انطلقت المؤسسات الحرة من عقالها، ساعية إلى فرص جديدة لتحقيق الربح في أنحاء المعمورة جميعها، فبعد قرن مضطرب من التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية غير المسبوقة، بزغت الرأسمالية كإيديولوجية سائدة ونموذج يحتذى للنمو الاقتصادي في أغنى البلدان وأكثرها تقدماً. لكن النمو الاقتصادي كان متعثراً قبل ثلاثين سنة فقط، مع تزايد معدلات التضخم ومطالبة اليسار بمزيد من تدخل الدولة في قطاع الصناعة. كيف حدث هذا التحول الملحوظ؟ وما الثمن الذي دفعناه خلال هذه العملية؟

Ad

يتحدى هذا الكتاب السهل القراءة والمُقنع في الوقت نفسه، فكرة مصيرنا الرأسمالي، فهو يزود القارئ بلمحة تاريخية واضحة وموجزة للمشكلات التي واجهت الاقتصادات في أوروبا، واليابان، والولايات المتحدة خلال النصف الثاني من القرن العشرين، ويشكك فيما إن كانت الرأسمالية حققت بالفعل مستويات النمو والرخاء التي كنا نأمل في تحققها.

وبعد تلك اللمحة التاريخية، يتناول المؤلف التأثير المرجّح أن تُحدثه الاقتصادات المتنامية بسرعة في الصين وبلدان الجنوب على الاقتصادات الأقدم في بلدان الغرب. ومع تصاعد حدة التنافس في السباق على المحافظة على معدلات النمو وحماية الميزة التنافسية، يتساءل المؤلف: «هل السباق إلى القاع» محتّم، كما يتنبأ معارضو العولمة، مع تفكيك دول الرفاه لتلبية المطالب التنافسية؟ أم إن هناك نموذجاً بديلاً يعتبر الالتزام الراسخ بتوفير الرفاهية أمراً ضرورياً للنمو الاقتصادي؟ وهل يمكننا التغاضي عن عدم المساواة في الوطن، كما هي الحال في الخارج؟

الناشر: مطبعة جامعة أكسفورد، الولايات المتحدة (2007)