دخلت زيارة موسى الى بيروت منتدبا من قبل جامعة الدول العربية، لايجاد مخرج للازمة السياسية في لبنان، بندا إضافيا في الصراع السياسي الدائر بين فريقي 14 آذار و 8 آذار. ففي وقت حملت فيه قوى المعارضة على الجامعة العربية، ملوحة باتجاه لبنان إلى الدخول في نفق مظلم، في حال لم تشكَّل حكومة وحدة وطنية، عملت أوساط موالية حزب الله على إجهاض الجهود العربية، استكمالا لمشروعه الانقلابي المبرمج بقرار إيراني-سوري.

Ad

وفي سياق المواقف رأى عضو تكتل الاصلاح والتغيير برئاسة النائب ميشال عون، النائب عباس هاشم ان «الجامعة العربية تعاني شللا حقيقيا في مقاربة كل المشاكل والقضايا العربية المزمنة والحاضرة»، آملاً «ألا تنقل الجامعة صراعاتها الى الساحة الداخلية اللبنانية التي تعكس الاختلال العربي الاقليمي الدولي». وأسف لكلام موسى حول نيته اجراء المزيد من الاتصالات العربية الاقليمية والدولية.

وأشار عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن حب الله الى «ان الحل الوحيد للازمة السياسية في لبنان هو في حكومة وحدة وطنية»، مشيرا الى انه «إما حكومة وحدة وطنية وإما فنحن مقبلون على ما يشبه الأفق المظلم».

كما اسف الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي لتعثر مبادرة الجامعة العربية بفعل «التعنت الواضح للاطراف السياسية اللبنانية، وانعدام الثقة في ما بينها». وتمنى ان يستكمل موسى اتصالاته ومساعيه الداخلية والخارجية، معتبراً أنه «اذا كان لابد من الانطلاق من مكان فليكن توسيع الحكومة الحالية برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة هو نقطة البداية، على ان يواكب ذلك الاتفاق على انتخابات رئاسة الجمهورية، نظرا لما يشكله هذا الاستحقاق من محطة فاصلة نحو الحل المتكامل المنشود في لبنان».

وأشار المكتب التنفيذي «لحركة اليسار الديموقراطي» الى إن المحاولات المتكررة للجامعة العربية لدعم لبنان ومبادراتها تضع الجميع أمام حقيقة ان القوى الداخلية اللبنانية المنضوية تحت صيغة المعارضة تربط أولوياتها بمصلحة النظامين السوري والإيراني على حساب أولوية المصلحة الوطنية، وعلى حساب وانتماء لبنان إلى منظومة أمن الدول العربية».

وشدد أمين سر «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ابراهيم كنعان على انه «لا يمكن للسلطة تحوير المبادرة العربية. ومسألة الحكومة الانتقالية كفيلة بإبعاد أي فراغ سياسي»، لافتا الى ان «الحديث عن ضرورة قيام الحكومة أو عدمها لربطها بمسألة الرئاسة أو غيرها من مسائل أمنية هو تفخيخ وتحوير لجوهر المبادرة».

ولفت عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب أكرم شهيب إلى أن فشل المبادرة العربية لا يعود إلى شروط المعارضة ومنها حكومة الاتحاد الوطني، بل يدخل في اطار استكمال المشروع الانقلابي الكامل الذي يقوده حزب الله في لبنان بقرار ايراني-سوري، مطالباً موسى بنشر محاضر الاتصالات «ليُثبت اننا نريد مشروع الدولة وهم (المعارضة) يريدون الدويلة ويرفضون حل الازمة».

الى ذلك أكد عضو اللقاء الديموقراطي النائب وائل أبو فاعور ان «الانقلاب الذي يسعى حزب الله وحلفاؤه إلى القيام به في لبنان بأمر من النظام السوري أمر مستعصٍ، لأن الشرعية اللبنانية حصينة، ولن تخضع لأي ابتزاز ، مشيرا الى أن الحكومة الثانية ستدفع «8 آذار» إلى الصدام مع المجتمعين العربي والدولي.