فادي رعيدي: أخشى الدعسة الناقصة
بعد غياب خمسة أعوام، أطلّ الكوميدي فادي رعيدي على جمهوره عبر برنامج «جنون» على شاشة تلفزيون «الجديد». جسّد فادي الشخوص المحبوبة التي اشتهر بها. «فاديا الشرّاقة»، «بيبو»، «يوسف قليقل» و{جان لوك». تأخر في العودة إلى الظهور بعمل جديد وناجح، على ما أشار. لا يحبّ المغامرة. يخاف «الدعسة الناقصة». عن شخوصه الكوميدية الأربع ومشاريعه المقبلة حادثناه.
إطلالتك الأولى على الجمهور كانت من خلال البرنامج الكوميدي SLCH على شاشة MTV قبل خمسة أعوام. ثم قدمت برنامجاً كوميدياً خلال شهر رمضان الفائت على شاشة «الجديد» NTV. لِمَ استغرقك الأمر خمسة أعوام كي تطل مجدداً على جمهورك؟لزمني هذا الوقت كله كي أطل على الناس بعمل جديد وناجح في الوقت نفسه. سرقني الوقت. كل سنة كنت أعد نفسي بإطلالة مميزة على جمهوري، منتظراً الوقت المناسب والفكرة الجديدة. حتى ظهرت أخيراً في عمل لاقى استحسان الناس. لا أستطيع المغامرة. أدرس خطواتي قبل الإقدام على أي عمل.ما قصة العمل الذي اتفقت مع «إل بي سي» على أنجازه ولم يبصر النور؟ثمة مشاريع كثيرة عرضتها على «إل بي سي» ولم تنجح. العمل كان ناقصاً من ناحية ما. أعترف بأنها تجارب فاشلة. كنت في مرحلة البحث عن العمل المناسب. أردت العودة إلى جمهوري في عمل أقتنع به أولاً.كيف كانت ردود الفعل على برنامجك «جنون»؟الردود التي تلقيتها كانت إيجابية. أحبّ الناس الفكرة والرسالة الذي حملها البرنامج في كل حلقة. بالإضافة إلى الشخوص التي اشتاقوا إليها. الحمدلله «تعبنا ولقينا». ما كان الهدف من البرنامج؟هدفي الاول كان إضحاك الناس بطريقة بسيطة وإمرار رسالة هادفة في كل حلقة بغية إغناء العمل. ما زلت أستمع إلى التعليقات والملاحظات البناءة لأتعلم منها في العمل المقبل.رغم التفاوت الإنتاجيّ الكبير بين برنامجك «جنون» وبرنامج «الفرصة» للإعلامي طوني خليفة. حصد عملك نسبة أكبر من المشاهدين. لِمَ برأيك؟لا أعرف. لا أملك إحصاءات في هذا الشأن. إنه أمر لا يقدم ولا يؤخر. لا انكر انني أفرح بتجاوب الناس معي. بصراحة، لا أستطيع المقارنة بين البرنامجين ولا يهمني أن أفعل. كل ما يهمني أن يحب الناس برنامجي لا أكثر.هل تضحكك شخوصك حين تشاهدها على الشاشة؟أضحك حين يكون رد فعل الضيف عفوياً وطريفاً. رفعت في برنامج «جنون» سقف الحوار فكانت المواقف جريئة وعفوية. تعودنا على النكات المستهلكة. مثلاً الحلقة التي استضفت فيها الوزير جهاد أزعور كانت قمة في الجرأة والعفوية حتى لو لم تضحكني، يكفي أنها أدهشتني وفاجأتني شخصياً.هل كان سهلاً أخذ موعد من السياسيين؟لم يكن صعباً. لكن فكرة البرنامج بذاتها لم تكن سهلة إذ كان على الضيف محاورة شخصية مضحكة تضع شعراً مستعاراً. أشكرهم جميعاً على تجاوبهم. أي حلقة كانت الأنجح في نظرك؟الحلقات التي استضفت فيها الوزير أزعور والإعلاميتين ماغي فرح ونضال الأحمدية كانت جميلة وناحجة. كيف تشرح لنا خصوصية كل شخصية من شخوصك؟شخوصي قريبة من الناس وموجودة في مجتمعنا. لكل شخصية تاريخها واسلوبها وخطها الكوميدي. فاديا الشراقة أكثر شمولاً من سواها، تجسد المرأة الغيورة والجريئة وهي أسهل شخصية لي. بيبو يمثل الطفل الذي يبدي رأيه بجرأة وعفوية. يوسف قليقل هو الرجل الجبلي الظريف. جان لوك الشاب الذي يخرج على التقاليد الشرقية مواجهاً مشاكل كثيرة مع أهله. هل كانت حواراتك مع الضيف ارتجالية أم محضّرة سلفاً؟كنت أُطلع الضيف على مضمون الحلقة لا أكثر وأترك الباقي لأجوبة الضيف ورد فعله. هل تخشى التكرار؟أخشى «الدعسة الناقصة» ويقلقني العمل المقبل. أفضل صعود السلم ببطء لكن بثقة. «نفسي طويل». أنا واثق من نفسي وأعرف ما يحبّه الناس. أسعى إلى إرضائهم وتقديم الأفضل لهم.كيف دخلت مجال التمثيل؟أحب التمثيل منذ حداثتي. تعرّفت بالمصادفة إلى فريق ال SLCH وانضممت إليهم. بدأت أخلق الشخوص الواحدة تلو الاخرى كي لا أقع في التكرار ونجحت. كما انني درست الهندسة الداخلية وهي فن وتحاكي الناس وتريحهم. أن تعمل كي تريح الإنسان في بيته بواسطة الهندسة الداخلية أمر مهم وصعب في الوقت نفسه. لذا لم ألقَ صعوبة في التواصل مع الناس.لِمَ كنت المحاور في البرنامج؟أحببت ان أكون مع المجموعة التي أمثلها. لم أمنح نفسي أهمية كمحاور حتى أنني لم أكن أطلق أي نكتة. لم يتعدَّ دوري تقديم الشخوص الأربع للمشاهدين.لِمَ لم تتبع أسلوب السخرية من السياسسيين الرائج راهناً، ألم يكن ذلك أسهل؟لا أريد الدخول في السياسة والانحياز إلى طرف. أمررتُ رسائل سياسية بناءة من خلال برنامجي وبطريقة واضحة تهمّ الناس جميعاً لا فئة واحدة منهم.ماذا يجهل الجمهور عن فادي رعيدي؟أملك طاقة كبيرة لم أطلقها كاملة بعد. اعتبر برنامج «جنون» درجة أولى في مسيرتي الفنية. أملك حباً كبيراً للفن وسأسعى دوماً إلى تحقيق الأعمال الجيدة والجميلة.تشارك في مسرحية «comedy night» بعدما اضطر فادي وكارلا إلى الانسحاب منها، كيف تصف هذه التجربة وهل تعتقد أنك أضفت إليهاشيئاً؟هذه المسرحية من أنجح الأعمال التي تعرض راهناً. بالنسبة إليّ أحب كثيراً عمل المسرح رغم صعوبته. أقف على المسرح لنصف ساعة فأشعر بأنني وقفت ساعتين تحت أشعة الشمس. يستلزم العمل المسرحي طاقة كبيرة. تتعب لإضحاك الناس فالجمهور اللبناني صعب ومتعدد الخلفيات والثقافات. اعتقد أنني أضفت شيئاً إلى المسرحية فالناس يحبونني ويتجاوبون معي. أتمنى أن أكون ساعدت على نحو ما في نجاحها.