حرب العاشر من رمضان... انتصار الإرادة العربية وهزيمة إسرائيل

نشر في 23-09-2007 | 00:00
آخر تحديث 23-09-2007 | 00:00
في العاشر من رمضان في شهر اكتوبر عام 1973، عبر الجيش المصري قناة السويس فحطّم خط بارليف واستعاد سيناء من يد المحتل الإسرائيلي،

تلك المفاجأة التي حققتها القوات المسلحة المصرية فأجات العدو واجمعت

قادة جيوش العالم بأن القوة المصرية نجحت في «قهر المستحيل» بهزيمتها للجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر.

قبل بداية العمليات بأيام قليلة كان يمكن مشاهدة القوات المصرية والتي لا يفصلها عن القوات الإسرائيلية سوى قناة السويس بعرض 180 متراً فقط. كان يمكن مشاهدة القوات المصرية وهي تعد زوارق العبور وتجهز الفتحات على الجسور وساحات العبور على امتداد قناة السويس. قوات مسلحة بكل أسلحتها ومعداتها على الجبهة المصرية، وقوات مسلحة بكل أسلحتها ومعداتها على الجبهة السورية، تتخذ أوضاعها لاستكمال خطة الفتح الاستراتيجي لبدء الحرب إلى جانب مظاهر أخرى كثيرة ومتعددة.

إلا أن سلوك القوات الإسرائيلية في الساعات الأولى من الهجوم كان دليلاً عمليا على أنه أخذته المفاجأة التامة. وقد تضاربت أقوال العدو وأدلته وشهادات قادته بعد ذلك بشأن هذه النقطة تضاربا شديدا، ففي مرحلة ساد القول «إنهم رأوا ولكنهم لم يفهموا» وفي رأي آخر ساد القول «انهم رأوا وفهموا ولكنهم لم يصدقوا» فقد انتشرت مقولة «الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر»، حيث قال موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلي في ديسمبر عام 1969 «لن تنال عمليات العبور المصرية-إن حدثت- من قبضة إسرائيل المحكمة على خط بارليف؛ لأن الاستحكامات الإسرائيلية على الخط أشد منعة وأكثر تنظيما... ويمكن القول انه خط منيع يستحيل اختراقه، وإننا الأقوياء إلى حد نستطيع معه الاحتفاظ به إلى الأبد».

قبل بدء العمليات الهجومية بساعات محدودة عرف الإسرائيليون أن الأسر السوفييتية يتم ترحيلها جوا من القاهرة ودمشق إلى روسيا، ومنهم عدد من المستشارين المدنيين، إلا أنه بوصول تلك المعلومات إلى رئيس الأركان الإسرائيلي، طمأنه مدير المخابرات الإسرائيلية بأن ذلك لا يعني شيئا غير عادي.

ومع تزايد حجم التحركات للقوات المصرية، انتهت القيادة العسكرية الإسرائيلية -بالتعاون مع جهاز المخابرات الأميركي- إلى تحليل لتلك المعلومات أفاد «بأن توزيع القوات المصرية في الضفة الغربية للقناة يدل على أن المصريين يُعِدُّون أنفسهم لمهام دفاعية فقط»! وحتى صباح السادس من أكتوبر كانت هيئة الأركان الإسرائيلية ترى «أن ذلك اليوم سيمر دون أن يحدث شيء»!!

 

لقد أكدت حرب أكتوبر 1973 دور الجانب المعنوي وأهميته المطلقة في تحقيق النصر في المعارك الحربية، وأن إرادة القتال المرتكزة على هذا العامل يمكن أن تواجه وتنتصر على قوات متفوقة كمّا وكيفا... ولعل دروس التاريخ تؤكد تلك الحقيقية؛ فقد استطاع المقاتل في فيتنام هزيمة أقوى قوة عسكرية في العالم، واستطاع المقاتل في اليابان أن يفرض على الولايات المتحدة استخدام القنبلة الذرية في هيروشيما وناغازاكي؛ لتحسم الحرب لمصلحتها بعد أن كان النصر مؤكدا لمصلحة اليابان.

أما عن الخسائر المادية فقد وصلت في عملية اقتحام قناة السويس وتدميرها لتحصينات خط بارليف إلى 64 شهيدا، 420 جريحا فقط، مع إصابة 17 دبابة وتعطيل 26 عربة مدرعة، وإصابة 11 طائرة قتال.

وعلى الجانب الآخر قدرت خسائر إسرائيل بنهاية العمليات بنحو «2838 قتيلا» 2800 جريح، 508 أسرى ومفقودين، 840 دبابة، و400 عربة مدرعة، 109 طائرات قتال.

back to top