Ad

قالت الكاتبة الصحافية سعاد المعجل إن الصحف المرشحة للاستمرار هي تلك التي سيكون لها تأثير في الساحة السياسية، أما الانتشار بفعل كوبونات السحب والجوائز، فإن الإجابة ستكون في يد الصحف، لكن جزءاً كبيراً منها سيكون بيد القارئ.

أشارت الناشطة السياسية والكاتبة الصحافية سعاد المعجل الى أن تدفق الصحف اليومية سيؤدي الى تأثيرات سلبية وايجابية في مهنية العمل الصحافي، ورأت أن التغيرات التي ستطرأ على الصحافة الكويتية ستكون ضئيلة مادامت ملكية العديد من الصحف مرتبطة بالإدارة، اضافة الى التحفظات المتضمنة لقانون المطبوعات.

وأكدت في حوارها مع «الجريدة» على أنه لن يكون هناك جو من المنافسة الحقيقية بين الصحف الجديدة والقديمة، الا من خلال اشهار الأحزاب السياسية، وفيما يلي تفاصيل الحوار الذي أجرته معها «الجريدة»:

التأثيرات المتوقعة

• ما التأثيرات المتوقعة على مهنية العمل الصحافي في ظل وجود هذا الكم من الصحف اليومية؟

من المؤكد أن تدفق الصحف اليومية سيؤدي إلى تأثيرات مختلفة في حدتها ووجهتها، قد يكون بعضها ايجابيا من حيث تحفيز التنافس المهني بين الصحف، لكن القراءة الأولية في ظل الوضع الراهن لا تبشر بالخير، فالتنافس المنشود الذي كان بالامكان أن يشكل انطلاقة لما قد نعتبره تأثيرا ايجابيا قد اتخذ شكلا مختلفا، «لا علاقة له على الاطلاق بالمهنية»، وبناء على ذلك فإنه من المتوقع أن ترجح كفة التأثيرات السلبية للصحف الجديدة.

• هناك من يراهن على أن التطور الذي سيطرأ على الصحافة الكويتية سيكون ضئيلاً فى ظل ارتباط ملكية الصحف بالإدارة والتحفظات المتضمنة لقانون المطبوعات... فما تعليقكم؟

قد يكون في كلامهم قدر كبير من الصحة، بل انه يثير قضية جوهرية طالما شكلت عائقا نحو تمتع الكويت بصحافة مؤثرة فعليا، فارتباط ادارة الصحيفة بمصالح ملاكها يقنن الموضوعية بشكل كبير، والتي تأتي في سلم المهنية لما يتعلق بالصحافة، حيث استطاعت صحف عالمية مشهورة أن تتجاوزها بنجاح قبل أن تنطلق لتصبح علامات فارقة في عالم الصحافة.

والمشكلة تكمن في انها غير قابلة للتنقيح بفعل تطور المناخ الصحافي، فهي قضية بحاجة الى قرار صلب وجاد يأتي من المالك أولا، فيجب أن يقوم بفسخ عقد الارتباط بين مصالحه والموضوعية والتجرد اللذين يتطلبهما العمل الصحافي.

القدرة على المنافسة

• إلى أى مدى تستطيع الصحف الجديدة منافسة الصحف القديمة بالنظر إلى محدودية الطاقات البشرية الصحافية، والكلفة المالية العالية التى يحتاجها إصدار الصحيفة؟

ان فتح الباب أمام الجميع لاصدار الصحف في الكويت يذكرني بالحق المفترض لكل أميركي في أن يرشح نفسه لرئاسة الولايات المتحدة، فعلى الرغم من أن مثل هذا الترشيح يعتبر حقا مكتسبا لكل أميركي، فإن واقع التنافس وطبيعة التركيبة السياسية والاجتماعية في أميركا يفرضان شروطهما التي تقول بأن المرشح يجب أن يكون متفوقا وبارزا ماليا واجتماعيا، وفي الحالة الكويتية لا يمكن أن يصدر أحد جريدة بناء على رغبة أو قدرة مهنية ما لم يكن قادراً على توفير مبلغ مالي هائل يكون خارج نطاق احتياجاته الحياتية، لذلك سيبقى اصدار الصحف في الكويت رهنا بالقدرة والوفرة المالية، وهذه مشكلة لن يتم تجاوزها الا باقرار الأحزاب السياسية، ومن ثم صدور صحف حزبية أي صحف فكر تضمن للصحف الجديدة مجالاً لمنافسة القديمة.

ارتفاع الأجور

• ما تفسيركم لارتفاع أجور المحررين والصحافيين عامة مع صدور صحف جديده؟ وهل ستقود أوضاع الصحف المالية بعد فترة زمنية إلى تصحيح مستوى تلك الأجور؟

ارتفاع أجور المحررين والصحافيين متوقع عملاً بقاعدة العرض والطلب، لكنها في تصوري مشكلة وقتية سيتم تجاوزها حين يفوق العرضُ الطلب في المستقبل، شأنه شأن أي سوق آخر، لكن ذلك سينعكس أيضا مدة قصيرة على وضع وأداء بعض الصحف التي حتماً ستتضرر بفعل مضاعفة الأجور، خصوصاً أن الارتفاع الراهن لأجور المحررين والصحافيين لا تحكمه الجودة بقدر ما تحركه تضاعف الحاجة، بفعل التمدد الرهيب للساحة الصحافية في الكويت.

في الختام أود أن أشير الى مسألة هامة هنا، وهي عن طبيعة ونوع الصحف المرشحة للاستمرار، وعما اذا كان سيتحكم في ذلك عنصر التأثير في الساحة السياسية، أما الانتشار بفعل كوبونات السحب والجوائز، فإن الاجابة ستكون بالتأكيد في يد الصحف لكن جزءاً كبيرا منها سيكون بيد القارئ.