أن تكون كويتياً في الكويت!
لكي تكون عن حق كويتياً في الكويت فعليك أن تترفّع عن الولاءات الفئوية وأن تجعل من الدستور مبدأ في الحفاظ على المساواة والعدالة وعدم التمييز، وأن نعلم جميعاً بأنها سفينة صغيرة لا تتحمل أن يخرقها «وطني جديد» أو «متهور قديم» أو «فئوي مشدوه» فحينها ستغرق السفينة فينا جميعاً.
لم يعد من السهولة هذه الأيام أن تكون كويتياً في الكويت، ويبدو أنه أصبح أمراً شاذاً أن يكون انتماؤك إلى الكويت فقط، فالساحة قد خلت وكأنه قد سيطر عليها «الوطنيون الجدد» من المتطرفين مذهبياً وفئوياً وقبلياً وأصحاب الأجندات الخاصة، وأصبح أولئك الوطنيون الجدد يوزعون صكوك الولاء والغفران ذات اليمين وذات اليسار، وهم الذين جاؤوا من تحت عباءة التطرف.أن تكون كويتياً في الكويت فعليك أن تتحمل حكومة عاجزة عن الحضور حين الملمات، وفاقدة الهيبة حين الأزمات، وعندما تسعى إلى التدخل يكون الوقت قد تأخر، وعندما تتدخل فإنها تزيد الأزمة اشتعالاً، بل إنها تكتشف وقوع الجريمة بعد مرور عشرين سنة فقط، وإن الانضمام إلى حزب محظور هو الجريمة مع أن تلك الأحزاب قد شاورها سمو رئيس الوزراء في تشكيل الحكومة. أن تكون كويتياً في الكويت فعليك أن تتحمل نواباً همهم الأول هو استنزاف الدولة، وتطويعها لمنطقهم الانتخابي، واستعدادهم لعصر المال العام، وشراستهم في الدفاع عن مصالحهم الخاصة والإثراء غير المشروع.أن تكون كويتياً في الكويت فإنه لا واجبات عليك على الإطلاق، فكل ما لديك هو من الحقوق المكتسبة، وليس مطلوباً منك أن تقدم شيئاً لبلادك بل عليك أن تأخذ ما يمكنك أخذه وربما ما لا يمكنك أخذه.أن تكون كويتياً في الكويت فإنه من المفترض عليك ألا تشغل نفسك بالتفكير على من تقع المسؤولية عن كارثة الغزو، كما أنه من غير المقبول أن تتساءل عن مصير الأسرى ولماذا رفضت الجهات المعنية حفر القبور الموجودة في الكويت للتعرف على رفاتهم طول هذه السنين؟أن تكون كويتياً في الكويت فعليك ألا تزعل، ولا تنزعج من ظهور «الوطنيين الجدد» بعباءاتهم المختلفة، يوزعون الولاء كيفما اتفق والحقيقة أنهم ليسوا إلا متطرفين بغض النظر عن انتماءاتهم. جاؤوا من تحت عباءة التطرف، ودخلوا علينا بحصان طروادة، ورفعوا راية شق المجتمع بعد أن أنهكوا البلاد والعباد أيما إنهناك.أما لكي تكون عن حق كويتياً في الكويت فعليك أن تترفّع عن الولاءات الفئوية وأن تجعل من الدستور مبدأ في الحفاظ على المساواة والعدالة وعدم التمييز، وأن نعلم جميعاً بأنها سفينة صغيرة لا تتحمل أن يخرقها «وطني جديد» أو «متهور قديم» أو «فئوي مشدوه» فحينها ستغرق السفينة فينا جميعاً وحينها لن يكون هناك كويت ولا كويتيون.