درب الخيانة للصحافي علي بلوط: فصول من مكامن نظام صدام صدام... وأولى خطوات السقوط

نشر في 28-09-2007 | 00:00
آخر تحديث 28-09-2007 | 00:00

يورد الكاتب تفاصيل اللقاء الذي جمعه بمدير العمليات الخارجية فاروق حجازي، وحاتم العزاوي الذي يشغل منصباً مهماً في رئاسة الجمهورية، وشخص آخر يدعى «محمد». وتحدث بلوط بإسهاب عن طبيعة الكارثة التي تسبب فيها صدام عبر غزوه الكويت، إذ بدأت تلوح في الأفق ملامح السقوط.

«بدأ العزاوي الكلام، فقال «لقد تلقيت تفاصيل الرسالة الاميركية التي حملتها، وكذلك فإن السيد الرئيس قد اطلع عليها ونحن هنا، مكلفون من قبل سيادة الرئيس بمناقشتها واستيضاح بعض الامور».

هزّ حجازي رأسه دلالة الموافقة، بينما لمحت محمد يخرج دفتره وقلمه ويبدأ بتسجيل الحوار. طلب مني حجازي أن أعيد بالتفصيل مضمون الرسالة الاميركية ففعلت، وأيضاً تفاصيل لقائي بممثل الـ «CIA». أين وكيف، وفي أي ساعة، وماذا قال لك، وماذا قلت له؟ وبعد ان فعلت ذلك، قال حجازي: لقد تأكدنا من هوية بوب بير. لكن حجازي لم يذكر لي مصدر تأكيده، وهل اتصل بمسؤول مكتب الـ «CIA» في بغداد، وهل هذا المسؤول ما زال موجوداً في العاصمة العراقية أم غادرها مع من غادر من اعضاء السفارة؟

ثم سألني حجازي «ما رأيك الشخصي في مضمون الرسالة. أنت تعرف ان السيد الرئيس يحترم آراءك وقد قال في عدة مناسبات انك تعطي الصورة بالأسود والابيض وهو يحب ذلك.

ولأنني كنت أعتقد ان «الفيللا» مملوءة بأحدث أنواع آلات التصوير والتسجيل، وان صدام شخصياً يمكن ان يسمع التسجيل، صوتاً وصورة ربما، وها هو فاروق حجازي يخبرني بأن صدام راض عن الصورة التي أنقلها بالاسود وبالابيض، لذلك قررت ألا أخيب ظنه. فقلت لحجازي «أنت تعرف رأيي في الموضوع يا أبو عمر (فاروق). أنا واثق من انك ما زلت تتذكر مناقشتنا في فندق الرشيد عندما جئت الى بغداد منذ عدة اسابيع، خلال أزمة الحشود العسكرية على حدود الكويت». أذكر انني قلت لك في حينه انكم تسيرون نحو فخ انكليزي الصنع لجركم الى حرب مع الاميركيين والانكليز والعرب لتدمير ما تبقى من القدرة العسكرية العراقية التي نجحتم في انقاذها بعد ان خرجتم من الحرب مع ايران غير مهزومين.

صمتُ قليلاً لأرى تأثير كلامي على الوجوه، ثم تابعت لقد قلت في ذلك الوقت انه من المفيد ان تعرضوا عضلاتكم العسكرية على الكويت، لكن الكارثة تكمن في استخدام هذه العضلات. ان مارغريت تاتشر (رئيسة وزراء بريطانيا انذاك) تنتظر ذلك على أحر من الجمر. كما أذكر ما قلته لي في هذا اللقاء، لا تقلق. لقد وضعنا لكل شيء حسابه الدقيق وهو تحت سيطرتنا الكاملة، والامور تسير حسب الخطة التي رسمت. واليوم اسمحوا لي ان أردد المثل العربي» صديقك من صَدَقَك لا من صدّقك». وأغتنم هذه الفرصة لأقول صراحة أيضاً ان العرض الاميركي الذي جئت به هو عرض مثالي لخروجكم من براثن الكارثة التي وضعتم أنفسكم بها بعد احتلالكم للكويت. هذه الكارثة ستكبر وتكبر ولا أحد يدري سوى الله- عز وجل- الى أين ستصل، وسيكون تأثيرها كارثياً ليس على العراق فحسب، بل على المنطقة والأمة برمتها. وأؤكد لكم ان مارغريت تاتشر ستغضب كثيراً اذا عرفت بالعرض الاميركي.

