سليمان العسكري:العربي زاد كل مثقف عربي الإنتاج الثقافي الكويتي المميز لا يتطور إلا من خلال زيادة الحريات

نشر في 19-10-2007 | 00:00
آخر تحديث 19-10-2007 | 00:00

رئيس تحرير مجلة العربي الدكتور سليمان العسكري يؤكد أن هناك عدة عوامل ساهمت في جعل الكويت السباقة في إصدار ورعاية المجلات والدوريات الثقافية في منطقة الخليج.

قال رئيس تحرير مجلة العربي الدكتور سليمان العسكري إن تميز الإصدارات الكويتية جاء بفضل الكفاءات الثقافية والعلمية التي تديرها، وعدّد للعوامل والاسباب التي جعلت من الكويت الدولة ذات الريادة والسبق في اصدار ورعاية المجلات الدورية الثقافية. وفي ما يلي التفاصيل:

• لماذا نجحت «العربي» ودخلت كل قلب عربي قبل بيته؟

- دعني أبدأ جوابي عن سؤالك بسرد حادثة لي مع بائع صحف ومجلات على رصيف أحد المباني في شارع النيل في مدينة أسوان المصرية قبل ثلاث سنوات تقريبا، كنت مع الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، توقفنا أمام الصحف المعروضة على الأرض، وسألنا البائع الشاب عن مجلة العربي العدد الجديد، وكنا في الثامن من الشهر، فأخبرنا بنفادها! سأله الأبنودي عن الكمية التي نفدت ولماذا لا يطلب مزيدا من النسخ؟ وقبل أن يجيب الشاب خرج علينا والده معتمرا العمامة الصعيدية والجلابية من خلف جدار في الممر ليبادرنا بالقول بعد أن تعرف على الشاعر الأبنودي: أرجوك يا أستاذ عبدالرحمن تتوسط لنا عند شركة الأهرام للتوزيع لزيادة الكمية، لأن عليها طلبا كبيرا، قاطعته متسائلا لماذا هذا الطلب الكبير على العربي؟ فكان رده سريعا لأنها مجلة محترمة، ندخلها بيوتنا لنسائنا وأولادنا من دون خوف من مادة سيئة أو معلومة غلط.

هذا الجواب البسيط من بائع صحف محدود التعليم، أريده مدخلا لجوابي عن سؤالك، فهي مجلة ثقافية شاملة عرفت منذ عددها الأول بالجدية والرصانة والمعرفة المنوعة الدقيقة في مصادرها، وهي أيضا مجلة لا يرفض أي كاتب أو شاعر مهما كانت مكانته وعلو قدره أن يكتب لها وينشر فيها أفكاره وابداعاته، ومع مرور الزمن على هذه المطبوعة المتميزة عربيا أصبحت مرجعا يستخدم في الأبحاث الجامعية وتأليف الكتب وحتى الملصقات الإعلامية، لا أقول في العالم العربي فقط، بل امتدت إلى خارج حدود البلاد العربية، في المشرق والمغرب على حد سواء، وحتى لا أطيل أقول: العربي زاد ثقافي شهري جديد وجدي يحتاجه كل قارئ يبحث عن الجديد في الثقافة والعلم.

• لماذا كانت الكويت البلد الخليجي الوحيد الذي صدرت عنه مجلات دورية ثقافية ناجحة بدءا من الخمسينيات واستمرت حتى الآن؟

- الكويت سبقت منطقة الخليج في إصدار ورعاية مجلات ودوريات ثقافية لعوامل موضوعية أراها في الآتي:

1 - الانفتاح على الآخر الذي عرفه المجتمع الكويتي منذ أن مدّ روابطه التجارية مع العراق وبلاد الشام وإيران والهند وشرق افريقيا، هذا الانفتاح للمجتمع التجاري والبحري... والتجارة، يفرض على المجتمع الاتصال والاحتكاك بالآخر، فيكتسب المعرفة التي لدى الآخر، ويستخدمها لتطوير مجتمعه وهكذا تتحول العلاقة مع الآخر إلى علاقة تبادل ثقافي ومعرفي على جناحي الحركة التجارية والتبادل التجاري.

2 - هذا الانفتاح أدى إلى الوعي بأهمية التعليم فأرسل التجار والطبقات المتوسطة أبناءهم إلى مراكز العلم لاكتسابه، فتكونت في وقت مبكر سابق للآخرين طبقة من المتعلمين الحاصلين على شهادات جامعية من جامعات بغداد والقاهرة وبيروت ومن المدارس الهندية... وتبعها الحصول على شهادات من دول أوروبية.

3 - هذا الجيل هو الذي قاد حركة النهضة التي بدأت بواكيرها في نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات في كل المجالات أسسوا قواعد الدولة الحديثة وقادوها في الاقتصاد وتنظيم المجتمع وبناء المؤسسات الأهلية وكانت الثقافة وتحديثها جزءا أساسيا في تفكير وعمل هذا الجيل، وكان من الطبيعي أن تعبر عن هذه النهضة مجموعة ضخمة من الإصدارات الصحفية والمجلات الثقافية المنوعة.

وأكثر ما يميز الإصدارات التي تقف الدولة خلفها هو الاستمرارية في الصدور والتطور الذي يفرضه العلم والمكتشفات العلمية في كل فروع المعرفة، ولا شك في أن ما يصدر من الكويت خصوصا ما تقف خلفه الدولة من دوريات واصدارات ثقافية أصبح جزءا من الكيان الثقافي لدى القارئ العربي لا يستغني عنه قارئ أو باحث أو معلم.

• هل ساهمت الإمكانات المالية الكبيرة لدولة الكويت في تسهيل تمويل العديد من المشاريع الثقافية وإنجاح المطبوعات الثقافية؟

- الكويت أنتجت مطبوعات وصحافة قبل توافر الإمكانات المالية التي نشاهدها الآن في الثلاثينيات والأربعينيات كانت تصدر مجلات ومطبوعات... حتى في الخمسينيات لم تكن الإمكانات المالية لدى الدولة بالشيء الكبير، ولكن أيضا توافر الإمكانات المالية زاد من اهتمام الدولة بنشر التعليم والثقافة في الداخل والخارج العربي.

ولكن مرة أخرى يجب أن نؤكد أن استمرار هذا الإنتاج الثقافي المميز في الكويت، في السابق والآن، لا يمكن أن يستمر ويتطور كما هو عليه الحال، من دون مساحة شاسعة من الحرية للكتاب وعدم تدخل الدولة في آراء الكتاب والمؤلفين هو أحد أهم عناصر أن تكون الكويت -مع كل ما يحيط بها أحيانا من عناصر الضيق بما يكتب وينشر فيها- مركزا للإنتاج والإبداع والنشر للفكر وللكلمة الصادقة.

ولابد من التأكيد على أن حسن الاختيار للكفاءات الثقافية والعلمية دور أساسي في تميز الإصدارات الكويتية التي يديرها ويقودها تلك الفئة المثقفة الكفوءة.

جوائز الدولة للأنشطة الثقافية في الكويت

- جائزة الدولة التشجيعية في الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية والإنسانية.

- جائزة الدولة التقديرية.

- جائزة عيسى صقر الإبداعية في الفنون التشكيلية.

- جائزة السينما للأفلام الوثائقية للهواة.

- جائزة المسابقة السنوية للعروض المسرحية.

- جائزة رعاية المبدعين من طلاب المرحلة الثانوية.

جوائز القطاع الخاص للأنشطة الثقافية في الكويت

- جائزة د.سعاد الصباح.

- جائزة عبدالعزيز البابطين.

back to top