خطبة العيد
في أول أيام العيد كان الوزير المملوكي أو الفاطمي في مصر يسير من منزله ومعه كبار رجال الدولة بملابسهم الجديدة إلى باب القصر، ويركب الخليفة بهيئة المواكب العظيمة، وتكون ملابسه في العيد بيضاء موشاة بالفضة والذهب ومظلته كذلك، وتكون عساكره في هذا اليوم من الأمراء والأجناد والركبان والمشاة أكثر وينتظم الجند له في صفين من باب القصر إلى المُصلَّى.
وبعد ذلك يركب الخليفة إلى المصلى ويدخل من شرفتها إلى مكان يستريح فيه فترة ثم يخرج محفوفا بحاشيته قاصدا المحراب والوزير والقاضي وراءه، فيصلي العيد فإذا انتهت الصلاة صعد المنبر لخطبة العيد، فإذا انتهى إلى ذروة المنبر جلس على الطراحة الحريرية ليتمكن الناس من رؤيته، ويقف أسفل المنبر الوزير والقاضي والحاشية، ثم يشير الخليفة إلى الوزير بالصعود فيصعد حتى ينتهي إلى سابع درجة مقدما إلى الخليفة نص الخطبة التي أعدها ديوان الإنشاء وسبق عرضها على الخليفة. وبعد مقدمات وإشارات يستر الخليفة باللواءين المركزين في جانبي المصلى وينادي على الناس بالإنصات فيخطب الخليفة من النص الذي قدم له، فإذا فرغ من الخطبة أخلى المنبر فيهبط ويدخل المكان الذي خرج منه ويلبث قليلا ثم يعود بموكبه ويحضر مع أفراد الشعب «أسمطة» الولائم من أنواع الأطعمة والحلوى «العيدية» من أهم مظاهر الاحتفال بالنسبة إلى الأطفال في العيد حيث يقوم الكبار بإعطاء صغارهم عيدية العيد وهي غالبا ما تكون مبلغا من المال وكان السلطان المملوكي يصرف راتبا بمناسبة العيد للأتباع من الجنود والأمراء ومن يعملون معه؛ وكان اسمها «الجامكية». وتتفاوت قيمة العيدية تبعا للراتب، فكانت تقدم للبعض على شكل طبق مملوء بالدنانير الذهبية، وآخرون تقدم لهم دنانير من الفضة، إلى جانب الدنانير كانت تقدم المأكولات الفاخرة. وفي العصر العثماني أخذت العيدية أشكالاً أخرى فتقدم نقودا وهدايا للأطفال، واستمر هذا التقليد إلى العصر الحديث.