سأل العزاوي: هذا يعني انك تنصح بخروجنا من الكويت؟

قلت: وبأسرع وقت ممكن. نحن اليوم أمام خيارين: إما ان ننسحب مع تحقيق عدد من الشروط، وليس كلها، وهذا ما يعد به العرض الاميركي، او نضطر في المستقبل الى الانسحاب حسب شروطهم القاسية كلها.

أدركت انني ذهبت في كلامي الى أبعد من المطلوب، فحاولت التخفيف من وطأته، فقلت: هذا ما أراه وأرجو من كل قلبي ان أكون على خطأ كبير.

سألني حاتم العزاوي (ابو طي) هل تعتقد ان العرض الاميركي شريف، وهل تثق بالاميركيين؟

قشرة موز كبيرة وضعها العزاوي أمام قدمي لكنني تلافيتها عندما قلت: أنا لا أثق لا بالاميركيين ولا بالانكليز ولا حتى ببعض الأنظمة العربية. لكن ما أقوله: هو ما الضرر في فتح حوار مع الاميركيين لمعرفة ما اذا كانوا صادقين ام لا. حوار تحت الطاولة لا فوقها وبذلك لا تضيع الفرصة، عندها تستطيعون ان تحكموا بأنفسكم على الوضع. أما في ما يتعلق بالكويت فأقول قولاً نابعاً من العقل والضمير. كيف باستطاعة اخوانكم وأصدقائكم من اللبنانيين وغيرهم، وأنا منهم، ان يبرروا هذا الاحتلال، وبالتالي أن يعارضوا احتلال حافظ الأسد للبنان. لماذا لا تفعلون كما فعل حافظ الأسد. استخدم قدرته الامنية لتفكيك لبنان ثم غزا لبنان بعد ان طلب اللبنانيون منه ذلك.

كانت كلماتي الاخيرة قوية، مليئة بالحماس الصادق لكني حرصت على قولها بصوت منخفض بينما كنت أدير وجهي يمنة ويسرى لأرى تأثيرها على الوجوه. ابتسامة عزيز غابت عن وجهه الذي غزاه بعض الاصفرار، ربما خوفاً عليّ أو مني. لا أدري. لكنه طوال الحديث كان يلعب دور المستمع من دون تعليق. وجه العزاوي بقي جامداً، قاسياً رغم ملامحه الطفولية، مما دفعني الى المضي في تكملة المشوار، فقلت: انهم يستعدون لطحن عظامنا. احتلال الكويت هو قشرة موز تزحلقنا عليها و... قاطعني فاروق حجازي بعد ان نفذ صبره من سماعه كلام الانتقاد القاسي، لخطة وضعها رئيسه وزعيمه صدام حسين. قال: موضوع الكويت انتهى. ثم استخدم عبارة عرفت في ما بعد ان صدام قالها أمام مجموعة من كبار الضباط وأعضاء القيادة القطرية لحزب البعث: الكويت قطعة حلوى. أكلناها (ثم وضع يده على بطنه) وهضمناها. الآن علينا ان نتحدث في موضوع واحد: كيف يمكننا إقناع الاميركيين بذلك؟ نحن لسنا ضد المصالح الاميركية لا هنا في العراق ولا في أي مكان آخر. نحن الآن اقوياء، وإذا كان الاميركيون أذكياء فإنهم يستغلون قوتنا هذه لزيادة مصالحهم وحمايتها هنا وفي الخليج وفي كل المنطقة العربية.

