Ad

المساحة الجغرافية الجديدة والانتشار المناطقي للهيئة الناخبة يثير التساؤلات حول نسب نجاح المرشحات، والرأي السائد حتى الآن هو دعوة النساء «للفزعة الانتخابية النسائية»... حتى لا تدور علينا الدوائر بخسارة نسائية أخرى.

أضع يدي على قلبي، كلما قرأت أو سمعت حديثا عن إعداد تشريعات، أو تنظيمات جديدة، فقد تعودنا أن نخاف كلما دار الحديث عن تصحيح مسار، أو تصويب اتجاه، وكان هذا شعوري وأنا أحضر منتديات حوارية أخيرا تدور مواضيعها حول المرأة والدوائر الانتخابية الجديدة، وأسمع أحاديث تدور همساً حول الدائرة الواحدة، مما جعلني أتذكر قصة طريفة عن الدوائر.

بدأت عندما قام حاكم ماساشوستس، بصياغة نظام لتوزيع الدوائر لإحدى المقاطعات الأميركية عام 1812 بصورة تسمح لحزبه بالفوز في الانتخابات، فسُمي أول أساليب التلاعب باسمه «جيريماندرينج» أو الجيريماندرية بعد تعريبها، حيث استند نظام «التقسيم التفضيلي» كما سمي لاحقا، على إعادة ترسيم مقاطعة «اسكس» بصورة سمحت لحزب حاكم الولاية بتحقيق الأغلبية الفائزة.

بعد تلك الواقعة بدأ التسابق بين الأنظمة البرلمانية في وضع أسس وأطر لتحديد النظم الانتخابية ووضع الضمانات لحمايتها من التلاعب، حتى أصبح الحديث عن الدوائر الانتخابية في يومنا «موضة» العمل السياسي الحديث، فتشكيل الدوائر يظل مدخلا مهما في إصلاح النظم الانتخابية، ويظل إسناد تقسيم الدوائر بين السلطة التنفيذية والتشريعية... طبقا لدساتير الدول، أما المنظمات الانتخابية، فدورها رصد العدالة والنزاهة في التوزيع.

والبرلمان الدولي له معايير في تقسيم الدوائر الانتخابية والأمم المتحدة أيضا ترعى بين الحين والآخر منتديات لمناقشة عدالة التوزيع ومنسوب التمثيل... أقول ذلك بعدما أحسست بتردد العديد من المرشحات بسبب الدوائر الجديدة، فالمساحة الجغرافية الجديدة والانتشار المناطقي للهيئة الناخبة يثير التساؤلات حول نسب نجاح المرشحات، والرأي السائد حتى الآن هو دعوة النساء «للفزعة الانتخابية النسائية»... حتى لا تدور علينا الدوائر بخسارة نسائية أخرى.

وقبل أن أختم مقالي، هذا ورداً على رسالة إلكترونية لقارئ يستفسر من خلالها عن نظام الجولتين، أقول إن نظام الجولتين تستخدمه بعض الدول في الانتخابات البرلمانية، ويعرف باسم الاقتراع المزدوج، وهو ليس انتخابا لمرة واحدة إنما على جولتين تفصل بينهما فترة أسبوع، أو 15 يوما، حيث تجري إدارة الجولة الأولى بطريقة انتخابات الفائز الأول، وإن لم يحصل أي مرشح على أغلبية مطلقة فتجري انتخابات جولة ثانية، ويعتبر الفائز من الجولة الثانية منتخبا، وأما عن ملاءمته للانتخابات الكويتية، فالأمر متروك للبحث.

*********

كلمة أخيرة: رسالة إلى وزارة الشؤون وأخرى إلى حماية المستهلك: مازالت أسعار السلع في الجمعيات التعاونية ترتفع بعشوائية من دون تنظيم، ومازالت أغلب الجمعيات تستخدم فواتير مبهمة تتكرر بها كلمة «أصناف عامة» من دون ذكر اسم المنتج... وما صحة منع بعض الدول استيراد جبنة الموزاريلا لاحتوائها مواد مسرطنة؟