صفوت: تعدد الأصوات سبيل إلى تطور الحضارة الإسلامية ناقش علاقة النص بالصورة في محاضرة دار الآثار
ألقى الدكتور نبيل صفوت محاضرة بالإنكليزية ضمن الموسم الثقافي لدار الآثار الإسلامية تحت عنوان «الصورة مرآة البصيرة... تفسيرات بصرية في الصور العربية»، قدم المحاضرة وأدار حولها النقاش أحمد خاجة عضو اللجنة التأسيسية لأصدقاء «الدار».
استهل د. صفوت حديثه شارحا صلة الفنان العربي بمحيطه في زمانه، وأنه لا يختلف كثيرا عن اي من أفراد مجتمعه، فبينما كان يحيا حياته الخاصة، كان يمثل أيضا خصائص الحضارة التي ينتمي اليها.كما قال المحاضر: عندما ندرس الفن الإسلامي، يجدر بنا أن نحيط بقواعده الأخلاقية والاجتماعية، دون أن نملي عليه ضرورات تاريخية اخرى.واضاف أن الحضارة الإسلامية تميزت بأسلوب يستوعب تعدد الحضارات والديانات، مما ساعد على تطورها وتنظيمها وساهم في إبداعاتها، لقد عملت بعض الأحداث التاريخية، كالغزو المغولي، على تدمير وثائق ذات قيمة عالية، مما ساهم في مضاعفة الصعاب التي تصاحب عملية تاريخ وتفسير الإبداع.وعن علاقة النص بالصورة في ابداعات ذاك الزمان أوضح المحاضر أن من المشاكل التي شغلت عقول الكثيرين من مؤرخي الفن، العلاقة بين النص والصور الإيضاحية، اللذين لا ينبغي الفصل بينهما.وقال إن هناك سؤالا طالما طرح عما اذا كان المصور المسلم يهدف الى التعليق على النص تفسيرا له، أو أنه كان يسعى الى أن يكون أكثر شاعرية، وذلك باختياره صورا تعبر عن حكم وعبر. في كثير من التصاوير العربية هناك علاقة قوية بين اللغة والمعنى، والصورة والتجربة. وبدون فهم شامل للتقاليد والعادات والمؤسسات الاجتماعية التي تنتظم في ثقافة ما لا يمكن تبين العلاقة الصحيحة بين النص وما يصحبه من صور توضحه، ولا يكفي دراسة اي منهما على حدة باعتباره بديلا للآخر.وحدد د. صفوت موضوع حديثه في انه يناقش بعض المشكلات الرئيسية المتعلقة بالتصوير العربي كالسؤال عن اذا ما كان التصوير جاء نتيجة الملاحظة والصور المتصلة بالموضوع في الطبيعة، أم أنه جاء نقلا مباشرا من الطبيعة؟ وما التأثيرات التي حملها المصور العربي من ثقافته وحضارته التي ينتمي اليها والتي صارت في ما بعد أدواته في التعبير والتواصل. واخيرا، ما الحلول التي توصل اليها من خلال معالجته للوسط الذي اختاره للتعبير الفني؟ومع استعراض بعض الصور طرح المحاضر تساؤلا عما اذا كان المقصود بها أن تضيف شيئا الى المعنى الحرفي للنص أو أنها تكملة فحسب، ولا تخضع لشيء سوى التميز الذي يتمتع به الفنان.وفي مجال المقارنة بين المعالجة الغربية للصور والمعالجة العربية أوضح أن الغرب ظل لزمن طويل خاضعا لتلك الفترة الزاهية من التاريخ الغربي، وهي عصر النهضة الذي ساد فيه اسلوب ليونارد والذي كان حريصا على تصوير دقة الحركة أكثر من دقة ملاحظة الناحية الشخصية.واضاف د. صفوت في نهاية محاضرته ملخصا هدف حديثه وهو عرض لمرحلة من التصوير التي سبقت اكتشاف المنظور، وكيف وجدت حلولا أخرى لهذه المشكلة.بعد انتهاء المحاضرة فتح باب التساؤلات والتعليقات التي طرحت معالم الرؤية الشرقية في عرض الصور واللوحات واهمية الحوار الحضاري حولها.والمعروف أن د. صفوت كاتب وإذاعي ومحاضر معروف في مجال تاريخ الفن الإسلامي. من مؤلفاته «فن القلم» و«انسجام الحروف» و«الصفحات الذهبية» يعكف حاليا على إنجاز عملين أحدهما يتناول الرسم العربي والآخر له علاقة بالمخطوطات القرآنية في مكتبة بودليان - جامعة اكسفورد.درس د. صفوت الفنون الجميلة وتاريخ الفن في الولايات المتحدة، نال درجة الدكتوراه في تاريخ الفن الإسلامي من كلية الدراسات الإفريقية والشرقية بجامعة لندن.