وعلى الرغم من ان كلام حجازي يعني ان اقفل فمي في ما يتعلق بموضوع الكويت، إلا انني لم أستطع ان أردع نفسي من إطلاق «الرصاصة» الاخيرة. قلت لفاروق الجملة نفسها التي قلتها لصدام بعد سنتين: أخي ابو عمر، صحيح ان الكويت قطعة حلوى قدمت اليكم على طبق من ذهب... لكنها مملوءة بالسموم. أكلتموها لكن لن تستطيعوا هضمها. ألفظوها الآن قبل ان تقتل الجسم كله.

صمت مطبق ساد القاعة. اعترف بأنني أصبت برعشة خوف. لقد تعديت كل الخطوط والحدود في رسم الصورة بالاسود أكثر منها بالابيض. قطع طارق عزيز الصمت بقوله: متى ستعود الى باريس؟ قلت: غداً اذا استطعت. قال فاروق: طبعاً ستلتقي بصديقك بوب. كلمة «صديقك» استفزتني كثيراً لانها قيلت بلهجة خبث، ورفعت صوتي لأول مرة خلال اللقاء وقلت صارخاً: هناك فارق كبير بين الصداقة وبين القيام بمهمة. انت خير من يعرف يا أبو عمر، انني لا أعمل للاميركيين ولا لجهازكم ولا لأي فريق آخر ولا أقدم تقارير لأحد.

لاحظ العزاوي انزعاجي فحاول تطييب خاطري، فقال: لا سمح الله يا أبو حسين.

تدخل طارق عزيز لتهدئة الجو، فقال: تستطيع ان تقول لـبوب ان عرضهم ما زال قيد الدرس، وبذلك تبقي على جسورك معهم.

قلت وأنا أختم الجلسة: هذا بالضبط ما سأفعله.

عدت الى الفندق حيث وجدت رسالة من وزير الاعلام آنذاك لطيف نصيف جاسم، وهو صديق قديم، حدد لي موعداً لمقابلته في الساعة السابعة من مساء هذا اليوم. ولطيف مقرب جداً من صدام، مما شجعني على تلبية الموعد لأعرف ما اذا كان موضوع العرض الاميركي قد اصبح مشاعاً للحلقة الضيقة لصدام. لكن ابو انمار (لطيف) ألقى عليّ محاضرة طوال 20 دقيقة عنوانها ان الاميركيين لن يجرؤا على القيام بأي عمل عسكري ضد العراق. وختم محاضرته بقوله: أتمنى ان يهاجمنا الاميركيون لأننا سنهزمهم وننهي أسطورتهم كقوة عظمى في العالم.

لم أستطع منع نفسي من التصدي لهذا اللاوعي الذي يأتي من وزير إعلام مفروض به ان يستخدم المنطق والعقل، فقلت له: أخي ابو انمار. سأروي لك قصة صغيرة. أنا من قرية صغيرة من جنوب لبنان تعداد سكانها 500 شخص. لي الحق في ان أفقد عقلي وأعلن الحرب على مدينة صيدا التي يبلغ تعداد سكانها مئة ألف، لكن ليس لي الحق ان أعتبر انني سأنتصر. وإذا فعلت يجب ان يأخذوني الى أول مستشفى.

تصافحنا ببرودة. كانت هذه آخر مرة يقابلني بها لطيف، على الرغم من محاولاتي في ما بعد للاجتماع به، وخسرت صداقة عمرها اكثر من عشرين سنة.

عندما تركت وزارة الاعلام، انتابني شعور هو خليط من المرارة والغضب والقهر والحزن. وخلال الدقائق الثلاث، وهي مدة المسافة التي قطعتها سيارتي من باب الوزارة الى باب الفندق، أصبت بنوع من العمى الجنوني. كنت أتطلع من النافذة نحو الابنية الشاهقة فأراها دماراً. والناس الذين يسيرون في الشارع قتلى. وغلبت عليّ الرغبة في البكاء، لكنني قاومت. وقلت في نفسي: انك يا رجل في المرحلة الاولى للاصابة بالانهيار العصبي.

