطبقة على القدس.

واستمرت سلطات الاحتلال في هدم بيوت العرب في القدس وفي تشريد عرب القدس، والإخلاء والطرد بالقوة لأكثر من ستة آلاف فلسطيني لتنفيذ مخططهم اللئيم في هدم المسجد الاقصى الذي تعرض لاحراقه، كما تعرض المصلون في الحرم الابراهيمي لوابل من رصاص باروخ غولد شتاين أحد المتطرفين اليهود، ورائد في الجيش الإسرائيلي، وهو حادث مأساوي راح ضحيته أكثر من 25 شهيداً، برصاصه وبرصاص القوات الإسرائيلية التي تدخلت لحمايته من أيدي الفلسطينيين عقب عمله الإجرامي.