Ad

انتماؤنا الاجتماعي إلى القبيلة لا يعني اتباع توجهها السياسي، ولا يعني نصرتها ظالمة أو مظلومة، حتى لو كان في ذلك مخالفة للقانون ومعارضة للمصلحة العامة للدولة، ولم نكتب ما كتبنا كراهية بالقبيلة بل كتبناه حبا في الوطن.

في المسرحية الكوميدية «عزل السوق» تقف الفنانة مريم الغضبان في طابور الخباز خلف رجل فلسطيني ضخم الجثة، تمل من الانتظار تثور على الرجل من دون سبب وتدفعه بعصبية قائلة له: «هيه أنت «اشمتنك» ماني قادره أشوف منك شي» نظر إليها الرجل مستغربا ففوجئ بأنها «أمتن» وأضخم منه عدة مرات فقال لها ببرود «شوفي حالك ولا شوفي حالك»!

الكاتب مفرج سالم الدوسري له عمود اسمه «العقد الفريد» -ما شاء الله- قمة التواضع!

هذا الكاتب «المحترم» شن هجوما لاذعا في مقاله الأخير، على مالك جريدة «الجريدة» وعلى كتاب المقالات فيها، وعلى وجه الخصوص من هم من أبناء القبائل، هكذا بلا مناسبة ومن دون أن يدوس له أحد على طرف، فلم يأت أحد بسيرته بخير أو بشر ولا أحد يريد ذلك، فالأخ «سالم» هو آخر من يخطر على بالنا، حين نبحث عن فكرة لمقال أو نخط سطراً!

يصفنا الكاتب الذي كان قمة في الأدب والذوق بأننا «مرتزقة» و«صبية» و«حباري» وقد تحولنا إلى «مسوخ وأذلاء» و«غيرنا جلدنا»، وكل ذلك من أجل إرضاء «معازيبنا» وأن نصبح يوما من «عيال بطنها»، وقد نصحنا الأستاذ بإخلاص في نهاية مقاله بأن نتبرأ من القبيلة، فهذا خير لنا وأشرف!

شكراً على النصيحة التي لا تساوي «فلسين»، وأنصحك بأن تجمع كل نصائحك «القيمة» في مجلد ضخم وتبيعه بربع دينار، لعل أحداً يشتريه ويستفيد من خلاصة فكرك النير وتجاربك في الحياة، ويروح «وطي» بعدها!

أولاً يا أستاذ يا «محترم»، اتهامك لـ«معزبنا»- كما تسميه- بشراء الأصوات ادعاء باطل ومن دون دليل كباقي ادعاءاتكم، ولو كنت تملك دليلاً واحداً ما ظننتك ستكتب مقالا بجريدتك بل ستذهب لتقدمه إلى وزارة الداخلية فوراً، ولتقيموا بعد ذلك حفلاً كبيراً يليق بهذه المناسبة التي طال انتظاركم لها، لأنك وباقي «الجوقة» توشكون أن تموتوا غيظا من هذا الرجل، فأنتم لا تملكون أمام سيرته الناصعة التي يعرفها الجميع، سوى الكلام والادعاء الفارغ من أي إثبات، ومنذ سنوات، ولا أظنكم ستجدون شيئاً، ولو أعطاكم الله عمر النبي نوح!

أما كتّاب «الجريدة» من أبناء القبائل الذين تظنهم «حباري وصبية ومسوخا»، فهم الذين يرون مصلحة الوطن تأتي أولا ومصلحة القبيلة ثانياً، وهم الذين لم يجاملوا في رأيهم أقرب الناس لهم من إخوة وأبناء عمومة حين رأوهم على خطأ، ويا أستاذ نحن حين نجرم الفرعيات القبيلة وننهى عنها، لا يعني ذلك أننا نتبرأ من أصولنا ونريد أن نكون من «عيال بطنها»، فانتماؤنا الاجتماعي إلى القبيلة لا يعني اتباع توجهها السياسي - إن وجد- ولا يعني نصرتها ظالمة أو مظلومة، حتى لو كان في ذلك مخالفة للقانون ومعارضة للمصلحة العامة للدولة، لم نكتب ما كتبنا كراهية بالقبيلة بل كتبناه حبا في الوطن، ولم نكتبه إرضاء للـ«معزب» الذي لم يتدخل يوما بحرف مما نكتب ولم يوص أحداً أن يكتب جملة في مدحه، لأنه كبير والكبير يعرف قدره، ويعرف قدره الكبار، ولعل ذلك هو ما جعلك تسيء فهمه!

وأما وصفك لنا «بالمرتزقة» فيا حبيبي ويا قرة عيني، حتى الأطفال في الكويت يعرفون في أي «صحيفة» يكتب المرتزقة، وقبل أن تتهم الآخرين بالارتزاق عليك أن ترى موقعك من الإعراب، وتتذكر ماذا قال الفلسطيني بالمسرحية للمرحومة مريم الغضبان «شوفي حالك ولا شوفي حالك»!