لم يكن هذا الإحساس غريباً. فأنا وقعت في غرام بغداد والعراقيين في عام 1960 عندما زرتها للمرة الاولى لإجراء حديث مع عبد الكريم قاسم في وزارة الدفاع. كانت بغداد العاصمة متخلفة. عبارة عن قرية كبيرة، لا أثر للمدينة الحديثة ولا لحضارة البنيان. ورغم ذلك أحببتها. ثم جاء حكم صدام فتسابق مع الزمن في تحويل هذه القرية الى عاصمة حديثة في كل شيء. فازددت تعلقاً بها. وخلال زياراتي المتكررة كنت أنظر اليها بشغف وحنان من ينظر الى أحد أبنائه الصغار وهو يراقبه ينمو من طفل صغير يحبو، الى ان أصبح شاباً مفتول العضلات، منفتحاً الى كل ما ستقدمه له الحياة من خير وبركة. وها أنا اليوم، في عمق تفكيري السوداوي، أراها مدمرة لا أثر فيها للحياة. ان صدام هو قاتل «ابني» عن سابق تصور وتصميم. وتحول صدام في تلك اللحظة السوداء من التفكير الخيالي من صورة البطل التي رسمتها له الى صورة المجرم الذي يأكل ما صنعت يداه. تماماً كأجدادنا في الجاهلية عندما كانوا يصنعون آلهتهم من تمر ويأكلونها عندما يجوعون. صدام كان يحلم ببناء عاصمة يفاخر بها الدنيا. وقد تحقق حلمه، وها هو اليوم، بغزوه للكويت يدّق اول مسمار في نعش هذا الحلم الجميل.

عندما وصلت الى فندق الرشيد، كانت بانتظاري رسالة تبلغني بأن فاروق حجازي سيمر في التاسعة والنصف مساء. لم أكن على استعداد نفسياً لاستقباله أو رؤية أي شخص آخر. كنت أرغب في ان أدفن نفسي مع احزاني السوداء في غرفتي الى الصباح حيث قررت المغادرة. كنت أحاول الهروب من تلك المدينة التي حوّلها خيالي الحزين المتعب الى مقبرة واسعة. لكن فاروق حجازي سلبني هذه الرغبة عندما اتصل بي من باحة الفندق يبلغني انه في انتظاري لتناول العشاء معاً خارج الفندق.

في داخل سيارته الـ «تويوتا» التي كان يقودها بنفسه، لم أتمالك من إبداء شعوري: أنا حزين حتى الموت يا ابو عمر. حزين الى درجة انني أتمنى الموت في هذه اللحظة. ومن دون ان يبدي أي تعاطف مع شعوري الانساني، قال: سنتحدث مطولاً في المطعم. استغرقت المسافة بين الفندق وبين المطعم في حي الكرادة نحو 20 دقيقة كان صمت القبور يلفّنا. لم ألفظ أي كلمة وكان هو مشغول بقيادة سيارته بشكل عصبي. ربما لا يريد التحدث في السيارة. ربما لانه يشك في ان تكون سيارته «ملغومة» بجهاز لاقط للصوت. لقد عرفت عن كثب كبار ضباط المخابرات، من القمة الى القاعدة. كلهم مهووسون بالشك وبالتشكيك حتى الى أقرب المقربين اليهم. ألا يقال عن الجاسوسية انها مهنة الشك؟! لكن الذين عرفتهم من ضباط هذا الجهاز فاقت شكوكهم حد التصور. تحولوا الى مرضى نفسانيين. كانوا يشكون في بعضهم البعض اكثر من الشك المشروع بالاصدقاء او حتى بالغرباء.

