Ad

نشأت طرابلس بفضل الفينيقيين كسوق بحري لتصريف المواد الأولية من افريقيا السوداء واستمر دور هذه المدينة في مجال التبادل بين الشمال والجنوب، فامتد اتصالهما باتجاه الجنوب ليغطي مجموعة أقطار «افريقيا».

ويعود تاريخ المدينة الى الفينيقيين الذين أسموها «أويا» وقد قاموا بتأسيسها بمساعدة الايليميين بعد ان فروا من صقلية بعد الاضطرابات الأهلية هناك وقد عرفت المدينة باسم أويات بيلات ماكار (أويات بلدة الإله ملقارت) وقد اكتشف بمدينة طرابلس العديد من القبور الفينيقية والبونيقية كما اكتشف بها مصنع فينيقي لإنتاج الفخار.

وتعود تسمية المدينة إلى انها واحدة من مدن ثلاث بناها الفينيقيون وهي أويات وصبراتة ولبدة «طرابلس» حاليا.

وفي العصر الرومانى اقام الرومان منشآت رومانية لم يتبق منها سوى قوس النصر في البلدة القديمة والمعروف بقوس ماكوس اوريليوس نسبة لذلك الامبراطور الروماني.

وفي عام 645 م فتحها العرب المسلمون وبقيت المدينة تحت الحكم العربي بعد ذلك (ما عدا من 1146-1158م عندما استولى عليها النورمان الصقليون)، واحتلها الاسبان من عام 1510م حتى تم تسليمها إلى فرسان القديس يوحنا من مالطا عام 1531م حتى عام 1551م، حيث استعان الطرابلسيون النازحون في المنطقة الشرقية من المدينة والمعروفة باسم تاجوراء بالعثمانيين للتخلص من الاحتلال المسيحي للمدينة.

ويقف موقع طرابلس الاستراتيجي في مقدمة اسباب احتلالها من قبل اسبانيا حيث الميناء الحصين وثرواتها المتعددة التي رأى الاسبان ضرورة الاستفادة منها في تمويل جيوشهم في مواصلتهم الحرب ضد المسلمين، وكذلك لجعلها قاعدة حربية اسبانية لصد الهجمات المتتالية من الشرق والمتمثلة في الخط المعاكس وهو المد العثماني الذي ظهر كقوة بحرية كبيرة في حوض البحر الأبيض المتوسط بقيادة خير الدين بربروس وخليفته درغوت باشا الذي مثل خطراً حقيقياً على الوجود الاسباني فـي دويلات شمال افريقيا.

وتصدى الشعب الليبي لهذا بشجاعة منقطعة النظير، أما عن سياسة الاسبان داخل القطر الطرابلسي فكانت تتسم بالوحشية والتعصب والظلم، فقد عملوا على طرد جميع الطرابلسيين من المدينة، وجلب أكبر عدد من المسيحيين بدلاً عنهم، ولم يقوموا بأي إصلاح يذكر، فقد أهملوا التجارة والصناعة والزراعة وأثقلوا كاهل المواطنين بالضرائب، مما أدى إلى كساد التجارة وبور الأسواق، وهذا الضغط أدى إلى ظهور المقاومة الوطنية التي اتخذت من منطقة «تاجوراء» مركزاً لها لشن الحملات الحربية ضد الاسبان في الدويلة الليبية وتمكنت من محاصرة الاسبان في طرابلس، إلا أن المحاولة لم يكتب لها النجاح.

ومرت على طرابلس الكثير من الأحداث والمعارك ثم اصبحت تحت الاحتلال الايطالى الذي لقي مقاومة ضارية من قبل الشعب الليبي بقيادة عمر المختار الذي حكم عليه بالاعدام شنقا، واستمرت المقاومة حتى نالت ليبيا استقلالها وأصبحت طرابلس في ما بعد عاصمة للجماهيرية الليبية وتضم المدينة نحو 36 مسجدا و3 حمامات تاريخية ومدرستين ومستشفى يعرف بمستشفى الغربة القديم بشارع سيدى سالم المشاط، كما تضم المدينة عددا من المباني التاريخية منها حوش القرمانلي وعددا من القنصليات التاريخية منها القنصلية الانكليزية والهولندية والفنسية وقنصلية جنوا والعديد من الاسواق القديمة

وبها من المعالم الإسلامية والفنون سواء أكانت المعمارية ام الإسلامية من فن المالوف «فن صوفي الأصل» او فن المعمار الذي ترك الفتح الإسلامي لليبيا أثاره في مدينة طرابلس بمساجدها ومعالمها الإسلامية المختلفة.