Ad

حالفني الحظ أخيراً لمقابلة شخصيتين مميزتين أرى لهما مستقبلا باهرا في الكويت. كلتاهما من البساطة والتواضع والطموح، بحيث لم تصل نجاحاتهما بهما إلى الغرور أو التفاخر السقيم، كما اعتدنا من بعض النساء العاملات.

بمناسبة رمضان الكريم وحفاظا على صحة القراء الكرام، سنحاول الابتعاد عن السلبية و«التحلطم» والتركيز على الإيجابي والجميل في وطننا العربي. فالاعتراف والتقدير لما هو إيجابي سيساهم بالتأكيد في انتشاره إلى أن يطغى على الظلام والتخلف. هذه بعض النجوم التي التقطتها من سماء الوطن العربي:

1 - من المبادرات الحكومية الحضارية النادرة في وطننا العربي هو برنامج التمكين السياسي للمرأة في البحرين، فقد دعم هذا البرنامج تدريب المهتمات بالعمل السياسي على مهارات العمل السياسي كافة، من إعداد البرنامج الانتخابي إلى تخطيط الحملة الانتخابية، بما في ذلك مهارات العرض والخطابة والاقناع. كما تضمن البرنامج لقاءات ومحاضرات مع رائدات العمل السياسي في الوطن العربي باختلاف خلفياتهن ومذاهبهن السياسية. الجميل أن المشاركة في البرنامج كانت مفتوحة لكل من لها اهتمام، بغض النظر عن خلفيتها أو تاريخها السياسي. في الواقع أغلب المشاركات في البرنامج كن من جماعات «المعارضة» التقليدية في البحرين.

2 - حالفني الحظ اخيراً لمقابلة شخصيتين مميزتين أرى لهما مستقبلا باهرا في الكويت. النجمة الأولى هي مروة أبل - مركز الصقر للتدريب في غرفة التجارة، والنجمة الثانية المهندسة جنان بوشهري - البلدية. هاتان السيدتان هما مثال الأمل في الجيل الجديد. فكلاهما يعملان في بيئة صعبة وفي ظروف غير بسيطة إلا أنهما استطاعتا إنجاز الكثير رغم التحديات. والجميل أن كلتيهما من البساطة والتواضع والطموح بحيث لم تصل نجاحاتهما بهما إلى الغرور أو التفاخر السقيم، كما اعتدنا من بعض النساء العاملات. بل يستمران بعملهما بكل هدوء وجدية وبخطى حثيثة لتحقيق أحلامهما. بعد مقابلتهما أنا أقل قلقا على مستقبل هذه البلاد.

3 - تحية لأسرة «طاش 15» لقدرتهم المستمرة على الإبداع والابتكار دون تكرار أو انخفاض في جودة المنتج. وتحية أكبر للشعب السعودي لتقبله لهذا الشكل من النقد الصارخ لعمق المجتمع دون محاولات مستميتة للدفاع والمنع والحجب. فجميل أن نرى شعوبا قد وصلت من الوعي الى أن تؤمن بأن أفضل طريق للتطور هو مواجهة معوقات التطور والاعتراف بها ودراستها علنياً وموضوعياً.

4 - رغم الفشل الذريع في التخطيط والاعداد لاحتياجات الدولة من الكهرياء والماء، فإن الدولة قد نجحت في حمايتنا من عواقب هذا الفشل في حملة «ترشيد». وللحق... فإن هذه هي المرة الأولى التي تنجح فيها الدولة في الاستفادة إيجابا من وسائل الإعلام، وأن تثبت مرونة وابتكارا في استخدام قنواته لاستهداف فئات المجتمع المختلفة. نأمل أن نرى تطبيقا مشابها في التخطيط الايجابي بدلا من ردات الفعل المتأخرة.

5 - «فاروق» من الأعمال الفنية المتميزة لهذا الموسم والتي تغطي فترة نعرف عن تفاصيلها القليل رغم أثرها العارم على تاريخ مصر والوطن العربي. ورغم بعض التحيز في بعض جوانب العرض، فإنه في مجمله يحاول إعطاء صورة عامة متوازنة مع بعض التفاصيل الدقيقة التي لنا فيها دروس عظيمة. من المشاهد التي أعجبتني حوار بين أعضاء الوفد بشأن الصيام القبطي والاسلامي يأتي بكل عفوية وبساطة بدون التشنج الذي اعتدنا عليه في عصرنا هذا.

6 - دعاية أثير العراق (زين) من أجمل الأعمال التجارية فنيا ومحتوى. فمن المنعش أن نجد من الأعمال الربحية ما يدعم ويخدم المفهوم القومي والوطني دون رسالة تجارية مباشرة، كما اعتادت الأعمال في الكويت في رسائلها التسويقية. إن اتخاذ منحى أوسع وأشمل يأتي بفوائد أكبر على المدى البعيد. إعلان أثير خير مثال على ذلك.