في المطعم، كانت الطاولة جاهزة في ركن مظلم، تفصلها عن أول طاولة للزبائن العاديين اربع طاولات. والاضاءة كانت خافتة جداً، يسيطر عليها اللون الاسود الداكن حيث تسمح لنا رؤية ملامح الآخرين من دون ان يرونا. أمسك فاروق الزجاجة الجاهزة وملأ ثلاثة أرباع كأسي.

وضعت كأسي المليء أمامه وتوليت بنفسي صب الكمية المعتادة. وبعدها قال حجازي: يبدو انك تعب جداً. قلت: حزين جداً حتى العظم. قال: أنا أفهم خوفك وقلقك المشروعين. لكن الكويتيين لم يتركوا لنا خياراً آخر. سأقول لك سراً بعد ان تعطيني وعداً بألا تكرره على مسامع أحد. قلت: أنت تعرفني يا ابو عمر. قال: قبل بدء تنفيذ الغزو سأل الرئيس كتابياً جهازنا عن تقديرنا للموقف في حال حصول الغزو. وضعنا هذا التقدير في مذكرة رفعناها اليه. خلاصة هذه المذكرة ان الغزو لن يكون الفعل الصحيح، وهناك خيارات اخرى غير الغزو. عددنا في مذكرتنا هذه الخيارات. قرأ الرئيس المذكرة وكتب على هامشها كلمة «جيد» ثم أعادها الينا. كنا في الجهاز سعداء جداً لقراءة ملاحظة الرئيس واعتبرنا ان حشد جيشنا على الحدود لن يتعدى الاستعراض للضغط على الكويتيين لتلبية مطالبنا. صحيح اننا وضعنا خطط الغزو، لكنها كانت للطوارئ. كذلك وضعنا خطط غزو السعودية وسورية والاردن وحتى تركيا. كلها خطط للطوارئ، وأي جيش في العالم يضع مثل هذه الخطط في أيام السلم. وفوجئنا بأن الرئيس أمر بتنفيذ خطة غزو الكويت بعد 48 ساعة من تسلمه دراستنا الميدانية التي ذكرتها لك.

كادت عيناي تقفزان من مكانهما دهشة واستغراباً. لم أصدّق ما سمعته أذناي. قلت: 48 ساعة فقط؟ إذا الرئيس لم يستشر الجيش ولا المخابرات ولا القيادة القطرية؟ هل اتخذ قراراً فردياً؟ (في ما بعد، أكد لي طارق عزيز ما قاله حجازي مضيفاً انه شخصياً لم يكن موجوداً عندما أصدر صدام قرار البدء بالغزو).

حجازي كان يتحدث معي همساً. لكن في تلك اللحظة ازدادت نبرات صوته انخفاضاً، وانحنى نحوي حتى كادت شفتاه تلامسان أذني، وقال: بعد عودة عزت الدوري من اجتماع جدة في السعودية، قدم للرئيس تقريراً سلبياً جداً عن نتائج الاجتماع. عندما سمع صدام وصف عزت لما قاله ولي عهد الكويت الشيخ سعد العبدالله الصباح، وكيف تعامل معه بتكبر، والكلمات المهينة التي استخدمها، وضع صدام على الطاولة اقتراح الغزو الفوري واحتلال الكويت. الحاضرون كانوا أربعة: الرئيس وعزت الدوري وحسين كامل وعلي حسن المجيد. صفق حسين كامل للاقتراح كطفل صغير قدمت له هدية واقترح ان يؤخذ قرار البدء بالعمليات العسكرية فوراً. وسأل صدام الآخرين رأيهم وعندما حصل على الموافقة قال: على بركة الله. ثم أعطى إشارة هاتفية ببدء العمليات العسكرية.

إذا هكذا اتخذ قرار الغزو. قلت والدهشة تملأ فمي وعيني وكل حواسي: يا لها من كارثة... كارثة كبرى».

back to top