استهداف السياح قرار أدى إلى هزيمة الجهاد في مصر

نشر في 23-11-2007 | 00:00
آخر تحديث 23-11-2007 | 00:00
يأتي تحريم استهداف السياح الأجانب من جانب الدكتور فضل ليطوي صفحة دامية من كتاب العنف الذي عرفته مصر على أيدي تنظيمي «الجهاد» و«الجماعة الإسلامية»، وإذا كانت «الجماعة» هي صاحبة السطور الأكثر دموية بهجمات عدة انتهت بمذبحة الأقصر قبل عشر سنوات، فإن «الجهاد» يحتفظ في تاريخه بأكثر من محاولة لضرب السياح خصوصا في عام 1995.

كان عام 1995، عاماً حافلاً بالنشاط بالنسبة إلى تنظيم الجهاد والظواهري بعد التحالف مع تنظيم القاعدة، فقد أراد الظواهري تدشين نشاط الجبهة الجديدة بعدة عمليات ترد بها الشبكة الإسلامية المسلحة على عدة رسائل وصلتها.

وأولى هذه الرسائل، إحباط السلطات الأمنية في مصر لعمليتين إرهابيتين خطط لهما الظواهري بعناية فائقة، الأولى: كان مكلفاً بها عادل عوض صيام قائد الجناح العسكري للتنظيم في مصر، وكانت تقضي بخطف مجموعة من السياح الأميركان، ووضعهم في مخبأ أعده في سرية تامة تحت قطعة أرض زراعية اشتراها خصيصاً لذلك في قرية «سنتريس» بالشرقية، وقد رصدت الأجهزة الأمنية جميع تحركات عادل عوض حتى قيامه بحفر المخبأ، وقبل موعد التنفيذ، وأثناء لقاء بينه وبين أحد أعوانه، ألقت المجموعة المكلفة بمتابعته القبض عليه، وأثناء وجودهم في السيارة أوهمهم بوجود قنبلة ستنفجر بعد دقيقة واحدة، وأثناء محاولة القوة مغادرة السيارة حاول عادل عوض الهرب فأرداه أحد الضباط قتيلاً، والمحاولة الثانية: كان يعول الظواهري على نجاحها كثيراً وخطط لها بعناية فائقة، وانحصر دور المنفذين في القيام «بتلغيم» منطقة خان الخليلي، لتفجيرها في وقت الذروة، وأثناء وجود أكبر عدد من السياح الأجانب، وهو ما كان يمكن أن يؤدي في حال نجاح العملية إلى مصرع عدة آلاف من السياح.

وقد تم إحباط العملية والقبض على 45 من مخططيها وقدموا للمحاكمة في القضية التي عرفت بقضية خان الخليلي. وعلى الرغم من أن التنظيم اتخذ قراراً سرياً بعد فشل هذه العمليات بوقف جميع العمليات العسكرية داخل مصر، بيد أن هذه السلسلة من الهزائم أزعجت الظواهري، وأحرجته أمام قادة الشبكات الإسلامية المسلحة، مما دفعه إلى التعاون مع تنظيم الجماعة الإسلامية، في تسهيل مهمة العناصر التي قامت بمحاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الرئيس مبارك في أديس أبابا.

حُكِم بالسجن والإعدام على عدد من منفذي عملية خان الخليلي، كما حكم بالإعدام غيابيا علي أيمن الظواهري، وتم ضرب البنية التحتية لتنظيم الجهاد ثم القضاء عليها أمنيا، لكن الجماعة انتقلت إلى الخارج وتحالفت مع «القاعدة» وبدأت تختار أهدافاً كبيرة.

back to top