العراقيون يستذكرون بمرارة مآسي انتفاضة 1991

نشر في 23-08-2007 | 00:00
آخر تحديث 23-08-2007 | 00:00
No Image Caption
على الرغم من مرور أكثر من 16 عاما، يستذكر العراقيون الشيعة بمرارة العمليات العسكرية التي قمعت انتفاضتهم في مارس 1991 وادت الى مقتل قرابة مئة الف شخص، وذلك مع بدء محاكمة 15 من رجال النظام السابق أول من أمس.

وهاجم كثير من الشيعة وهم يستذكرون احداث الانتفاضة الولايات المتحدة الاميركية واتهمونها بالوقوف مع نظام صدام حسين في قمع انتفاضتهم وقتل الاف من ابنائهم.

وقال سعد علي (52 عاما)، وهو موظف من اهالي البصرة (550 كم جنوب بغداد) شارك في انتفاضة 1991، «اسخر من مناداة الاميركيين والبريطانيين للحرية والديمقراطية لانهم ساعدوا صدام على قتل الشعب العراقي وكبح الانتفاضة». واضاف ان «الشعب وحتى عدد كبير من عناصر الجيش تضامنوا ضد الديكتاتور صدام واستطاعوا اقتحام دوائره الامنية في البصرة».

ووجهت الى الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش (الاب) اتهامات بخيانة الشيعة العراقيين لعدم اطاحته الكاملة بنظام صدام حسين عقب الهزيمة التي الحقها به الجيش الاميركي بعد تحرير الكويت.

وانطلقت جلسات محاكمة 15 من مساعدي صدام حسين بقضية الانتفاضة الشيعية والتي تسمى ايضا «الانتفاضة الشعبانية»، وبين ابرز المتهمين ابن عم صدام، علي حسن المجيد المعروف بــ»علي الكيماوي» والذي صدر بحقه حكم بالاعدام بعد ادانته في قضية الانفال التي قتل فيها الاف الاكراد في حلبجة (شمال).

ويقول المدعي العام ان حصيلة ضحايا قمع الانتفاضة بلغت نحو مئة الف من الشيعة في مدن جنوب العراق.

وتقول امنة محسن (57 عاما)، التي فقدت ابنها مهند (22 عاما) في الانتفاضة، ان «الجميع خرجوا الى الشوارع ومهند طلب ان يلتحق باصدقائه ورغم رفضي وخوفي عليه اصر قائلا « سنسقط صدام حسين». واضافت «لم يعد بعدها ولم نسمع عنه اي خبر منذ ذلك اليوم». وتابعت بحسرة «حياتنا من سيء الى اسوأ في زمن صدام وحتى يومنا هذا فلم يتحقق ما كنا نحلم به».

وكانت الشرطة اعلنت الاحد العثور على مقبرة جماعية في حي الحيانية في البصرة ثاني اكبر مصدن العراق، تضم رفات حوالي 15 شخصا ممن قضوا ابان انتفاضة الشيعة في مارس 1991.

وقال المقدم كريم رحيمة من الشرطة ان «المقبرة اكتشفت خلال حفريات لاعمال تعمير وتضم رفات حوالي 15 جثة من اهالي مدينة البصرة، عثر على وثائقهم الخاصة ومبالغ مالية بسيطة، قضوا خلال الانتفاضة الشعبانية».

وقد تم اعدام صدام في الثلاثين من كانون ديسمبر لجرائم ضد الانسانية.

وفي محافظة النجف (جنوب بغداد)، حيث يوجد احد المواقع الرئيسية للانتفاضة، وصف ياسين عباس محمد (40 عاما) مشاعره يوم الانتفاضة قائلا «شعرنا بحرية حقيقية وكاننا تخلصنا من ظلم الطاغية». وتابع «لكن فرحتنا لم تدم طويلا فقد هاجمتنا قوات النظام السابق وسقط عدد كبير من الجرحى، مما دفعنا الى تنظيم مستشفى ميداني وسط النجف واشترك اطباء ومساعدون لهم في علاج الجرحى».

وقال حسن عبد الكاظم (45 عاما) احد الذين شاركوا في الانتفاضة، «لقد كنا في صحن مرقد الامام علي ابن ابي طالب عندما هاجمتنا قوات الامن والجيش وقاموا بعزل النساء عن الرجال وضربوا بعضنا للوصول الى معلومات عن المتظاهرين».

وكانت «الانتفاضة الشيعية» في جنوب العراق تلت هزيمة الجيش العراقي امام قوات التحالف التي شنت في يناير 1991 حربا بعد اشهر من غزو نظام صدام حسين للكويت. وسيطر الشيعة حينذاك على معظم مناطق الجنوب العراقي.

ومنذ سقوط النظام في 2003، عثر خبراء دوليون وعراقيون على عشرات المقابر الجماعية من ضحايا الانتفاضة ومن المتوقع ان تقدم تقاريرهم كأدلة الى المحكمة.

(البصرة ــ أ ف ب)

back to top