العاهل السعودي: الإرهاب الحقيقي ينطلق من مراكز الصراعات العالمية في القارات الخمس

نشر في 19-06-2007 | 00:00
آخر تحديث 19-06-2007 | 00:00
الملك عبدالله يدشن جولته العربية والأوروبية بزيارة إسبانيا.
قال العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز إن الخلايا الإرهابية توجد في القارات الخمس، وتنطلق من مركز الصراعات. وشدد الملك في أرفع رد سعودي على التحليلات والتعليقات التي تتهم المملكة العربية السعودية بأنها «منبع الإرهاب والتطرف»، إذ أوضح أن الصراع العربي الإسرائيلي كان الأطول، وتسبب في كثير من الاضطرابات في مناطق أخرى من الشرق الأوسط.
حذر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في لقاء أجرته معه جريدة الـ «باييس» الإسبانية بأن الصراع في الشرق الأوسط قد يفضي إلى انفجار عالمي. وأكد العاهل السعودي في الحوار الذي نشر في جريدة «الرياض» امس أن بلاده لا تدعم تخصيب اليورانيوم بهدف التسليح في المنطقة. 

الحديث أجري مع العاهل السعودي في مقر إقامته في أحد ضواحي الدار البيضاء في المغرب، حيث بدأ زيارة خاصة للمغرب، تعقبها جولة عربية وأوروبية يبدؤها بإسبانيا، وتعد هذه الزيارة الرسمية هي الاولى إلى إسبانيا منذ توليه سدة الحكم في أغسطس 2005.

وأوضح العاهل السعودي أن الشرق الأوسط عانى أحد الصراعات التي كانت هي الأطول على الإطلاق، وهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والنتائج التي ترتبت على الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية. وأضاف في إشارة إلى الصراعات الدائرة، أنه على الرغم من المجهودات الكبيرة المبذولة من جانبنا، لإيجاد حل لتلك القضية (الفلسطينية)، إلا أن حالات الاضطراب امتدت لتشمل كلا من العراق ولبنان دون إغفال الوضع في دارفور.

وأضاف «بجانب كل تلك الصراعات هناك الملف النووي وظاهرة الإرهاب. وبهذا الشكل نرى كيف تغلغلت الصراعات في المنطقة، وهو الأمر الذي يشغلنا الى حد كبير».

ورغم إشارة العديد من المحللين السياسيين إلى أن السعودية تمثل منبع الإرهاب الدولي، إلا أن العاهل السعودي أجاب مفنداً «لاشك أن تطور الأوضاع في الوقت الراهن عمل على تفسير الأمور على نحو خاطئ، فالخلايا الإرهابية توجد في القارات الخمس بمختلف بلدانها».

وأوضح العاهل السعودي بهذا الشأن «إذا أردنا التعرف على جذور الإرهاب الدولي، فيجب علينا أن نوجه أنظارنا إلى مراكز الصراعات الدولية، التي يستغلها المهاجرون مجالا خصبا لتنفيذ هجماتهم الإرهابية، وخططهم الإجرامية». وقال الملك عبدالله نرغب في دعم سبل التعاون مع إسبانيا لدعم الجهود الرامية إلى إحلال السلام في دول الشرق الأوسط. ولم يغفل الإشارة إلى مبادرة رئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريغز ثاباتيرو، التي تدعو إلى الحوار وتحالف الحضارات والوفاق بين الغرب والعالم الإسلامي.

وبسؤاله عن الاختلاف الواضح بين الأجيال السابقة والحالية في المملكة العربية السعودية، علق قائلاً «اختلاف الأجيال أمر طبيعي، بل إنه ضروري من أجل تطور المجتمعات الإنسانية وتأسيسها على قواعد راسخة، من شأنها أن تساعدهم على التطور والانفتاح على العالم الخارجي، من غير أن يفقدوا هويتهم الثقافية وميراثهم الحضاري».

واختتم حديثه بأهمية الدور الذي تؤديه المرأة السعودية في الوقت الحالي، والذي يشهد تطوراً متنامياً، دائما في إطار تعاليم ديننا الإسلامي، وعاداتنا الشرقية».

وقال «لا أرى نفسي سوى رجل عادي، ولا أجد نفسي أمثل الزعامة في ما يختص بعملية الإصلاح مثلما تصفني الجرائد»

وتأتي زيارة العاهل السعودي إلى إسبانيا بعد زيارة ملك إسبانيا خوان كارلوس وقرينته إلى السعودية في عام 2006.

يشار الى ان الملك عبد الله بن عبدالعزيز قد أجرى بعد وصوله أمس الى العاصمة مدريد جولة مباحثات، ومحادثات سياسية مع الملك خوان كارلوس ورئيس الوزراء ثاباتيرو، إذ من المقرر أن توقع إسبانيا والسعودية اتفاقات في مجالات مكافحة الإرهاب والقضاء والاقتصاد والثقافة.

من ناحية أخرى قال السفير السعودي لدى إسبانيا الأمير سعود بن نايف إن الاتفاقات ستتضمن مجالات التعاون الأمني والعسكري والصحة.

(مدريد: د ب أ)

back to top